قوات النظام تصعد قصفها على مدينة الأتارب ومخاوف لدى المدنيين من استمراره
استمرار التصعيد على مدينة الاتارب يعني كارثة إنسانية لأكثر من 50 الف مدني
صعّدت قوات النظام اليوم السبت 8 أيار قصفها على مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ويأتي ذلك بعد تكرار استهدافها لسيارات المدنيين بالصواريخ الموجهة، في محاولة لضرب الاستقرار في المدينة التي عاد إليها عدد كبير من السكان بعد نزوحهم عنها مطلع العام الماضي، ما ينذر بموجة نزوح للسكان في ظل أزمة إنسانية يمر بها شمال غربي سوريا وانتشار فيروس كورونا.
واستهدفت قوات النظام قبيل أذان مغرب اليوم السبت 8 أيار، بقذائف الهاون منازل المدنيين في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، ما أدى لمقتل طفل وامرأة وإصابة 6 مدنيين.
وخلال اليومين الماضيين كثّفت قوات النظام استهدافها بصواريخ موجهة سيارات المدنيين في محيط الأتارب، حيث قتل أمس الجمعة شخص وأصيب ثلاثة آخرون، باستهداف سيارة يستقلونها بصاروخ موجه، فيما لم تسفر ثلاثة استهدافات مماثلة عن ضحايا.
وارتكبت قوات النظام وروسيا مجزرة بقصفها مشفى مدينة الأتارب الجراحي بريف حلب الغربي، يوم الأحد 21 آذار، راح ضحية المجزرة 8 مدنيين بينهم طفل وامرأة وجرح أكثر من 15 آخرون، بينهم 9 من كوادر المشفى (5 أطباء و3 ممرضين وفني) فيما خرج المشفى عن الخدمة نتيجة الاستهداف المباشر بقذائف المدفعية.
وتعتبر مدينة الأتارب من أكبر المدن بريف حلب الغربي وتعرض أكثر من 30 % من المباني فيها للتدمير جراء القصف الممنهج، وبلغ عدد سكانها قبل الهجمة العسكرية الأخيرة للنظام وروسيا مطلع عام 2020، 65 ألف نسمة، منهم 25 ألف نازح من مختلف المناطق السورية، وعاد منهم بعد وقف إطلاق النار والهدوء النسبي الذي تشهده المدينة أكثر من 50 ألف مدني.
ويتخوف المدنيون من استمرار قوات النظام وروسيا بقصف المدينة واستهداف السيارات التي تنقل المدنيين والبضائع على أطرافها، وهو ما يهدد آلاف العائلات التي عادت إلى منازلها، و ينذر بموجة نزوح جديدة نحو المخيمات التي تفتقر للخدمات الأساسية، وسط ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في الشمال السوري، وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
ورغم مرور أكثر من عام على قرار وقف إطلاق النار في الشمال السوري، وتوقف المعارك في 6 آذار 2020 بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تتابع قوات النظام وحليفه الروسي خرق هذا الاتفاق بشكل شبه يومي، وبشتى أنواع الأسلحة، واستجابت فرقنا منذ بداية 2021 حتى أمس الجمعة 7 أيار لأكثر من 425 هجوم من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 53 شخصاً بينهم 10 أطفال 8 نساء، فيما أصيب 138 شخصاً، وتركزت تلك الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية في شمال غربي سوريا.
ويهدد استمرار النظام وحليفه الروسي بخرق وقف إطلاق النار حياة 4 ملايين مدني في الشمال السوري بينهم 2 مليون نازح، وإن عدم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم هو بمثابة الضوء الأخضر لهم للاستمرار بقتل السوريين وإطلاق يدهم في الاستمرار باستهداف المدنيين ومسح مدن على الخارطة وتهجير سكانها، فالمجتمع الدولي مطالب بالوقوف أمام مسؤولياته وحماية المدنيين في سوريا، والسعي الجاد لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.