سرمين تحت النار… هجمات ممنهجة لقوات النظام تقتل وتجرح مدنيين وتخطف بهجة رمضان

استمرار قصف النظام وروسيا والقوات الموالية لهم، يهدد حياة المدنيين في شمال غربي سوريا، ويقوّض الواقع المعيشي الصعب، ويهدد العملية التعليمية باستمرار استهداف المدارس، ويحّول طقوس الفرح في شهر رمضان ولحظات انتظار العيد لمآسٍ وأحزان لعشرات العائلات.

هجمات صاروخية لقوات النظام استهدفت مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، اليوم الاثنين 1 نيسان، تسببت بوقوع ضحايا بين المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء، في استمرار لسياسة النظام في القتل عبر هجماته الإرهابية دون أي رادع، وغياب تام للمحاسبة، أو أي خطوات جادة لإيقاف هذه الجرائم التي تمارس بحق المدنيين، وحمايتهم منها

إذ قتلت طفلة وامرأة وأصيب 10 مدنيين بينهم 5 أطفال وامرأتان بجروح بعضها خطرة، في حصيلة غير نهائية لقصف صاروخي لقوات النظام استهدف الأحياء السكنية لمدينة سرمين شرقي إدلب، ومنطقة السوق، ومدرسة عبدو سلامة (خارج أوقات الدوام)، وبالقرب من مرافق صحية في المدينة، اليوم الاثنين 1 نيسان، بنحو 20 صاروخاً سقطت على المدينة، وتسبب الهجوم بالإضافة للضحايا بأضرار كبيرة في منازل وممتلكات المدنيين، وفي مدرسة عبدو سلامة المستهدفة.

ومدرسة "عبدو سلامة" هي المدرسة السابعة التي يتم استهدافها بشكل مباشر من قبل قوات النظام منذ بداية العام الحالي 2024.، وتهدد هذه الهجمات المستمرة لقوات النظام وروسيا على المدارس، والمرافق التعليمية في شمال غربي سوريا، تهدد حياة المدنيين والطلاب، وتقوّض العملية التعليمية في المنطقة التي تعاني من ظروف معيشية صعبة وواقع إنساني متردي بعد 13 عاماً على حرب النظام وروسيا وبعد أكثر من عامٍ على الزلزال المدمر الذي زاد دمار البنية التحتية، ومن فجوة الاحتياجات الإنسانية اللامتناهية.

ويأتي هذا الهجوم اليوم في الوقت الذي تزداد فيه وتيرة هجمات قوات النظام الصاروخية والمدفعية والهجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية، حيث تعرضت بلدة البارة مساء يوم أمس الأحد 31 آذار لقصف صاروخي من قبل قوات النظام تسبب بأضرار في منازل المدنيين.

واستهدف هجوم بسيارة مفخخة وقع في سوق مدينة اعزاز الرئيسي، بعد منتصف ليلة الأحد 31 آذار، ما أدى لمقتل 3 مدنيين (طفلان وامرأة)، وأصيب 5 مدنيين بينهم طفل، بانفجار سيارة مفخخة وقع في سوق مدينة اعزاز الرئيسي شمالي حلب، بعد منتصف ليلة يوم الأحد 31 آذار.

وقتل مدنيٌ جراء هجوم بطائرة مسيرة انتحارية استهدفته أثناء قيادته جرار زراعي في بلدة كفرنوران غربي حلب، يوم الاثنين 11 آذار، واستهدف هجوم آخر مماثل منزلاً سكنياً في البلدة نفسها دون وقوع إصابات، وانطلقت الطائرتان من مناطق تسيطر عليها قوات النظام في المنطقة.

ومنذ بداية العام الحالي 2024 حتى يوم 17 آذار، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 235 هجوماً على مناطق شمال غربي سوريا، من قبل قوات النظام والقوات الموالية لهم، وتسببت هذه الهجمات بمقتل 18 مدنياً وإصابة 90 مدنياً آخرين.

ظروف صعبة يعيشها المدنيون في مناطق شمال غربي سوريا خلال شهر رمضان مع استمرار القصف والتهجير بعد 13 عاماً من حرب النظام وروسيا، على الحياة، وكل ما يساعد عليها، في منطقة تعاني من ضعف كبير في واقع الاستجابة الإنسانية، وتردي في البنية التحتية بعد عام من زلزال مدمر وحرب طويلة، وزيادة حدة الهجمات وتكتيكات الحرب في استخدام أساليب جديدة للقتل في كل عام جديد يمر على مأساة السوريين.

إن الإفلات من العقاب وغياب المحاسبة هو الدافع الكبير الذي يسمح لنظام الأسد وروسيا بالاستمرار في إرهابهم وقتلهم للمدنيين في شمال غربي سوريا، في ظل تغافل وعطالة مستمرة في الموقف الدولي تجاه محاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم، ويجب وضع حد فوري لهذه الهجمات، وضمان حماية المدنيين من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الخاصة، وتطبيق القرار 2254 الذي يضمن عودة المهجرين وحمايتهم ووقف القصف، ومحاسبة المجرمين.