بهدف التوعية والتخفيف من آثار الحرب عليهم ... إقامة مخيم لأطفال في مدينة إدلب
يكافح مئات آلاف الأطفال اليوم لاستعادة مستقبلهم في سوريا بعد الهجمات التي شنها نظام الأسد وروسيا والتي خلفت كوارث حقيقية على مستقبلهم
أقام الدفاع المدني السوري مخيماً توعوياً ترفيهياً بغرض توعية الأطفال صحياً وتعريفهم بأساليب الوقاية من الأمراض، مع رسم البسمة على وجوههم عبر نشاطات ترفيهية وكشفية تخفف عنهم وطأة الحرب وآثارها، وذلك خلال الفترة الواقعة بين 12 و13 من أيلول الحالي في مدينة إدلب.
وشارك في النشاط 20 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الثانية عشرة والخامسة عشر عاماً وتم تدريبهم على الاعتماد على الذات وتسيير أمور حياتهم الاعتيادية وتنفيذ مهام وأنشطة كشفية توعوية ترفيهية وتحديداً في مجال الرعاية الصحية والترويج لخدمة الإسعاف تحت إشراف مدربين ومشرفين مختصين بالتوعية من الدفاع المدني السوري.
وتضمنت الأنشطة على مدى يومين أيام تركيب خيمة وتنظيف وتزيين محيطها لتكون مكان لتوعية الأطفال وممارسة بعض الأنشطة اليومية مثل الرياضة والنظافة الشخصية التي يقوم بها الطفل بالإضافة إلى كونها نقطة انطلاق للأطفال إلى كافة الأنشطة ذات الطبيعة التوعوية والترفيهية.
وقام الأطفال برسم لوحات خاصة بهم وشاركوا مع الرسامين أنيس حمدون وعزيز الأسمر برسم لوحات جدارية وأرضية لترسيخ بعض النصائح التوعوية الصحية بخصوص فيروس كورونا والمخاطر الأخرى التي تحيط بالأطفال.
ولمدة ساعة صباحية كل يوم كان هناك نشاط ترفيهي للأطفال ورياضي ودعم نفسي يتضمن عدد من الأنشطة الرياضية والمسابقات للأطفال ومنها لعبة شد الحبل ومسابقات الحواجز والقفز.
وتم تعريف الأطفال بسيارة الإسعاف وكافة التجهيزات والمحتويات التي فيها والأعمال التي تقوم بها في عمليات الإسعاف ضمن الدفاع المدني السوري بالإضافة إلى زيارة النقطة النسائية في مدينة إدلب لإطلاع الأطفال على عمل المراكز النسائية و المهام والأعمال التي تقدمها المراكز النسائية للمجتمع المدني.
وفي نهاية الأنشطة تم تنظيم مسابقات الكشافة ويقوم هذا النشاط على اجتياز الأطفال خمس مراحل من التحديات من خلال الإجابة على الأسئلة التوعوية في مجال الصحة والحصول على كلمة مفتاحية في كل مرحلة تكون مجموعها في النهاية قاعدة أساسية في مجال الوقاية الصحة.
ويعد هذا المخيم التوعوي الأول الذي أقامه الدفاع المدني السوري لـ 20 طفلاً هدف بشكل رئيسي إلى التوعية الصحية للأطفال بالإضافة إلى ترفيههم وإخراجهم من أجواء الحرب القاسية التي يعيشها المدنيين في شمال غربي سوريا على مدى سنوات.
ويكافح مئات آلاف الأطفال اليوم لاستعادة مستقبلهم في سوريا بعد الهجمات التي شنها نظام الأسد وروسيا والتي خلفت كوارث حقيقية على مستقبلهم، وأدت هجمات النظام وداعميه على المناطق المأهولة، جواً وبراً، إلى النزوح وانهيار البنى التحتية وانعدام مقومات الحياة.
إن لهذه الحرب التي يشنها النظام وروسيا والمستمرة منذ عشر سنوات عواقب وخيمة على الأطفال والطفولة، وبحسب منظمة اليونيسيف هناك أكثر من 5 ملايين طفل بحاجة إلى المساعدة في داخل سوريا، كثيرون من الأطفال وُلدوا في الحرب، وكثيرون منهم لا يعرفون إلّا الحرب، ويعيش أكثر من 400 ألف طفل في مخيمات الشمال السوري بظروف مأساوية بلا أي مقومات حياة وتهددهم الأمراض والقصف والتسرب من التعليم.