طفلان شقيقان ضحايا قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا على ريف إدلب…وتهديد لعجلة التعليم باستهداف المدارس

غياب المحاسبة واستمرار الإفلات من العقاب على الجرائم، هو ما يسمح نظام الأسد وروسيا بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي الإنساني واستمرار استهداف المدنيين والمرافق الحيوية والمدارس دون أي رادع

شهدت قرى وبلدات ريفيّ إدلب الجنوبي والغربي، اليوم السبت 26 آب قصفاً مكثفاً من قوات النظام وروسيا، استهدف الأحياء السكنية ومدارس التي تقام فيها نوادٍ صيفية للأطفال ودورات تكميلية لامتحانات الشهادة الثانوية بالقذائف المدفعية، ما أدى لمقتل طفلين شقيقين وإصابة 7 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأتان، في تصاعد لوتيرة العنف واستمرار هجمات تقوض حياة المدنيين وتمنع استقرارهم.
إذ قتل طفلان شقيقان (طفل وطفلة) وأصيب 5 مدنيين آخرين بجروح متفاوتة، هم 3 أطفال ووالدتهم وامرأة أخرى، بقصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف الأحياء السكنية في بلدة كنصفرة في ريف إدلب الجنوبي عصر اليوم السبت 26 آب، كما أصيب مسنّ بقصف مماثل استهدف الأحياء السكنية في قرية دير سنبل بالتزامن مع قصف استهدف قرى البارة وسان في الريف نفسه.

وأصيب مدني بجروح طفيفة، بقصف مدفعي لقوات النظام وروسيا، على مدينة جسر الشغور غربي إدلب صباح اليوم أيضاً، استهدف الأحياء السكنية ومدرسة، إذ استهدفت إحدى القذائف وسط باحة مدرسة (عبد الرحمن الناصر للتعليم الأساسي، وكانت تحمل اسم مدرسة زكريا أكتع وتعرضت لقصف جوي سابقاً)،وذلك قبيل وقت قصير من بدء توافد الأطفال إليها للمشاركة في نادٍ صيفي يقام فيها، كما استهدف القصف محيط مدرسة "رابعة العدوية" وسقطت إحدى القذائف بجوارها وبالقرب من مسجد قيد الإنشاء، وقصف مماثل استهدف مدرسة (محمد الفاتح) في بلدة الموزرة جنوبي إدلب، وأدى القصف لأضرار مادية في المدرسة وفي منازل السكان ونفوق إحدى الأغنام.
وقتل يوم الثلاثاء 22 آب، مدنيان اثنان (رجل مسن، وفتى بعمر 18 عاماً)، وأصيب 5 مدنيين آخرين بينهم طفلة وطفل وامرأة، ونفوق عدد من المواشي جراء غارات جوية روسية استهدفت محطة لضخ مياه الشرب (خارجة عن الخدمة، ويقطن فيها مهجرون) أطراف قرية عرّي غربي إدلب، كما أصيب 3 مدنيين بينهم طفل إثر قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف بلدة احسم في جبل الزاوية جنوبي إدلب، وأصيب مدني آخر بجروح بليغة، إثر قصف مدفعي مصدره المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، استهدف الأحياء السكنية والأراضي الزراعية في بلدة الغزاوية في ريف عفرين شمالي حلب.

وتتعرض قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي والغربي لقصف مستمر منذ بداية شهر آب الجاري موقعاً ضحايا من المدنيين وأضراراً في ممتلكاتهم، مخلف حالة من عدم الاستقرار والشعور بالخوف من استمرار القصف خاصةً على المدارس التي يداوم بها الطلاب في النوادي الصيفية وأثناء تقديم الامتحانات التكميلية لشهادة التعليم الثانوي في هذه الفترة من العام.
ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم أمس الجمعة 25 آب، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لهجومين من قبل قوات النظام وروسيا على المدارس، الأول في مدينة سرمين بعد سقوط قذيفة مدفعية مصدرها قوات النظام وروسيا في حرم المدرسة الريفية في المدينة يوم 13 كانون الثاني، دون وقوع إصابات في المدرسة، والثاني باستهداف مدفعية قوات النظام وروسيا، مدرسة - خارج أوقات الدوام في النادي الصيفي - بقرية الجينة في ريف حلب الغربي، بخمسة قذائف ثلاثة منها في باحة المدرسة وقذيفة في سورها، وقذيفة على بعد مئة متر من المدرسة على طريق ترابي بالقرب من منازل المدنيين، يوم 10 آب، دون وقوع إصابات.

واستجابت فرقنا منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم الأحد 20 آب، لـ 454 هجوماً من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم، راح ضحية هذه الهجمات 51 شخصاً بينهم 8 أطفال و5 نساء، وأصيب على إثرها 208 شخصاً بينهم 70 طفلاً و29 إمراة.
ويهدد استمرار النظام وحليفه الروسي بحملات القصف الممنهج حياة أكثر من 4 ملايين مدني في شمال غربي سوريا وإن عدم محاسبة مرتكبي هذه الجرائم هو بمثابة الضوء الأخضر لهم للاستمرار بقتل السوريين وإطلاق يدهم في الاستمرار باستهداف المدنيين ومسح مدن على الخارطة وتهجير سكانها، فالمجتمع الدولي مطالب بالوقوف أمام مسؤولياته وحماية المدنيين في سوريا، والسعي الجاد لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.

إن التصعيد العسكري على شمال غربي سوريا ينذر بكارثة إنسانية جديدة ويثبت أن نظام الأسد وروسيا مستمرون في حربهم على السوريين، ويفرض المزيد من التضييق على المدنيين بمحاربة كل سبل الحياة ومصادر العيش، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وأدنى القيم والأعراف الإنسانية.