الانتهاء من عمليات البحث والإنقاذ …والانتقال لمرحلة البحث والانتشال.. وإحصائية مفصلة لـ 108 ساعات من العمل
منذ بداية الزلزال حتى إعلان انتهاء عمليات البحث والإنقاذ أكثر من 2166 حالة وفاة، وأكثر من 2950 مصاب
بعد مرور 5 أيام على كارثة الزلزال الذي ضرب مناطق شمال غربي سوريا فجر الاثنين 6 شباط، أعلن فرقنا اليوم الجمعة 10 شباط في مؤتمر صحفي انتهاء عمليات البحث وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في المناطق المنكوبة بالزلزال شمال غربي سوريا والبدء بعمليات البحث والانتشال بعد شبه انعدام لوجود أحياء.
وبلغت إحصائية الضحايا التي استجابت لها الدفاع المدني السوري في شمال غربي سوريا منذ بداية الزلزال في الساعة الـ 4.17 دقيقة حتى إعلان انتهاء عمليات البحث والإنقاذ أكثر من 2166 حالة وفاة، وأكثر من 2950 مصاب في جميع المناطق التي ضربها الزلزال شمال غربي سوريا واستجابت لها فرقنا خلال أكثر من 108 ساعة من العمل في أكثر من 40 مدينة وبلدة وقرية في شمال غربي سوريا تدمر فيها نحو 479 مبنى سكني بشكل كامل وأكثر من 1481 مبنى بشكل جزئي.
أعداد الضحايا وتوزعهم
وانتشلت فرقنا حتى الساعة الأخيرة من إعلان توقف عمليات البحث والإنقاذ أكثر من 2166 حالة وفاة بينهم الكثير من النساء والأطفال كانت الحصيلة الأكبر بينهم في مدينة جنديرس في ريف عفرين التي وصلت فيها أعداد الضحايا لأكثر من 513 وفاة، تليها مدينة حارم وفيها أكثر من 360 وفاة، ثم مدينة سلقين وفيها 221 وفاة، تليها بلدة أرمناز وفيها 155 وفاة ثم مدينة الأتارب وفيها 150 وفاة، وبلدة عزمارين وفيها 140 وفاة، وتنخفض الأعداد بشكل تدريجي في باقي المناطق المنكوبة تبدأ من 56 وفاة وتنتهي بأقل الأرقام للوفيات عند عتبة 5 وفيات.
أعداد المصابين وتوزعهم
وأسعفت وأنقذت فرقنا حتى الساعات الأخيرة من عمليات إنقاذ وإسعاف المصابين نحو 2950 مصاب ونشير هنا لأن فرقنا لم تسجل إنقاذ ناجين من تحت الأنقاض على قيد الحياة منذ صباح أمس الخميس 9 شباط.
وكانت الحصيلة الأعلى لأعداد المصابين في مدينة جنديرس التي أنقذنا وأسعفنا فيها 831 مدني على قيد الحياة من بين الركام، تليها مدينة سلقين ومنها أنقذنا 258 مدني، ثم مدينة قرية بسنيا غربي إدلب ومنها 215 مدني تم إنقاذهم من فرقنا، تليها مدينة حارم في الريف نفسه ومنها 210 مدنيين أنقذناهم ثم مدينة مدينة الأتارب وأرمناز في كل واحدة منهما 200مصاب، ثم مدينة عفرين ومنها 170 مصاب تم إنقاذهم، وتبدأ الحصيلة بالانخفاض تدريجياً عند 100 مصاب وتنتهي بأقل أعداد الإصابات بواقع 5 إصابات.
أسماء المدن والبلدات والقرى التي استجابت لها فرقنا
إدلب، ملس، الملند، حفسرجة والقنية واليعقوبية وأطمة وسرمدا وجنديرس والباب وإعزاز وصوران وكللي وقورقانيا وشلخ إدلب وشلخ حلب وعزمارين وزردنا والأتارب وميدان إكبس وراجو وكبته والدانا والرمادية وترمانين وكفرتخاريم وسلقين وحارم وصندف وسجو وجرابلس وراعل وتل الكرامة واحتيملات وكفرغان ورام حمدان وأرمناز وعفرين وبسنيا ودركوش واسقاط وبتيا وأبو طلحة والحمزية والتلول.
الأبنية المدمرة وتوزعها
وكانت الحصيلة الأكبر في عدد المباني المدمرة في مدينة جنديرس بواقع 200 مبنى مدمر بشكل كامل و500 مبنى بشكل جزئي، و50 مبنى مدمر بشكل كامل في مدينة سلقين ونحو 300 مبنى متضرر بشكل جزئي، تليها بلدة أرمناز بواقع 30 مبنى مدمر بشكل كلي و15 مبنى بشكل جزئي، والنسبة الأكبر من هذه المباني هي أبنية طابقية تتألف من 4 طوابق.
ولحقت أضرار كبيرة في المباني السكنية في المدن الأخرى مثل سرمدا والأتارب وملس وبسنيا وحارم والدانا، كما تصدعت آلاف الأبنية وباتت خطراً على ساكينها.
عمل الفرق والصعوبات التي واجهتنا
ومع اللحظات الأولى من الزلزال أعلنت فرقنا حالة الطوارئ القصوى ووصلت فرقنا ليلها بنهارها حتى تستطيع الوصول إلى أكبر قدر ممكن من العالقين تحت الأنقاض وخلال الساعات الأولى من بداية الزلزال كان هناك مئات حالات الإنقاذ من تحت الأنقاض لعالقين على قيد الحياة وكان هناك أيضا عدد كبير من حالات الانتشال لوفيات قضت تحت ركام المنازل، ولكن الفرصة بدأت تتضاءل والوقت بدء ينفذ بعد بلوغنا 72 ساعة من عمر الزلزال بسبب الصعوبات الكبيرة التي واجهت في فرقنا أثناء عمليات الإنقاذ من شح الوقود اللازم لتشغيل الآليات الثقيلة لساعات أطول لتسريع عمليات الإنقاذ، والانتشار الجغرافي الكبير للدمار في معظم مناطق شمال غرب سوريا و ما يتطلبه من مستلزمات كبيرة جداً في معدات البحث والإنقاذ والمعدات التقنية الحديثة لتحديد أماكن المصابين كالمستشعرات الحرارية ومجسات النبض والكاميرات وغياب المساعدات الدولية وعدم الاكتراث من المجتمع الدولي بالنداءات الإنسانية التي أطلقها الدفاع المدني السوري طيلة فترة الاستجابة، وأيضاً حالة العالقين تحت الأنقاض ممن كانوا مصابين، واستمرار النزيف والانخفاض الكبير في درجات الحرارة وما يرافقه من انخفاض في حرارة الجسم لعوامل الطقس البارد وحالات الهرس وما يرافقها من انتشار سمية في الجسم إذا مضى عليها ساعات طويلة دون أن تتلقى العلاج، وما شاهدناه أيضا خلال فترات عملنا من هزات ارتدادية أدت إلى تضعضع الكثير من المباني.
خيبة أمل جديدة وإحباط للسوريين تجاهل المجتمع الدولي للمأساة الإنسانية التي خلفها الزلزال في مناطق شمال غربي سوريا رغم كل النداءات التي أطلقها الدفاع المدني السوري لتوجيه الدعم اللازم لعمليات البحث والإنقاذ وعمليات الإسناد في البحث عن ناجين تحت جبال من الركام، رغم الحاجة الماسة للدعم الإنساني لكل المتضررين من الزلزال وأولوية الدعم اللازم لعمليات البحث والإنقاذ إلا أن السوريون عاشوا هذه الأيام العصيبة بمفردهم، كما يعيشونها من قبل في كل مرة يقتل فيها نظام الأسد وروسيا السوريين بلا هوادة ودون أي اعتبار للقيم الإنسانية والأعراف الدولية التي فرضت علينا العمل بمفردنا كسوريين تكاتفوا في محنة جديدة مروا بها.
استنفذت فرقنا كل الطاقات المتاحة في عمليات البحث والإنقاذ على مدار 5 أيام، رغم جميع النداءات التي أطلقناها لم يكن هناك آذان صاغية من أغلب دول العالم لأوجاع السوريين وأنّات الأطفال الذين قضوا ساعات من الليل والنهار تحت الركام والكثير منهم كان بالقرب من عائلاتهم يشاهدون موتهم ببطء، نجحنا في الوصول إلى الكثير من الناجين وإنقاذهم بسلام لكن لم يحالفنا الحظ في الوصول إلى آخرين.
No related posts yet
Please check back soon!