بيان الخوذ البيضاء بخصوص المشاركة في مؤتمر الرياض ٢

بيان الخوذ البيضاء بخصوص المشاركة في مؤتمر الرياض ٢

قررت إدارة المنظمة الاعتذار عن المشاركة في المؤتمر والبقاء إلى جانب عناصرها وأهلها في سوريا

تلقى الدفاع المدني السوري -الخوذ البيضاء- دعوة من وزارة خارجية المملكة العربية السعودية الشقيقة للمشاركة باجتماع موسع للمعارضة السورية في الرياض بتاريخ ٢٢ تشرين الثاني ٢٠١٧.

يعرب الدفاع المدني السوري عن شكره للدعوة الكريمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، ويثمّن الجهود التي تبذلها المملكة وجميع الأشقاء العرب وأصدقاء الشعب السوري للدفع بعملية السلام والوصول إلى حل عادل للقضية السورية.

كما يؤمن الدفاع المدني بالدور الجوهري لمنظمات المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق الضحايا وبحق هذه المنظمات في ممارسة الرقابة على الجهات السياسية وفي المشاركة في صياغة الرؤى الوطنية العامة.

وبالأخذ بعين الاعتبار حساسية المرحلة التي تمر بها الأزمة السورية وأهمية هذا المؤتمر نبين مايلي:

1- الدفاع المدني السوري ولد من رحم معاناة المدنيين السوريين والتزم الانتماء والتضحية لأجلهم بدون أي انحياز أو ارتباط سياسي، وهو لايرى نفسه تشكيلا معارضا بالتعريف السياسي، بل منظمة مجتمع مدني مستقلة تعمل لخدمة جميع السوريين المحتاجين بدون أي أجندات أو طموحات سياسية.

إننا نرى قضيتنا قضية إنسانية وطنية وموقفنا المعروف ضد الجرائم الإرهابية التي يرتكبها نظام الأسد والميليشيات الطائفية الحليفة له وكذلك جرائم تنظيم الدولة الإسلامية لايستند إلى موقف سياسي وإنما إلى موقف أخلاقي يحتم علينا وعلى كل شريف الوقوف مع الضحايا الأبرياء ضد كل من يمارس انتهاكات لحقوقهم بغض النظر عن خلفيته السياسية أو الطائفية أو العرقية.

بل إننا وبحكم التصاقنا بالشعب السوري وعملنا على الأرض على مدى كل سنوات الحرب الأليمة والتي شهدنا فيها كل الويلات وقدمنا منات الشهداء والجرحى مثلنا مثل باقي فنات شعبنا المظلوم؛ إننا لانثرى بأن مايحدث في سوريا هو صراع بين موالاة ومعارضة ولا نرى أن بالإمكان حله بتقاسم السلطة بين هذه التشكيلات: ونرى الصراع الحقيقي هو حول حق الشعب السوري كل الشعب السوري بالعيش بسلام وبكرامة على سوريا الحرة الموحدة.

2- نؤكد للدول الراعية لمؤتمرات السلام بأن الشعب السوري عموما لم يعد يرى جدوى لمبادرات وهيئات ومنصات وأجسام ومؤتمرات جديدة تدعي تمثيله في ظل غياب أي التزام جدي بفرض تطبيق القرارات الدولية وفي ظل الانتهاكات المستمرة لهذه القرارات وخاصة من طرف نظام الأسد الذي يشعر بالحصانة من المحاسبة حتى أمام لجان التحقيق الدولية التي أثبتت تورطه باستخدام الأسلحة الكيماوية وجرائم التعذيب والحصار والتهجير.

لقد تحولت هذه التشكيلات والمبادرات إلى دوامة عبثية لا تولّد إلا مزيدا من المرارة والإحباط وتفقد عملية السلام مصداقيتها وتعطي غطاء لمزيد من المماطلة باحترام القرارات الدولية» وكل ذلك يساعد على تغذية التطرف وتزايد العنف في سوريا.

لايحتاج الشعب السوري مؤتمرا وجسما جديدا كل بضعة أشهرء فمطالبه ليست كثيرة ولا غامضة ولا معقدة؛ كل ما يرجوه هو العيش بسلام وكرامة على أرضه وذلك يتم أولا عبر تطبيق القرارات الدولية لاسيما بيان جنيف ١ وقرارات مجلس الأمن ٢١١٨ لعام ٢٠١٣ و ٢٢٥٤ لعام ٢٠١٥ قبل هدر الوقت بتشكيل مرجعيات جديدة والتفاوض حول شكليات ثانوية لاتمثل أولوية للشعب السوري اليوم.

3- مع إيماننا بالحل السياسي وضرورة بذل كل الجهود الممكنة لدفع عملية السلام في سورياء إلا أننا نطالب الأشقاء العرب والأصدقاء حول العالم ألا يسمحوا لطفرة المؤتمرات والتجاذبات السياسية أن تنسيهم المعاناة اليومية التي يعيشها الشعب السوري، فالقصف لايزال مستمرا في الكثير من المناطق ولم تترجم اتفاقيات مناطق مايسمى خفض التصعيد إلا بشكل انتقائي وكما يبدو لأسباب تكتيكية بحتة تتعلق بأوليات سير المعارك وصفقات التهجير المحلية المذلة» كما أن الحصار لازال مستمرا في أكثر من منطقة وخاصة غوطة دمشق التي يواجه المدنيون فيها كارثة إنسانية حقيقة وفوق كل ذلك لايزال عشرات آلاف المعتقلين والمخطوفين يعانون التغييب والتعذيب الممنهج دون أي تقدم ملموس في قضيتهم.

بناء على ماتقدم وبعد مشاورة فرق الدفاع المدني العاملة على امتداد سوريا الجريحة، قررت إدارة المنظمة الاعتذار عن المشاركة في مؤتمر الرياض ١ والبقاء إلى جانب عناصرها وأهلها في سوريا.

حفظ الله سوريا وشعبها

الدفاع المدني السوري ٢١-١١-٢٠١٧

No related posts yet
Please check back soon!