الدفاع المدني السوري يكثف من مشاريع البنية التحتية بمختلف مستوياتها في شمال غربي سوريا بعد الزلزال
شملت المشاريع تمديد شبكات الصرف الصحي وتأهيل الطرقات وغيرها من المشاريع بمختلف مستوياتها تحقيقاً لرؤية المؤسسة في واقع ومستقبل أفضل لسوريا والسوريين وتوفير المقومات التي تمكّنهم من التعافي سواء من الكوارث أو حرب روسيا والنظام المستمرة عليهم منذ 12 عاماً.
أضعفت حملات القصف العنيف والممنهج خلال الحرب الطويلة التي يشنها نظام الأسد وروسيا البنية التحتية المهمشة أساساً في سوريا، ومع حملات التهجير القسري للسكان كأحد أدوات الحرب، ظهرت مناطق ذات كثافة سكانية عالية زادت من أعباء البنية التحتية كما هو الحال في مناطق شمال غربي سوريا.
ودفع الواقع المأساوي الذي يعيشه السوريون مع استمرار القصف والتهجير، وغياب أساسيات العيش الكريم، والآثار الكارثية للزلزال المدمر، الدفاع المدني السوري - الخوذ البيضاء - إلى توسيع نطاق عملياته وأعماله بمشاريع خدمية تخفف معاناة السوريين في شمال غربي سوريا وتساهم في توفير سبل العيش الكريم.
إصلاح البنية التحتية الأساسية - الصرف الصحي
ويعتبر مشروع تنفيذ شبكات مياه الشرب والصرف الصحي في تجمعات مخيمات كفر كرمين ـ الكمونة في ريف حلب الغربي أول المشاريع الخدمية التي أطلقها الدفاع المدني السوري في الفترة التي أعقبت الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط الماضي، المشروع والذي يعتبر الأكبر من نوعه في عمل المؤسسة بتأهيل البنى التحتية شمال غربي سوريا سيخدم نحو 7500 منزل في تجمعات مخيمات كفر كرمين ـ الكمونة، على مساحة 20 ألف متر مربع.
وتكمن أهمية المشروع في تقليل مخاطر تفشي الأمراض بشكل كبير، وبالتالي الحفاظ على صحة سكان المخيم، مع الوصول إلى المياه النظيفة للشرب والطهي والنظافة الشخصية، وينعكس ذلك بالحد من انتشار الأمراض مثل الكوليرا واللشمانيا وغيرها من الأمراض.
وفي السياق نفسه تعمل فرق الدفاع المدني السوري على تجهيز شبكة للصرف الصحي بطول 1650 مترًا على طريق سرمدا - البردقلي شمالي إدلب، توفر خدمة الإصحاح لأكثر من 6000 مدني، وتأتي ضمن مشاريع الدفاع المدني السوري لرفع مستوى الصحة العامة، ودعم استقرار المجتمعات المتضررة بسبب الحرب والكوارث، كما تقوم فرقنا بتمديد شبكة الصرف الصحي لمشفى منشأ حديثاً في بلدة بنش شرقي إدلب.
تأهيل طرق المواصلات
وشملت المشاريع الخدمية التي ينفذها الدفاع المدني السوري بمفرده أو بالشراكة مع منظمات أخرى، إعادة تأهيل الطريق الواصل بين مدينة سرمدا ومفرق بلدة كفردريان في ريف إدلب الشمالي. المشروع والذي يتم بالتعاون مع مؤسسة شام الإنسانية يهدف لتسهيل تنقلات المدنيين بين الموقعين المذكورين، علماً أن الطريق له أهمية حيوية لكونه عقدة مواصلات بين منطقة سرمدا ومناطق حارم وسلقين يستخدمه الآلاف من المدنيين يومياً للوصول إلى مناطق عملهم في ريفي إدلب الشمالي والغربي وريف حلب الغربي، وتعرض الطريق خلال السنوات الماضية ونتيجة ضغط السير والحملات المطبقة عليه للضرر بشكل كبير وتشكل الحفر والانهدامات، ما سبب الكثير من حوادث السير وتأخر المدنيين عن أعمالهم والكثير من الأعطال في مركباتهم و زيادة العبء الاقتصادي عليهم لذلك أصبح القيام بإعادة تأهيل الطريق حاجة ملحة للمدنيين والمخيمات والمجتمعات المحيطة.
وبالتوازي مع المشاريع المذكورة يواصل الدفاع المدني السوري مشاريع خدمية أخرى منها ما هو في طور التعاقد كمشروع إعادة تأهيل طريق العامود في مدينة سرمدا بطول 4790 متر بنسبة تنفيذ 100% للدفاع المدني السوري، وهو طريق حيوي رئيسي يخدم آلاف المدنيين يومياً في مدينة سرمدا ويخفف الضغط والكثافة المرورية ضمن المدينة. ومن المشاريع أيضاً ما يأتي في سياق التحالف العملياتي المشكل مع المنتدى السوري، والجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز) مثل مشاريع تزفيت بعض الطرقات في منطقة عفرين المتوقع المباشرة في تنفيذها قريبًا والتي تهدف إلى تأهيل طرق بطول يتجاوز الـ 11 ألف متر.
الاستمرار في برنامج تعزيز الصمود المجتمعي
وسجل الدفاع المدني السوري خلال النصف الأول من العام الحالي 2023 تنفيذ 12,348 عملية خدمية تهدف لتعزيز صمود المجتمع المحلي ضمن 585 تجمع سكاني من المدن والقرى والبلدات و545 مخيماً في شمال غربي سوريا، منها
1,065 عملية خدمية ولوجستية منوعة ضمن 237 تجمع سكاني و112 مخيم، و761 عملية خدمية تضمنت غسيل وتنظيف المدارس والشوارع والحدائق والمنشآت العامة ضمن 215 تجمع سكاني و13 مخيم، و590 عملية حفر منوعة تضمنت حفر جور فنية وأساسات وحفر صيانة كهرباء ضمن 180 تجمع سكاني و74 مخيم، و518 عملية ردم حُفر وآبار مهجورة لتجنب حوادث السقوط ضمن 152 تجمع سكاني و74 مخيم، و505 عملية حفر خط صرف صحي ضمن 134 تجمع سكاني و85 مخيم، ونفذ المتطوعون أعمال تنسيق وتجميل كورنيش مدينة عفرين بطول 1800 متر، وزرعوا 300 شجرة و1200 غرسة زينة على جوانبه.
ورغم التحديات الكبيرة في ظل حرب روسيا والنظام المستمرة منذ أكثر من 12 عاماً وحملات القصف الممنهج، لم تتوقف فرقنا عن استجابتها وتسخير إمكانياتها للنهوض بالواقع الخدمي وتحسينه في سبيل توفير بيئة صحية وآمنة لأهلنا السوريين المكلومين من الحرب والكوارث، ورغم أهمية هذه المشاريع في إنعاش المجتمعات المتضررة وتعافيها إلا أنها تبقى حلولاً إسعافية واستجابةً طارئةً لمأساة كبرت كما يكبر الأطفال في المخيمات يوماً بعد يوم يأملون بارقة أمل تنهي معاناتهم بعودة آمنة إلى منازلهم وتطبيق القرار 2254 ومحاسبة النظام وروسيا على جرائمهم بحق السوريين.
No related posts yet
Please check back soon!