الطائرات الحربية الروسية ترتكب مجزرة بعائلة مهجرة في ريف إدلب
التصعيد العسكري على شمال غربي سوريا ينذر بكارثة إنسانية جديدة ويهدد حياة 4 ملايين مدني في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة وتقاعس دولي عن محاسبة نظام الأسد وروسيا.
ارتكبت الطائرات الحربية الروسية مجزرة في ريف إدلب، في الساعات الأخيرة من مساء يوم الاثنين 25 كانون الأول، راح ضحيتها عائلة كاملة مهجرة من ريف إدلب الجنوبي، في تصعيد مستمر وهجمات إرهابية شنيعةٍ على أبواب شتاءٍ قاسٍ يزيد من معاناة المدنيين وينذر بموجة نزوح وحالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
إذ قتل 5 مدنيين من عائلة واحدة (رجل وزوجته و3 من أطفالهما)، وأصيب طفل آخر وهو الناجي الوحيد من العائلة، في مجزرة للطائرات الحربية الروسية إثر غارات جوية استهدفت منزلاً في مزرعة علاتا بالقرب من بلدة أرمناز غربي إدلب، مساء يوم الاثنين 25 كانون الأول.
وجاءت المجزرة بعد نحو ساعات من مقتل مدني وإصابة 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال، جراء قصف صاروخي لقوات النظام استهدف منازل المدنيين والمدرسة الريفية ومرافق عامة وأراضٍ زراعية في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، في الوقت الذي تتعرض فيه قرى ريف إدلب الشرقي والجنوبي لقصف ممنهج من قوات النظام يقوّض الاستقرار في المنطقة ويفرض حالة من الرعب والخوف من موجات نزوح، إذ أصيب مدني بجروح في قدمه إثر قصف مدفعي لقوات النظام استهدف بلدة الفطيرة جنوبي إدلب، اليوم أيضاً، أثناء تفقده لمنزله في البلدة.
وأصيب طفلٌ بجروح جراء غارات جوية روسية استهدفت محيط قرية القنيطرة في ريف إدلب الغربي، يوم الثلاثاء 19 كانون الأول، وأدت الغارات أيضاً لأضرار في ممتلكات المدنيين القريبة من المناطق المستهدفة.
وقبل شهر تحديداً في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني الفائت، ارتكبت قوات النظام مجزرة مروّعة راح ضحيتها 10 قتلى مدنيين بينهم 7 أطفال وامرأة وأصيبت امرأة أخرى، (وهم رجل وعائلته وشقيقته وعائلتها)، بقصف لقوات النظام استهدفهم أثناء عملهم بقطاف الزيتون في مزارع قرية قوقفين جنوبي إدلب، وقتل حينها أيضاً شخص وأصيب 4 آخرون بانفجار مجهول في دراجة نارية بثلاث عجلات على مدخل مدينة الباب شرقي حلب.
وفي الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول، ارتكبت الطائرات الروسية مجزرة إرهابية بقتلها 5 مدنيين وهم امرأتان شقيقتان إحداهما حامل وجدتهما وطفل لكل واحدةٍ منهما، وأصيب 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال أحدهم رضيع، ورجلان آخران مسنان، في مخيم "أهل سراقب" على أطراف بلدة الحمامة في ريف إدلب الغربي.
ومنذ بداية العام الحالي 2023 وحتى يوم 17 كانون الأول استجابت فرقنا لـ 1232 هجوماً من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، أدت لمقتل 161 شخصاً بينهم 46 طفلاً و23 امرأةً، وأصيب على إثر هذه الهجمات 681 شخصاً من بينهم 214 أطفال و95 امرأةً.
إن استمرار نظام الأسد وروسيا بارتكابهم المجازر بحق السوريين يزيد من خطورة العيش في عشرات المدن والبلدات ويفرض واقعاً من المعاناة المستمرة خاصةً على أبواب شتاء قارسٍ يفتك بالمخيمات التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة وضعف في البنية التحتية وتراجع واضح في الاستجابة الإنسانية وتغافل المجتمع الدولي عن المجازر وسياسة القتل التي يرتكبها نظام الأسد ضد السوريين منذ أكثر من 12 عاماً.
جريمة ومجزرة أخرى تمرّ بلا محاسبة دولية كانت الدافع الأكبر لاستمرار سياسة القتل والتشريد والإجرام التي تمارسها روسيا في دعمها لنظام الأسد في قتل السوريين منذ سنوات، ودليل على أن روسيا لا يمكن تكون يوماً في ضفة السلام وطرفاً يجلب الأمان للسوريين، وعلى المجتمع الدولي وضع حد للإرهاب الروسي العابر للحدود.
No related posts yet
Please check back soon!