روسيا تواصل نشر الموت في ريف إدلب ….وغارات مكثفة تقتل امرأة في أريحا
أكثر من 8 سنوات على العدوان العسكري الروسي المباشر كحليفة للنظام السوري في حربه على السوريين، وتواصل خلالها روسيا نشر الموت عبر طائراتها الحربية، وتدمير البنى التحتية في سوريا، في ظل تغاضي المجتمع الدولي عن جرائم روسيا في سوريا و إفلاتها من العقاب، ما جعلها تصدر سياستها التي تهدف في الدرجة الأولى القتل، إلى دول أخرى دون رادع عن كل الجرائم.
التقرير:
قُتلت امرأة وأصيب زوجها، وأصيب رجل آخر، بعد غارات جوية مكثفة للطائرات الحربية الروسية استهدفت بلدات وقرى ريف إدلب الجنوبي، في وقت متأخر من مساء الجمعة 13 تشرين الأول، في استمرار الاعتداءات العسكرية الروسية المباشرة في سوريا وانتهاكاتها للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، للعام الثامن على التوالي، وجاء هذا الهجوم بعد تصعيد للهجمات خلال الأيام الماضية لنظام الأسد وروسيا مستهدفة الأسواق ومنازل المدنيين والمشافي والمدارس، والتي أدت لمقتل وإصابة نحو 260 مدنياً.
إذ قتلت امرأة وأنقذت فرقنا زوجها من تحت أنقاض منزلهما، وهما والدا المتطوع في الدفاع المدني السوري (أحمد مهدي أحمدو) بعد غارتين جويتين من الطائرات الحربية الروسية استهدفت منزلهم في منطقة جبل الأربعين قرب أريحا جنوبي إدلب في وقت متأخر مساء الجمعة 13 تشرين الأول، فرقنا تمكنت من إنقاذ الرجل على قيد الحياة، و انتشلت جثمان المرأة من تحت الأنقاض بعد ساعتين من العمل في المكان، وسط صعوبات كبيرة بسبب التحليق المكثف للطائرات الحربية الروسية وشنها غارات جوية على مناطق متفرقة من ريف إدلب، بالتزامن مع تحليق لطائرات الاستطلاع.
وأصيب مدني بجروح إثر غارة جوية من قبل الطائرات الحربية الروسية استهدفت قرية بلشون في ريف إدلب الجنوبي في الوقت نفسه من مساء يوم الجمعة 13 تشرين الأول، كما استهدفت الغارات الجوية الروسية أيضاً محيط قرى أحسم وجوزف وجنوبي بليون في الريف نفسه ولم تتلقَ فرقنا بلاغات بوجود مصابين.
وفي يوم 6 تشرين الأول، قتلت الطائرات الحربية الروسية طفلاً وأصابت طفلان وجميعهم من عائلة واحدة، واثنان منهم شقيقان، جراء غارات جوية استهدفت الأحياء السكنية في قرية جفتلك حج حمود في ريف جسر الشغور غربي إدلب، كما استهدفت في نفس اليوم أحياء بلدة بداما في ريف جسر الشغور الغربي ما تسبب بإصابة 14 مدنياً بينهم 4 أطفال و 4 نساء بجروح.
واستهدفت الطائرات الحربية الروسية بغارات جوية بالصواريخ مزرعتين لتربية المواشي والدواجن في 7 تشرين الأول، الأولى على أطراف قرية كورين جنوبي إدلب، والثانية أطراف مدينة سرمين، مسببةً دمار كبير وحريق في مادة التبن في إحدى المزرعتين، دون وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
صعّدت قوات النظام وروسيا بشكل خطير وممنهج قصفها الصاروخي والجوي على شمال غربي سوريا خلال خمسة أيام امتدت بين 4 حتى 8 تشرين الأول، مستخدمة أسلحة حارقة وعنقودية محرمة دولياً، وأدت الهجمات خلال الأيام الخمسة لمقتل وجرح أعداد كبيرة من المدنيين، ووثقت فرقنا مقتل 46 مدنياً بينهم 13 طفلاً و9 نساء، فيما جرح في هذه الهجمات 213 مدنياً بينهم 69 طفلاً و41 امرأة، ومن بين المصابين متطوعان من الدفاع المدني السوري بقصف استهدف إدلب أثناء قيامها بعملهما الإنساني.
تركزت الهجمات الممنهجة التي شنها نظام الأسد وروسيا على المدن والبلدات واستهدفت 50 مدينة وبلدة في ريفي إدلب وحلب،وهدفت لقتل أكبر عدد ممكن من السكان بتعمد استهداف الأماكن المكتظة وتدمير البنية التحتية والمرافق العامة واستهداف فرق الدفاع المدني السوري والعمال الإنسانيين، التي تنص كافة المواثيق الدولية على تحييدها، بهدف تهجير المدنيين وتدمير كافة أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم.
حيث تعرضت 10 مرافق تعليمية للهجمات بينها 9 مدارس وبناء لمديرية التربية، كما تعرضت 5 مرافق طبية للاستهداف المباشر الذي خلف فيها أضراراً، واستهدف القصف 5 مساجد، و3 مخيمات و 4 أسواق شعبية و4 مراكز للدفاع المدني السوري، بينها مركز لصحة النساء والأسرة، ومحطة كهرباء و3 مزارع لتربية الدواجن.
استجاب الدفاع المدني السوري بين 4 حتى 8 تشرين الأول، لـ 148 هجوماً مدفعياً وصاروخياً وجوياً،من قبل النظام وروسيا، استخدم فيها مئات القذائف والصواريخ، منها 7 هجمات جوية روسية، و 59 هجوماً صاروخياً (باستخدام مئات الصواريخ) 74 هجوماً (باستخدام مئات القذائف) إضافة لـ 4 هجمات بصواريخ محملة بذخائر حارقة محرمة دولياً كما استجابت فرقنا في 9 لهجوم هو الخامس بذخائر حارقة واستهدف مدينة الأتارب غربي حلب، وهجوماً بصاروخ أرض ـ أرض محمل بذخائر عنقودية محرمة دولياً.
ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 8 تشرين الأول، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 910 هجوماً على مناطق شمال غربي سوريا من قبل قوات النظام وروسيا ومن مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، انتشلت الفرق خلال هذه الهجمات جثامين 108 مدنيين، بينهم 24 طفلاً و 15 امرأة، فيما أنقذت وأسعفت الفرق 501 مدنياً، بينهم 162 طفلاً و 76 امرأة.
وشنت الطائرات الحربية الروسية منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 8 تشرين الأول 38 هجوماً على 25 مدينة وبلدة شمال غربي سوريا، استجابت فرق الدفاع المدني السوري، وانتشلت خلال هذه الهجمات جثامين 17 مدنياً بينهم طفلاً وامرأة، وأنقذت واسعفت 91 مدنياً بينهم 20 طفلاً و 7 نساء.
إنّ استمرار استهداف المدنيين والهجمات الممنهجة ينذر بكارثة إنسانية جديدة ويزيد من حالة عدم الاستقرار ويدفعهم إلى النزوح، ويقوض العملية التعليمية مع بدء العام الدراسي الجديد، وسط أوضاع صعبة جداً تعانيها المنطقة مع استمرار حرب النظام وروسيا لأكثر من 12 عاماً وبعد زلزال 6 شباط المدمر الذي لم يتعافى منه المدنيين حتى يومنا هذا.
يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ إجراءات فعلية لوقف القصف الممنهج على مناطق شمال غربي سوريا، ويتصدى للإفلات من العقاب وأن يحمي المدنيين والقوانين التي تنظم استخدام القوة، وإنّ تحقيق العدالة والسعي إليها بإصرار يجب أن تكون أولوية للبشرية حتى لا يشعر أي دكتاتور أو بلد أن لديه الضوء الأخضر لارتكاب الفظائع والانتهاكات، إذا تمت محاسبة القوات الروسية وحليفها نظام الأسد على جرائمهم، هذا يعني أنه أي مستبد ومجرم في العالم سيُحاسب مستقبلاً، لكن إفلاتهم من العقاب يعني أن الجريمة التالية ستكون مسألة وقت فقط.