حريق حراجي ضخم في منطقة الدرية غربي إدلب …وفرقنا تخمده بعد 10 ساعات من العمل
تهدد حرائق الغابات التوازن البيئي، وعمليات امتصاص غازات الاحتباس الحراري، وتزيد من حالات تغير المناخ وانجراف التربة، مخلفةً مخاطر مباشرة على سبل العيش للمجتمعات المحلية، و استنزاف الغطاء النباتي بشكل جائر
اندلع حريق حراجي ضخم في أحراش وغابات قرب قرية الدرية غربي إدلب، يوم أمس الجمعة 15 أيلول، وهو الحريق الأكبر الذي تستجيب له فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري لهذا الموسم، وتمكنت الفرق من إخماد الحريق بعد عمل متواصل استمر أكثر من 10 ساعات في ظل صعوبات كبيرة في تضاريس المنطقة الجبلية والمنحدرات والجروف الصخرية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة ونشاط الرياح التي زادت من انتشار النيران، و وعورة المنطقة التي أعاقت دخول سيارات الإطفاء.
وبدأت فرقنا عمليات إخماد الحرائق التي كانت تضم أكثر من بؤرة حراجية مشتعلة، بعد وصول بلاغ من المدنيين باندلاع الحريق في حوالي الساعة 1:45 م من يوم الجمعة 15 أيلول.
شارك في عمليات إخماد الحرائق 90 متطوعاً من الدفاع المدني السوري، موزعين على 20 فريقاً موزعاً على 6 سيارات إطفاء، و 5 صهاريج للتزويد بالمياه، و 8 سيارات خدمة وتدخل سريع، وسيارتي إسعاف، وسيارة لغرفة العمليات، و 5 قادة مواقع، وفريق إعلامي.
واجه المتطوعون خلال عمليات إخماد الحرائق تحديات هائلة، تعرضوا خلالها للإجهاد وضيق التنفس بسبب ارتفاع درجات الحرارة والدخان وبذلهم جهداً جسدياً كبيراً بسبب تضاريس المنطقة الجبلية وحملهم خراطيم المياه الثقيلة ومدها لمسافات طويلة، وعدم وجود طرقات تساعد على الوصول لبؤر النيران.
وكانت مؤشرات خطورة الحرائق سجلت مستويات مرتفعة جداً لخطورة الحرائق في غابات وأحراش ريف إدلب الغربي يوم الجمعة ومن المتوقع أن تستمر اليوم السبت وغد الأحد، فرقنا رفعت الجاهزية للاستجابة على مدار الساعة، إضافة لنشر نقاط متقدمة في المناطق الحراجية لتسريع الاستجابة في حال حصول أي حريق.
وارتفعت حصيلة الحرائق خلال فصل الصيف، مع ارتفاع درجات الحرارة، ومؤشرات خطورة الحرائق بالمناطق الحراجية بريفي إدلب وحلب، حيث استجابت فرقنا خلال شهر آب الماضي، لـ 306 حريقاً في 136منطقة بشمال غربي سوريا، تسببت بوفاة رجل، وإصابة 16 مدنياً بينهم طفلان و4 نساء، وكان من هذه الحرائق 58 حريقاً في المزارع، و 44 حريقاً في الغابات والمناطق الحراجية، و 30 حريقاً في المخيمات، و 61 حريقاً في منازل المدنيين.
ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 10 أيلول، أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري 2203 حريقاً في شمال غربي سوريا، كان منها 705 في الأراضي الزراعية، و 540 في منازل المدنيين، 158 في المخيمات، 136 في الغابات والمناطق الحرجية، وتوزعت باقي الحرائق على الطرقات والأسواق والمرافق العامة ومحطات الوقود، وتسببت هذه الحرائق بوفاة 18 مدنياً بينهم 13 طفلاً و امرأتان، وإصابة 97 مدنياً بينهم 25 طفلاً و 26 امرأة.
و تسعى فرق الدفاع المدني السوري للحد من انتشار الحرائق والتقليل من أضرارها على المدنيين، من خلال رفع جاهزية فرق الإطفاء على مدار الساعة للاستجابة لأي حريق بأسرع وقت ممكن، ونشر فرق مراقبة ونقاط متقدمة بالقرب من المناطق الحراجية والغابات الكبيرة، بالإضافة لجهود الفرق المستمرة في تمكين المدنيين من التعامل الأولي مع الحرائق، من خلال القيام بجلسات توعية وتدريب للعمال الإنسانيين والمزارعين والمعلمين وعمال محطات الوقود، والمدنيين في المخيمات، وتتضمن هذه الجلسات معلومات نظرية عن أنواع الحرائق ومسبباتها، وتدريبات عملية عن إخماد الحرائق الصغيرة قبل انتشارها واستخدام مطفأة الحريق اليدوية، وطرق الأمن والسلامة لحماية الممتلكات.
إنَ حماية الأرواح من الحرائق والحفاظ على البيئة، وحماية التوازن الحيوي، واجب على الجميع، من خلال الالتزام بإجراءات الأمن والسلامة من الحرائق، لضمان حقوق المجتمعات في بيئة صحية.