المراكز النسائية في الدفاع المدني السوري ركيزة أساسية في منظومة العمل الإنساني

تشارك المتطوعات بشكل فعال في عملية التوعية للوقاية من فيروس كورونا في الشمال السوري

تشكل المراكز النسائية في الدفاع المدني السوري ركيزة أساسية من عمل المنظمة الإنساني، والتي تسعى بدورها إلى تقديم خدماتها المتنوعة لكافة فئات المجتمع السوري وبمختلف انتماءاته.

وتقول منسقة المراكز النسائية في الدفاع المدني السوري زهرة ذياب " إن عدد المراكز النسائية في الدفاع المدني السوري وصل إلى 33 مركزا نسائياً، موزعة على مناطق عمله في إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية، ويعمل بها 228 متطوعة، تقدم مساعداتها لأهالي تلك المنطقة".

وتضيف ذياب، أن المراكز النسائية تقدم مجموعة من الخدمات الأساسية، وهي الخدمات الطبية وحملات التوعية عن الأمن والسلامة للمدنيين في المناطق التي تتعرض للقصف، ودورات التمريض والتوعية الصحية للأهالي، و تشارك العناصر النسائية في استقبال المهجرين من مناطق سوريا المختلفة، حيث تعمل على مساعدتهم في الاستقرار وتقديم الخدمات المختلفة التي يحتاجونها بشكل عاجل.

وعن طبيعة الخدمات الطبية التي تقدمها المراكز النسائية تبين ذياب، بأن المراكز النسائية مجهزة بالمعدات والأجهزة، لتقديم الخدمات الطبية النسائية كفحص الحوامل، ومتابعة الحالات بعد اجراء العمليات الجراحية والولادة، ونقل وايصال النساء إلى المشافي والمراكز الطبية المتقدمة، كما تشارك المتطوعات بشكل فعال في عملية التوعية للوقاية من فيروس كورونا في الشمال السوري، ويبلغ عدد الخدمات التي قدمتها المراكز خلال شهر نيسان الماضي 7454 خدمة طبية موزعة على 1911 للأطفال و 5057 للنساء، و486 للرجال.

وتضم المراكز النسائية كوادر طبية مؤهلة علمياً، وتمتلك خبرات طبية من خلال عملها السابق في المشافي، بالإضافة إلى إخضاعها إلى دورات طبية مختلفة بشكل دوري ضمن مساعي تطويرها وتقديمها للخدمات الطبية المختلفة بأفضل مستوى ممكن.

وتوضح مسؤولة المراكز النسائية زهرة ذياب، والتي انضمت للدفاع المدني السوري في عام 2017م ، أن من أهم الصعوبات التي تواجه العمل هو نقص التمويل للمراكز النسائية، وخاصة مع موجات النزوح الكبيرة إلى المناطق الحدودية؛ نتيجة الحملات العسكرية المتلاحقة التي تعرض لها الشمال السوري من قبل النظام وروسيا.

وعن آلية اختيار العناصر النسائية تقول ذياب :" يتم اختيار العناصر النسائية الجديدة عن طريق اعلان مسابقة لاختيار الكوادر، وتقوم لجنة مختصة بإجراء المقابلات مع المتقدمات واختيار الأفضل بينهن، حيث يهتم الدفاع المدني باستقطاب النساء من ذوي الخبرة في المجال الطبي، بالإضافة لضم آخريات يمتلكن خبرات إدارية، لإدارة المراكز النسائية وتمكينهن من الوصول إلى مناصب قيادية في إدارة الدفاع المدني السوري".

بدورها تقول مديرة مركز الأتارب في ريف حلب الغربي، ميساء نادر :" إن من الصعوبات التي تواجه عمل الدفاع المدني السوري القصف المتكرر، ما يؤدي إلى خروجها عن الخدمة، كما أن القصف يعيق وصول الفرق إلى المستفيدين من الخدمات المختلفة بشكل مباشرة".

وتشير نادر، إلى أن المركز النسائي الذي تعمل به يضم 8 عناصر مع المديرة وبالإضافة إلى سيارة اسعاف جاهزة للعمل على مدار 24 ساعة يوميا لخدمة الأهالي في المنطقة التي يغطيها المركز.

المتطوعة أسماء الحاج بكري تتحدث أسباب تطوعها بالدفاع المدني، وترى أن الرغبة بالعمل الإنساني وقلة الكوادر الطبية هي من أهم أسباب التي دفعتها للمشاركة في العمل الإنساني.

وتضيف الحاج بكري، أن للنساء دور فعال زمن الحرب بعدة مجالات ولابد من قيامهن به، فالحرب وضعت على عاتق كل شخص مسؤولية كبيرة نحو مجتمعه، وأثبت الواقع أن أي عمل صغير يمكنه أن يكون سبب لإنقاذ روح.

وفقد الدفاع المدني خلال العامين الماضيين متطوعتين من صفوفه إثر قصف من قبل النظام وحليفه الروسي خلال عملهم قيامهما بواجبهما الإنساني.

إن مشاركة المرأة السورية في العديد من المجالات الطبية والتعليمية والتوعوية عززت دورها في المجتمع في ظل ظروف الحرب وأثبتت قدرتها على القيام بدورها الحقيقي بكل كفاءة.