تصعيد خطير على ريف إدلب..10 قتلى و 75 جريحاً بهجمات إرهابية لقوات النظام وروسيا
وكالة سبوتنيك الروسية روجت مساء أمس لهذا الهجوم الإرهابي على المخيمات وذلك في مواصلة لسياسة التضليل الإعلامي بهدف إبعاد الأنظار عن جرائم، لكن محاولاتهم باتت مكشوفة بشكل صارخ
صعّدت قوات النظام وروسيا هجماتها الإرهابية على شمال غربي سوريا بشكل خطير، اليوم الأحد 6 تشرين الثاني، مرتكبة مجزرة راح ضحيتها 9 قتلى ونحو 70 جريحاً باستهداف مخيمات غربي إدلب بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، فيما قتل مدني وأصيب 5 آخرون، (طفلتان و3 نساء)، بقصف مدفعي عنيف تركز على منازل المدنيين وحقول الزيتون في ريف إدلب الشرقي والجنوبي، وتأتي هذه الهجمات امتداد للإرهاب اليومي الذي يمارسه نظام الأسد وروسيا بحق السوريين ويلاحقهم في ملاذهم الأخير، في ظل غياب موقف دولي حازم.
وارتكبت قوات النظام وروسيا مجزرة راح ضحيتها 9 قتلى بينهم 4 أطفال وامرأة، و نحو 70 جريحاً بينهم حالات حرجة، باستهدافها بصواريخ أرض ـ أرض نوع (220mm 9M27-K Uragan) محملة بقنابل عنقودية محرمة دولياً من نوع ( 9N235 ) باستهداف مخيمات للمهجّرين قسراً قرب قريتيّ كفر جالس ومورين ومنطقة وادي حج خالد غربي مدينة إدلب.
وبعد نحو نصف ساعة من الهجوم الأول بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية استهدفت مزارع للزيتون وأحراش في منطقة قريبة من المخيمات المستهدفة.
وامتد التصعيد إلى ريف إدلب الجنوبي والشرقي، إذ قتل مدني في قرية كفرلاتا وأصيبت طفلة في مدينة أريحا أثناء عملهما بقطاف الزيتون وأصيبت طفلة وامرأتان في قرية كنصفرة بقصف مدفعي عنيف لقوات النظام وروسيا استهدف حقول الزيتون ومنازل المدنيين في ريف إدلب الجنوبي، كما شهدت منطقة جبل الأربعين وأطراف قرية شنان في الريف نفسه قصفاً مماثلاً دون وقوع إصابات.
وأصيبت امرأة بجروح جراء قصف مماثل استهدف منازل المدنيين في قرية آفس بريف إدلب الشرقي كما تعرضت الأحياء السكنية في مدينة سرمين بالريف نفسه لقصف مدفعي أيضاً أدى لدمار في منازل المدنيين وحالة هلع بين السكان.
وكانت وكالة سبوتنيك الروسية روجت مساء أمس لهذا الهجوم الإرهابي على المخيمات، على لسان ما يسمى نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا أوليغ إيغوروف الذي اتهام الخوذ البيضاء بالتجهيز لشن هجمات تستهدف مخيمات كفر جالس ومخيمات أخرى في ريف إدلب، وذلك في مواصلة لسياسة التضليل الإعلامي والتلفيق في حربها على السوريين والتي باتت مكشوفة بشكل صارخ، ولطالما كانت تقوم بحملات تضليل ممنهجة قبل أي هجوم لقواتها على السوريين، والإدعاء بأنها مشاهد مفبركة أو تتهم أطراف أخرى بالتجهيز لهجمات، لإبعاد الأنظار عن جرائمها والتشويش على الرأي العام.
وصعدت قوات النظام وروسيا خلال الشهرين الماضيين هجماتها بأسلحة عنقودية محرمة دولياً على ريف إدلب، إذ شنت منذ 17 أيلول الماضي وحتى أمس السبت 5 تشرين الثاني 4 هجمات بأسلحة عنقودية محرمة دولياً، بينها هجوم بصواريخ ألقتها الطائرات الحربية الروسية، و3 هجمات بصواريخ أرض - أرض، آخرها الخميس الماضي 3 تشرين الثاني استهدف طريق قرية خربة الناطور بريف إدلب الغربي، وأدى لإصابة مزارعين اثنين.
وتعتبر القنابل العنقودية النوع الأخطر من مخلفات الحرب في شمال غربي سوريا وتتعمد قوات النظام وروسيا استخدامها لإطالة أمد القتل لأجيال قادمة، ولا يزال النطاق الملوث بالقنابل العنقودية غير معروف حتى اليوم بسبب انتشارها الواسع في المناطق الزراعية وبين منازل المدنيين وفي المخيمات، ويشكل الأطفال النسبة الأكبر من المتضررين من هذه القنابل بسبب قلة وعيهم وأشكالها الغريبة المُلفتة لهم وما تخلفه من إصابات تترك أثراً جسدياً ونفسياً يرافقهم للأبد.
وتتعمد قوات النظام وروسيا قصف المدنيين أثناء جني محصول الزيتون خلال هذه الفترة لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين ومنعهم من جني محاصيلهم الزراعية في إطار استهدافها لمقومات الحياة والأمن الغذائي في شمال غربي سوريا.
واستجاب الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي حتى يوم أمس السبت 5 تشرين الثاني، لأكثر من 450 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، استهدفت شمال غربي سوريا، من بين هذه الهجمات نحو 60 غارة جوية وأكثر من 300 هجوم مدفعي، وأكثر من 30 هجوم صاروخي، إضافة لهجمات أخرى بأسلحة متنوعة بينها صواريخ موجهة وهجومان بقنابل عنقودية، وأدت تلك الهجمات لمقتل 61 شخصاً بينهم 24 طفلاً و5 نساء وإصابة 152 آخرين بينهم 51 طفلاً و20 امرأة.
إن الجرائم الإرهابية التي ترتكبها قوات النظام روسيا واستهدافهم الممنهج للمخيمات وللمرافق الحيوية و للمزارعين في شمال غربي سوريا، هو استمرار لسياسة القتل والتشريد والإجرام التي يمارسونها بحق السوريين منذ 11 عاماً، وهي استخفاف بالحياة البشرية وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وستستمر طالما أن المجتمع الدولي لم يتحرك لوضع حد لهذه الهجمات القاتلة التي أصبحت عابرة للحدود.