مجزرة في ريف إدلب...وموجة نزوح جديدة ...هل بدأ التمهيد لاجتماع مجلس الأمن على الطريقة الروسية؟
تتعاظم المخاوف من استمرار التصعيد و موجة نزوح كبيرة نحو مخيمات الشريط الحدودي
لليوم السادس تستمر حملة التصعيد العسكرية لنظام الأسد وروسيا على منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، والتي تأتي في وقت تشهد فيه الساحة السياسية حراكاً للأطراف الفاعلة قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن في 11 تموز للتصويت حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود واحتمال استخدام روسيا حليفة النظام حق النقض (الفيتو) لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا.
واليوم الخميس 10 حزيران كان الأعنف منذ بداية حملة التصعيد ،حيث ضاعفت قوات النظام مدعومة بالطيران الروسي من قصفها على منطقة جبل الزاوية، وارتكبت مجزرة في بلدة إبلين جنوبي إدلب، راح ضحيتها 11 قتيلاً بينهم امرأة وطفلها، وأصيب 6 آخرون بعضهم بحالة حرجة.
القصف الجوي والصاروخي والمدفعي طال أيضاً 7 بلدات، حيث تم استهداف قرى الموزرة والفطيرة ومجدليا بست غارات جوية روسية، وقريتي كفرعويد وسان بأكثر من 40 قذيفة مدفعية، وبلدة البارة بعشرين صاروخ راجمة، فيما أصيب شاب بقرية منطف بقصف مدفعي، كما تعرضت بلدة الكندة بريف إدلب الغربي لقصف مماثل أدى لإصابة مدني بجروح طفيفة.
وواجهت فرق الإسعاف والإنقاذ في الدفاع المدني السوري صعوبة كبيرة في الوصول إلى مكان المجزرة والأماكن التي تم استهدافها لإسعاف الجرحى وانتشال الجثث، بسبب رصد قوات النظام للمنطقة و استهدافها المتكرر للطرقات.
وكانت فرق الدفاع المدني السوري استجابت خلال الأيام الخمسة الماضية من التصعيد العسكري لأكثر من 35 هجوم جوي ومدفعي، تم فيها انتشال جثامين 4 أشخاص، فيما تم إنقاذ وإسعاف 11 شخصاً آخر على قيد الحياة.
حركة نزوح واضحة بدأت تشهدها المنطقة منذ بدء التصعيد يوم السبت الماضي 5 حزيران، ولكنها تضاعفت اليوم بعد المجزرة، حيث اتجهت عشرات العائلة نحو ريف إدلب الشمالي مجدداً بعد أن كانت عادت لقراها ومنازلها خلال الفترة الماضية بعد الهدوء النسبي لجني محاصيلها الزراعية، وخاصة أن الزراعة تعتبر مصدر الدخل الوحيد لأغلب سكان المنطقة، ولكن الأهالي تركوا محاصيلهم الزراعية وفروا بأرواحهم خوفاً من القصف والاستهداف المباشر، إلى المخيمات حيث مقومات الحياة المعدومة.
بالرغم من إتفاق وقف إطلاق النار الذي مضى عليه نحو عام وثلاثة أشهر إلا أن قوات نظام مستمرة بخروقاتها لمنع الاستقرار و إجبار المدنيين على النزوح فمنذ بداية العام الحالي استجابت فرقنا لأكثر من 550 هجوماً من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل 71 شخصاً بينهم 13 طفلاً 10 نساء، فيما أصيب أكثر من 165 شخصاً بينهم 7 أطفال، وتركزت الهجمات على الحقول ومنازل المدنيين ومراكز البلدات التي شهدت عودة الأهالي إليها خلال الفترات الماضية.
وتتعاظم المخاوف من موجة نزوح كبيرة نحو مخيمات الشمال المهددة أساساً بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود واحتمال استخدام روسيا حليفة النظام حق النقض (الفيتو) لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا، ولا سيما أن التجارب السابقة تؤكد أن روسيا والنظام يتعمدان التصعيد الممنهج على الأرض لخلط الأوراق والتفاوض فوق الدماء والاشلاء.
إن التصعيد الذي يحصل على الشمال السوري، أمر خطير جداً ويهدد حياة أكثر من 4 ملايين سوري، بينهم أكثر من مليوني مهجر قسراً نصفهم يعيشون في مخيمات الشريط الحدودي التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة، ولا يمكن أن يبقى هؤلاء المدنيون تحت رحمة توازنات إقليمية ودولية قد تنهار بأية لحظة فيما يبقى الحل السياسي الشامل هو الحل الوحيد للأزمة الإنسانية لكن الواقع على الأرض مختلف تماماً، وعلى ما يبدو فهو بعيد عن الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254، ليستمر المدنيون بدفع الثمن، لكن هذه المرة من دون وجود أماكن تؤويهم.
No related posts yet
Please check back soon!