الحرائق كابوس لا يغادر مخيمات الشمال السوري

الحل الوحيد لما يعانيه المهجرون قسراً في مخيمات الشمال السوري هو عودتهم الآمنة لمنازلهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا

تعود الحرائق لتهدد النازحين في مخيمات الشمال السوري، رغم أنها لم تغادرهم خلال فصل الشتاء، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة تصبح أكثر خطورة، لاسيما في المخيمات القماشية المتلاصقة التي تفتقد للحد الأدنى من إجراءات السلامة، لتتحول الحرائق إلى كابوس يومي، يضاف إلى أخطار أخرى تلاحقهم من الأمراض والسيول وفيروس كورونا وغيرها من المخاطر الأخرى في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وتوفيت امرأتان كلتاهما حامل، وطفل بعمر 8 سنوات، وهم مهجرون قسراً من بلدة ياقد العدس غربي حلب، في مخيم "نبع الأمل" قرب بلدة حزرة شمالي إدلب مساء أمس الإثنين 10 أيار، نتيجة تسرب الغاز في خيمتهم المبنية جدرانها من البلوك (الطوب) وسقفها من النايلون.

ومساء يوم أمس احترقت خيمة في مخيم أبو ظهور على أطراف مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي دون إصابات، كما حدث حريق مماثل صباح اليوم الثلاثاء 11 أيار، في مخيم الغدفة قرب سرمدا بريف إدلب الشمالي، ما أدى لاحتراق أربع خيام دون تسجيل إصابات في صفوف المدنيين.

ومنذ بداية العام الحالي حتى أمس الاثنين 10 أيار، استجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري لـ 67 حريقاً نشب في مخيمات وخيم النازحين في شمال غربي سوريا، تم في تلك العمليات انتشال جثمان شخص واحد فقد حياته بالإضافة إلى إسعاف عدة مدنيين آخرين تعرضوا لحروق أو حالات اختناق.

وفي عام 2020 أخمدت فرق الإطفاء في الخوذ البيضاء أكثر من 2600 حريق، بينها نحو 140 حريقاً في المخيمات، ونحو 450 حريقاً في منازل المدنيين.

وتعتبر حرائق المخيمات أشد خطورة من الحرائق المنزلية بسبب طبيعة المواد المبنية منها والتي تكون في الغالب مواد سريعة الاشتعال (القماش والبلاستيك) إضافة لوجود الوقود في الخيام ما يجعل الحرائق سريعة الاشتعال وقد يصعب اطفاؤها مباشرة بسبب تلاصق الخيام وغياب أية فواصل بينها تمنع الانتقال السريع للحريق من خيمة لأخرى.

وتجد فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري صعوبة كبيرة في الوصول للحرائق في المخيمات، لاسيما في المخيمات العشوائية، والتي تفتقد لطرقات تسمح بوصول سيارات الإطفاء، ما يؤخر الوصول للحريق لاسيما إذا كان في عمق المخيم.

وتعود أسباب أغلب الحرائق في المخيمات لاستخدام مواد خطرة في للحصول على مصدر حراري كالبلاستيك والنايلون ومخلفات قماشية نتيجة تردي أوضاع المدنيين الاقتصادية، أو الطهي داخل الخيام لغياب أماكن مخصصة للطبخ أو بسبب ماس كهربائي ناجم عن بطارية الإنارة، في ظل ضعف الخدمات في المخيمات و اكتظاظها، والتي يبلغ عدد النازحين فيها أكثر من مليون مدني يعيشون في نحو 1300 مخيماً، من بينها نحو 400 مخيم عشوائي.

ويسعى الدفاع المدني السوري لتوعية المدنيين من خطر الحرائق سواء النازحين في المخيمات أو المقيمين في المنازل، وتقوم فرق التوعية بحملات خاصة بالحرائق على مدار العام تستهدف النازحين بالمخيمات والمسؤولين عن المخيمات وطلاب المدارس والكوادر التدريسية، والمزارعين، والمدنيين في التجمعات السكانية.

إن الحرائق في مخيمات النازحين باتت كابوساً حقيقياً يلاحق النازحين في الصيف، وفي جميع أوقات العام، فحريق بسيط في الخيام القماشية والبلاستيكية سريعة الاشتعال، وغياب إجراءات السلامة والتصاق الخيام ببعضها، يتحول لكارثة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وإن إنهاء معاناتهم من الحرائق و الأمراض والسيول وغيرها من المخاطر التي تهددهم لا يمكن أن يتحقق إلا بعودتهم الآمنة إلى منازلهم ومحاسبة نظام الأسد على جرائم بحقهم.

No related posts yet
Please check back soon!