مع بداية موسم الحصاد… كابوس الحرائق يهدد المحاصيل والمزروعات
فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري أخمدت أكثر من 600 في شمال غربي سوريا منذ بداية العام الحالي
مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول موسم الحصاد، تزداد نسب الحرائق الزراعية و خطرها على المحاصيل و خاصة القمح و الشعير، ويأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه المدنيون في مناطق شمال غربي سوريا من استمرار حرب النظام وروسيا وتدميرهم مقومات الإنتاج الزراعي، وتقلص المساحات المزروعة، بسبب حملات التهجير، وقرب آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، من خطوط التماس،والمأساة التي ضاعفها الزلزال المدمر.
وفي أعلى إحصاء يومي للحرائق هذا الموسم، اندلع اليوم الأربعاء 17 أيار، 19 حريقاً في مناطق شمال غربي سوريا، كان 8 منها في الأراضي الزراعية، أحدها في في أراضٍ مزروعة بالحبوب على أطراف مدينة الأتارب ناتج عن استهداف قوات النظام وروسيا للأراضي الزراعية و لم تتمكن فرقنا من الوصول إلى المكان بسبب رصد قوات النظام وروسيا المنطقة، وحريقان في آلات الحصاد في كل من ريفي إدلب وحلب، و 3 حرائق في أحراش ومناطق حراجية، فيما توزعت باقي الحرائق على منازل المدنيين ومحطة بدائية لتكرير الوقود وخيمة للمهجرين.
ومنذ بداية الشهر الحالي أيار 2023، استجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري لـ 91 حريقاً في مناطق شمال غربي سوريا، كان منها 17 حريقاً في الأراضي والمحاصيل الزراعية، و 7 في الغابات و الأحراش، و 29 حريقاً في منازل المدنيين، و 9 في المخيمات، وأدت هذه الحرائق لإصابة 4 مدنيين بحروق متفاوتة، بينهم طفل.
و في شهر نيسان الماضي أخمدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري 105 حرائق في مناطق شمال غربي سوريا، كان منها 51 حريقاً في منازل المدنيين، و 9 حرائق في المخيمات، و 8 حرائق في الأراضي الزراعية، و 7 حرائق في محطات تكرير الوقود البدائية.
وخلال الربع الأول من العام الحالي (أشهر كانون الثاني وشباط وآذار) أخمدت فرقنا 412 حريقاً بينها 183 حريقاً منزلياً، و48 في المخيمات، و33 في محطات تكرير وقود بدائية، و6 حرائق في أفران، وأدت هذه الحرائق لوفاة 8 مدنيين بينهم أطفال ونساء، وإصابة 44 مدنياً بينهم نساء وأطفال.
و وضعت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري خطة استجابة لحرائق المحاصيل الزراعية، تهدف إلى الوصول السريع والتنسيق الجيد للاستجابات، للتقليل قدر الإمكان من الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل، واتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها، والتعامل السريع معها.
وتشمل الخطة كافة مناطق شمال غرب سوريا على مستوى مراكز الدفاع المدني السوري، بما يتناسب مع توزع هذه المراكز والمساحات المزروعة في كل منطقة، من جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي حتى جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، حيث أجرت الفرق دراسة شاملة بنيت على عمليات مسح جغرافي لتحديد المراكز الأكثر قرباً وتغطية للمساحات المزروعة واعتبارها مراكز استجابة رئيسية ووضع نقاط إطفاء متقدمة بناءً على تجارب السنوات السابقة وجمع البيانات اللازمة، تمت دراسة وتقييم احتياج هذه المراكز والنقاط من معدات ومواد وكوادر وتعزيزها بما يلزم، وإعداد خطط المؤازرة من المراكز الأخرى عبر تحديد المراكز المؤازرة لكل مركز رئيسي، والطرق الآمنة والسريعة لسلكها أثناء التوجه للمؤازرة، وتعزيز قنوات الاتصال ورفع الجاهزية للاستجابة المباشرة، وتسريع الوصول لمناهل المياه وتحديدها.
ومع بداية شهر أيار من كل عام تشهد سوريا ارتفاعاً واضحاً بعدد الحرائق، ويرجع ازدياد الحرائق لارتفاع درجات الحرارة، إضافة لتعمد قوات النظام وروسيا استهداف الأراضي الزراعية بالتزامن مع موسم الحصاد.
وتسعى فرقنا للحد من الحرائق وتمكين المدنيين من التعامل الأولي معها، عبر القيام بجلسات توعية وتدريب للعمال والمزارعين، وتتضمن هذه الجلسات معلومات نظرية عن أنواع الحرائق ومسبباتها، وتدريبات عملية عن إخماد الحرائق الصغيرة قبل انتشارها واستخدام مطفأة الحريق اليدوية، وطرق الأمن والسلامة لحماية المحاصيل.
No related posts yet
Please check back soon!