عيد مخضب بدماء الأبرياء في الشمال السوري...وصمت دولي رهيب
العالم أمام اختبار حقيقي، وإن إفلات نظام الأسد من العدالة هو تحدٍ صارخ للإنسانية جمعاء
ارتكبت قوات نظام الأسد وروسيا، مجزرة جديدة، فجر اليوم الخميس 22 تموز ثالث أيام عيد الأضحى في بلدة إبلين جنوبي إدلب، راح ضحيتها 14 مدنياً بين قتيل وجريح، فيما شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية على قرية البارة وسط قصف مدفعي استهدف عدة مناطق بريف إدلب الجنوبي، ويأتي ذلك في سياق حملة التصعيد المستمرة على شمال غربي سوريا منذ 5 حزيران وسط صمت دولي وأممي.
واستهدفت قوات النظام وروسيا منازل المدنيين في قرية إبلين بريف إدلب الجنوبي بقصف مدفعي موجه بالليزر (Krasnopol) ما أدى لمقتل 7 مدنيين بينهم 4 أطفال وامرأة، وإصابة 7 آخرين بينهم طفلتان وامرأة (جميعهم من عائلة واحدة).
لم ينته الأمر بالقصف المدفعي، بل عادت الطائرات الحربية الروسية إلى الواجهة مجدداً لتقصف منازل المدنيين، حيث استهدفت بعدة غارات جوية محيط بلدة البارة بالتزامن مع قصف مدفعي استهدف بلدة مرعيان جنوبي إدلب.
وفي توسعة لرقعة القصف على شمال غربي سوريا، استهدفت قوات النظام وروسيا مساء أمس الأربعاء بعدة قذائف مدفعية وصاروخية بلدة بداما ومحيطها بريف #إدلب الغربي دون وقوع إصابات، بينما شهد أول أيام عيد الأضحى استهداف قوات النظام وروسيا بصاروخ موجه لسيارة مدنية على الطريق الواصل بين بلدتي بداما - الزعينية قرب أحد المطاعم أدى لمقتل مدني وهو عامل إنساني، وإصابة 19 آخرين بينهم 5 أطفال، بالإضافة لاستهداف ذات الطريق أيضاً بصاروخ ثانٍ لكن دون وقوع إصابات.
وكثّفت قوات النظام وروسيا وتيرة القصف على شمال غربي سوريا، واستجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية التصعيد العسكري في بداية حزيران حتى يوم أمس 21 تموز، لأكثر من 287 هجوماً، وتركزت تلك الهجمات على مناطق جبل الزاوية في ريف إدلب، ومناطق سهل الغاب في ريف حماة، وتسببت تلك الهجمات بمقتل 83 شخصاً، من بينهم 24 طفلاً، 16 امرأة، كما فقد الدفاع المدني السوري متطوعين اثنين من صفوفه إثر تلك الهجمات، وهما دحام الحسين في 19 حزيران، وهمام العاصي في 17 تموز.
وأنقذ الدفاع المدني السوري، أكثر من 210 أشخاص على إثر الهجمات الجوية والمدفعية التي شنتها قوات النظام وروسيا خلال الفترة ذاتها، من بينهم 50 طفلاً، وتواجه فرق الإسعاف والإنقاذ في الدفاع المدني السوري صعوبة كبيرة في الاستجابة لحالات القصف في الآونة الأخيرة، إذ تتعمد قوات النظام الاستهداف المزدوج للأماكن التي تقصفها بهدف منع فرق الإسعاف والإنقاذ من الوصول إلى المكان ما يزيد الوضع سوءاً.
و بلغ عدد المجازر التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا 7 مجازر في ريف إدلب منذ بداية شهر حزيران حتى الآن، راح ضحيتها، 48 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وجرح 45 آخرون.
ولم تلتزم روسيا وقوات النظام باتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في الخامس من آذار 2020 حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري خلال النصف الأول من عام 2021 لأكثر من 702 هجمة استهدفت منازل المدنيين والمنشآت الحيوية في شمال غربي سوريا، من قبل قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهما، تسببت تلك الهجمات بمقتل أكثر من 110 أشخاص، من بينهم 23 طفلاً و19 امرأة، ومتطوعان من الدفاع المدني السوري، وتمكنت فرق الدفاع المدني السوري من إنقاذ وإسعاف 296 شخصاً أصيبوا جراء تلك، من بينهم 52 طفلاً تحت سن الـ 14، و13 متطوعاً بالدفاع المدني السوري.
وينذر استمرار التصعيد على شمال غربي سوريا وخاصة على قرى وبلدات جبل الزاوية وسهل الغاب بموجة نزوح جديدة لعشرات الآلاف من المدنيين من منازلهم إلى مخيمات الشمال السوري التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة حيث يعيش أكثر من مليون ونصف مليون مهجر فيها.
ما يعيشه السوريون اليوم ليس بجديد بل هو استمرار لسياسة ممنهجة من قبل النظام وحليفه الروسي منذ عشر سنوات تقوم على تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين وتهجيرهم، وإن هذه المأساة لن تنتهي إلا بمحاسبة عادلة لمرتكبي الجرائم، ولا يمكن لهذا الصمت الدولي أن يستمر، فالعالم أمام اختبار حقيقي، وإن إفلات نظام الأسد من العدالة هو تحدٍ صارخ للإنسانية جمعاء، الإنسانية مطالبة اليوم بموقف حازم، وليس الإكتفاء بالصمت والمراقبة، عبر وقف هجمات النظام وروسيا وإعادة المهجرين قسراً والبدء بمحاكمة مجرمي الحرب وتطبيق الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن لأنه الخطوة الصحيحة باتجاه إنهاء مأساة السوريين.
No related posts yet
Please check back soon!