يوم مخضب بالدماء … 9 قتلى أغلبهم أطفال و14 جريحاً في ريف إدلب والمدنيون ومتطوعو الخوذ البيضاء هم الهدف

ترتفع وتيرة القصف الممنهج من النظام وروسيا على مناطق شمال غربي سوريا يوماً بعد يوم مع اقتراب موعد انعقاد جلسة مجلس الأمن حول تمديد تفويض آلية إدخال المساعدات عبر الحدود

صعدت قوات النظام وحليفها الروسي بشكل ممنهج القصف البري والجوي على ريف إدلب اليوم السبت 3 تموز، مستهدفة منازل المدنيين ومدرسة ومركزاً للدفاع المدني السوري ومنشآت خدمية، ما أدى لمقتل 9 مدنيين بينهم 6 أطفال وجنين، إضافة إلى إصابة 14 مدنياً آخرين، ويأتي ذلك في إطار الضغط على المدنيين قبيل انعقاد مؤتمر أستانا، وجلسة مجلس الأمن، ليكون التفاوض فوق دماء وأشلاء الأبرياء.

وارتكبت قوات النظام وروسيا صباح اليوم مجزرةً في قرية إبلين راح ضحيتها 5 مدنيين (رجل وزوجته وثلاثة من أطفالهم) وجرحت امرأة وطفلان، وجميعهم من عائلة واحدة بقصف مدفعي طال الأحياء السكنية في البلدة.

كما طال قصف مدفعي مماثل منازل المدنيين في قرية بليون أدى لمقتل الطفلتين "نور وإيمان" العمر وهما ابنتا المتطوع بالدفاع المدني السوري "عمر العمر" وإصابته هو وزوجته بجروح.

وقتل طفل، وجنين بعد إصابة والدته الحامل فيه، في قرية بلشون وأصيب 4 مدنيين (رجل وامرأة وطفلان) وجميعهم من عائلة واحدة في قصف مدفعي أيضاً من قوات النظام وروسيا استهدف منزلهم صباح اليوم.

واستخدمت قوات النظام وروسيا في هذه الاستهدافات الثلاثة أسلحة متطورة وذات دقة عالية، وهي قذائف مدفعية موجهة بالليزر من نوع ( كراسنوبول) ، وهذا ما يؤكد أن القصف ممنهج بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.

بعد ساعات من قصف قرى جبل الزاوية استهدفت قوات النظام وروسيا الأحياء السكنية وسط مدينة أريحا بالقذائف المدفعية ما أدى لإصابة 5 مدنيين بينهم طفلان وامرأتان، منهم حالات حرجة، كما استهدف القصف مدرسة ابتدائية وسط المدنية ما خلف أضراراً مادية فيها.

وفي إطار سياسة استهداف العمال الإنسانيين وفرق الدفاع المدني السوري والتدمير الممنهج للمنشآت الحيوية استهدفت طائرة حربية روسية بشكل مباشر مركز الدفاع المدني السوري ومحطة ضخ المياه في قرية الشيخ يوسف بمنطقة سهل الروج بأربع غارات جوية أدت لإصابة 5 متطوعين برضوض وخروج المركز عن الخدمة بشكل كامل وتضرر عدد من الآليات والمعدات، وتدمير محطة ضخ المياه.

ويعد هذا الاستهداف المباشر لمراكز الدفاع المدني السوري هو الثاني من نوعه خلال نحو أسبوعين، حيث استهدفت قوات النظام وروسيا مركز الدفاع المدني السوري في بلدة قسطون بريف حماه بقذائف مدفعية موجهة بالليزر في 19 من شهر حزيران الفائت ما أدى لاستشهاد المتطوع في الدفاع المدني السوري "دحام الحسين" وإصابة 3 متطوعين، وخروج المركز عن الخدمة بشكل كامل.

وترتفع وتيرة القصف الممنهج من النظام وروسيا على مناطق شمال غربي سوريا يوماً بعد يوم مع اقتراب موعد انعقاد جلسة مجلس الأمن المزمعة في الحادي عشر من شهر تموز الجاري للتصويت على قرار تمديد تفويض إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود.

ومع استمرار موجة التصعيد من النظام وروسيا باستهدافها المدنيين والمنشآت الحيوية في مناطق شمال غرب سوريا بأسلحة متطورة، تلوح بالأفق كارثة إنسانية جديدة بموجات نزوح من تلك المناطق تجاه الحدود السورية التركية التي هي بالأصل باتت مكتظة بالمهجرين والنازحين.

وتعاني مخيمات النزوح في شمال غربي سوريا من نقص كبيرٍ في خدمات المياه والإصحاح والخدمات الإنسانية التي يهدد بازدياد وتيرتها عرقلة روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرار تمديد دخول المساعدات من معبر باب الهوى الحدودي، ما يجعل أربعة ملايين إنسان يعيشون حرب الحصار والتجويع بالتوازي مع حرب القصف والقتل والتهجير التي تتقنها روسيا ونظام الأسد وعلى مرأى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي العاجز عن تطبيق قرار مجلس الأمن 2254 الطريق الأسلم لإنهاء ماساة السوريين.