يوم دامٍ على الشمال السوري... 79 مدنياً بين قتيل وجريح والمنشآت الطبية والعمال الإنسانيين في دائرة الاستهداف
يبقى الطريق الأوضح لحماية المدنيين ووقف شلال الدماء هو الحل السياسي الشامل وفق قرار مجلس الأمن 2254 الذي ما يزال بعيداً على ما يبدو ليستمر المدنيون بدفع الثمن
شهد الشمال السوري يوم السبت 12 حزيران، تصعيداً خطيراً للهجمات العسكرية، والتي امتدت من ريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، مستهدفة الأحياء السكنية والمنشآت الطبية والعمال الإنسانيين، ما أدى لمقتل 18 مدنياً (15 مدنياً في مجزرة مدينة عفرين، و3 مدنيين في ريف إدلب الجنوبي) بينهم 5 نساء وطفل وجنين، وإصابة 61 آخرين، بينهم 10 أطفال، و13 امرأة، من المدنيين والكوادر الطبية والعمال الإنسانيين، ويأتي ذلك بعد أسبوع متواصل من الهجمات العسكرية للنظام وروسيا على شمال غربي سوريا في تكرار لسيناريو التصعيد قبل أي اجتماع دولي يخص سوريا في مجلس الأمن.
مدينة عفرين بريف حلب الشمالي تعرضت لقصف صاروخي مصدره المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد وقوات سوريا الديمقراطية بريف حلب الشمالي، واستهدف القصف الأحياء السكنية وعندما ما هرع متطوعو الخوذ البيضاء والعمال الإنسانيين لإنقاذ المدنيين، وبعد وصولهم إلى مشفى الشفاء في المدينة، تجدد الاستهداف لنفس المنطقة وللمشفى التي أسعف إليها الضحايا، ما أدى لمقتل 15 مدنياً في حصيلة غير نهائية (4 نساء، وطفل، و7 رجال، و3 مجهولو الهوية) من بينهم اثنان من الكوادر الطبية واثنان من العمال الإنسانيين، فيما أصيب 43 مدنياً (13 امرأة، و5 أطفال، و25 رجلاً) ومن بينهم 11من الكوادر الطبية و 3 من متطوعي الدفاع المدني السوري.
وبالتزامن مع القصف الذي تعرضت له مدينة عفرين، كانت الطائرات الحربية الروسية تشن غاراتها على ريف إدلب الجنوبي ومدفعية النظام تستهدف الأحياء السكنية، ما أدى لمقتل 3 مدنيين ( فتاة، وجنين، وشاب)، فيما أصيب 18 مدنياً بينهم 5 أطفال وامرأة، حيث قتل شاب وأصيب 10 مدنيين بينهم طفلان بقصف مدفعي لقوات النظام على قرية كفرلاتة، وقتلت فتاة وأصيبت امرأة حامل وهي بحالة حرجة، وتوفي جنينها، كما أصيب 7 مدنيين بينهم 3 أطفال بغارات جوية روسية على قرية منطف وأصيب رجل بغارة جوية على قرية سرجة.
وخلال الأسبوع الماضي حتى يوم أمس الجمعة استجاب الدفاع المدني السوري لأكثر من 50 هجوم شنه الطيران الروسي وقوات النظام على عدة مناطق في شمال غرب سوريا، تسببت تلك الهجمات بمقتل 17 شخصاً بينهم طفلان وامرأة وأصيب 15 آخرون.
وبالرغم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي مضى عليه نحو عام وثلاثة أشهر إلا أن قوات نظام مستمرة بخروقاتها لمنع الاستقرار و إجبار المدنيين على النزوح فمنذ بداية العام الحالي حتى يوم الجمعة 10 حزيران استجابت فرقنا لأكثر من 550 هجوماً من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 71 شخصاً بينهم 13 طفلاً 10 نساء، فيما أصيب أكثر من 165 شخصاً بينهم 7 أطفال، وتركزت الهجمات على الحقول ومنازل المدنيين ومراكز البلدات التي شهدت عودة الأهالي إليها خلال الفترات الماضية.
وبدأت بوادر موجة نزوح ربما هي الأخيرة والأكبر منذ عشر سنوات وستكون نحو المجهول هذه المرة، فلا مكان أمن للمدنيين، بينما مخيمات الشمال مهددة بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود واحتمال استخدام روسيا حليفة النظام حق النقض (الفيتو) لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا، ولا سيما أن التجارب السابقة تؤكد أن روسيا والنظام يتعمدان التصعيد الممنهج على الأرض لخلط الأوراق والتفاوض فوق الدماء والاشلاء.
No related posts yet
Please check back soon!