كابوس الغرق يخطف أرواح 5 مدنيين من عائلة واحدة في نهر العاصي

26 حالة وفاة غرقاً انتشلتها فرق الإنقاذ المائي في الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2023 من المسطحات المائية شمال غربي سوريا، فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 37 مدنياً كادوا أن يغرقوا وأسعفتهم إلى المشافي.

توفي 5 مدنيين من عائلة واحدة بينهم طفلان وامرأة غرقاً في مياه نهر العاصي غربي إدلب، في فاجعة مؤلمة، وتزداد حالات الغرق في المسطحات المائية شمال غربي سوريا، مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف و لجوء السكان إلى الأنهار والينابيع والبحيرات للسباحة، رغم تحذيرات فرق الدفاع المدني السوري المستمرة بخطورة السباحة في تلك المسطحات.

إذ توفي رجلان وطفلان وامرأة من عائلة واحدة (الجد وابنه وابنته وحفيديه)، اليوم الاثنين 31 تموز، غرقاً في مياه نهر العاصي بمنطقة حمامات الشيخ عيسى بريف جسر الشغور غربي إدلب، بعد أن غرق أحد أفراد العائلة ومحاولة البقية إنقاذه، ليفقدوا أرواحهم واحداً تلو الآخر.

هذه الحادثة المؤلمة وقعت بعد يومين من وفاة فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً غرقاً في بحيرة ميدانكي بريف عفرين شمالي حلب، يوم السبت الفائت 29 تموز، وبعد 5 أيام على وفاة فتىً يبلغ من العمر 17 عاماً، غرقاً أثناء سباحته في مياه نهر الفرات بمدينة جرابلس شرقي حلب، يوم الأربعاء 26 تموز.

وفي منطقة حمامات الشيخ عيسى بريف جسر الشغور غربي إدلب، تعرضت عائلة لحادثة غرق في عام 2021، توفيت طفلتان على إثرها ونجى باقي أفراد العائلة، وفي عام 2019 توفي 3 أخوة بينهم طفل بحادثة غرق أثناء السباحة في نفس المكان.

وتعتبر المسطحات المائية المنتشرة في مناطق شمال غربي سوريا وهي (نهري العاصي و الفرات و بحيرة ميدانكي وعين الزرقاء و الأنهار والسواقي في مدينة عفرين) غير صالحة للسباحة، بسبب برودة المياه وانتشار الأعشاب بقيعانها ما يتسبب بحالات غرق فجأةً، بالإضافة إلى تفاوت أعماقهم بين منطقة و أخرى و وجود تيارات ودوامات مياه قوية قد تسبب تشنجات عضلية لدى السبّاح

مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تشكل البحيرات والأنهار مقصداً للأهالي للسباحة، ولكن هذه المناطق خطرة جداً وتشهد في كل عام عشرات حالات الغرق، ولتأمين سلامة المدنيين والحد من حالات الغرق وتسريع الاستجابة لها أقامت فرق الإنقاذ المائي في الدفاع المدني السوري نقاطاً متقدمة في كل من بحيرة ميدانكي بريف حلب و عين الزرقا على نهر العاصي بريف إدلب، حيث تعد هذه المنطقتين الأكثر كثافة للمدنيين الذين يقصدون المسطحات المائية في شمال غربي سوريا، مع استجابة الفرق لكل نداءات الاستغاثة التي تصلهم عن أية حالة غرق في ريفي إدلب وحلب.

ورغم تقديم فرق التوعية في الدفاع المدني السوري جلسات توعوية دورية للمدنيين في ريفي إدلب وحلب وتوزيع بروشورات توعوية لهم تعرّفهم بخطر السباحة دون اتخاذ تدابير الأمن والسلامة، و ضرورة الابتعاد عن المسطحات المائية العميقة واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم وأطفالهم من الغرق، إلا أن حالات الغرق ما تزال ظاهرةً تخطف أرواح المدنيين وتعرض حياتهم للخطر.

ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى اليوم الاثنين 31 تموز انتشلت فرق الإنقاذ المائي في الدفاع المدني السوري جثامين 26 مدنياً توفوا غرقاً في المسطحات المائية بمناطق شمال غربي سوريا، فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 37 مدنياً كادو أن يغرقوا أثناء السباحة، وقدمت لهم الإسعافات الأولية اللازمة ونقلتهم إلى المشافي.

وخلال عام 2022 انتشلت فرق الإنقاذ المائي في الدفاع المدني السوري جثامين 62 مدنياً توفوا غرقاً في المسطحات المائية شمال غربي سوريا، فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 119 مدنياً كادوا أن يغرقوا أثناء السباحة، وأسعفتهم إلى المشافي.

وتعتبر المسطحات المائية في شمال غربي سوريا المتنفس الوحيد للأهالي من ضغوط الحرب والحياة، ولكنها تشكل خطراً يوازي المخاطر الأخرى التي يتعرضون لها بشكل يومي في حياتهم، ويجب عدم الاستهانة بمخاطر السباحة في المسطحات المائية، واتخاذ تدابير جدية تحول دون وقوع حوادث غرق جديدة.