في خطوة لتعزيز الخدمات والوصول للرعاية الصحية .. تفعيل خدمة المناوبات 24 ساعة في مراكز صحة النساء والأسرة
تأسست مراكز صحة النساء والأسرة التابعة للدفاع المدني السوري في عام 2017 ويبلغ عدد مراكز صحة النساء والأسرة 39 مركزاً منتشراً في مناطق ومخيمات شمال غربي سوريا، وتضم هذه المراكز أكثر من 300 متطوعة
في إطار تطوير الخدمات المقدمة من قبل الدفاع المدني السوري ورفع جودتها وبناءاً على دراسة قامت بها المؤسسة لمعرفة احتياجات المجتمع وتلبيتها كان هناك حاجة لتفعيل نظام المناوبات 24 ساعة في مراكز صحة النساء والأسرة، وبدأ التطبيق في عدد من المراكز خلال الفترة السابقة، وسيتم تعميم النظام الجديد على جميع المراكز خلال الفترة القادمة، حيث تعمل المتطوعات على استقبال الحالات الإسعافية والحالات التي تتطلب التدخل الطبي، وخدمات النقل إلى المستشفيات والمراكز الطبية، ودعم منظومة الإسعاف في المؤسسة.
وتأتي هذه الخطوة لتعزيز خدمات الرعاية الصحية بعد سنوات من حرب النظام وروسيا التي أضعفت الواقع الصحي بشكل كبير في مناطق شمال غربي سوريا، وتسببت حملات القصف بدمار كبير في المرافق الصحية، تلاها حملات تهجير المدنيين الممنهجة إلى الشمال السوري التي زادت الحاجة لرفع مستوى الخدمات، كل ذلك ليأتي بعده الزلزال المدمر يوم 6 شباط، ويزيد بنسبة كبيرة من الدمار في البنى التحتية والمرافق الصحية شمال غربي سوريا، ويتسبب بنسب عالية من الإصابات والآثار التي عمقت جراح السوريين المتأصلة لأكثر من 12 عام.
أسباب التحول من نظام الدوام الإداري 8 ساعات إلى 24 ساعة :
- الحاجة الكبيرة للخدمات والرعاية الصحية: لا يساعد نظام الدوام السباق (8 ساعات) على تلبية الطلب المتزايد باستمرار على خدمات الرعاية الصحية، لا سيما بعد كارثة الزلزال المدمر وزيادة المجتمعات المتضررة.
- التوافق مع حاجة المجتمعات: نظام المناوبة على مدار 24 ساعة سوف يلبي احتياجات الذين لا يستطيعون طلب الرعاية الطبية خلال ساعات العمل التقليدية بسبب المسؤوليات العائلية.
- الحالات الطارئة: يمكن أن تحدث حالات الطوارئ، سواء الطبية أو التوليدية، في أي وقت، يضمن النظام الذي يعمل على مدار 24 ساعة معالجة الحالات العاجلة على وجه السرعة، ما يقلل من مخاطر المضاعفات وينقذ الأرواح.
- الحاجة لتعزيز الوصول في المناطق البعيدة عن الخدمات الطبية: يتيح الانتقال إلى نظام يعمل على مدار 24 ساعة توفير مجموعة واسعة من الخدمات والوصول وخاصة في المناطق التي لا تتوفر فيها خدمات طبية قريبة.
الآثار الايجابية لعمل المتطوعات في نظام النوبات:
من المتوقع أن يكون للانتقال إلى نظام المناوبة على مدار 24 ساعة تأثير عميق على السكان، لا سيما الذين يعيشون في المخيمات والمجتمعات الهشة:
- حفظ الأرواح:
يعتبر توفير الاستجابة للحالات الطارئة ليلاً أمراً حيوياً لحماية الحياة البشرية، ووجود الإسعافات خلال الليل والاستجابة السريعة للحالات الطارئة يقلل من المخاطر.
- الحد من الأضرار وتأزم الوضع الصحي للمرضى:
إذ أن تقديم الرعاية الطبية في وقت مبكر يمكن أن يساعد في التقليل من حجم الأضرار الناتجة عن الإصابة، أو المرض أو في حالات رعاية الأمومة.
- دعم السلامة العامة:
وجود المتطوعات في المراكز وفي حالة الاستعداد الدائم يمنح شعور الأمان للمجتمع ويقلل التوتر والقلق لديهم، وخاصة للسيدات وكبار السن، لوجود استعداد على مدار الساعة للاستجابة في حال حدوث أي طارئ.
- دعم صحة الأم والطفل:
سيساهم تعزيز الوصول إلى رعاية ما قبل الولادة وبعدها، إلى جانب وجود القابلات، بشكل كبير في خفض معدلات المضاعفات وتمكين المتابعة وتقديم الرعاية وخاصة للأمهات والرضع.
الخدمات التي تقدمها مراكز صحة النساء والأسرة:
1- الرعاية الصحية:
حيث تشمل خدمات الرعاية تقديم الإسعافات الأولية في المراكز وعبر جولات خارجية في المخيمات والتجمعات السكانية، وتشمل تغيير ضماد الجروح والحروق ومتابعه الحالات الطبية للمصابين وهذه الخدمات مهمة جداً في ظل استمرار القصف الممنهج من قبل قوات النظام وروسيا واستهداف المشافي والمراكز الطبية وضعف القطاع الصحي وانعدامه في بعض مناطق شمال غربي سوريا حيث تكون المراكز النسائية هي الحل الوحيد لمتابعة وضع المدنيين الناجين من القصف والهجمات منفس يلجأ إليه المدنيون وخاصة السيدات والأطفال.
2- رعاية الحوامل ماقبل ومابعد الولادة (الصحة الإنجابية):
حيث يوجد قابلة قانونية في كل مركز لمتابعة الوضع الصحي للنساء الحوامل ومتابعة صحة الأم والطفل ما قبل ومابعد الولادة وكذلك تقديم المشورة للسيدات اللواتي يعانين من سوء التغذية.
3- جلسات الرذاذ:
نتيجة تغييرات الطقس في شمال غربي سوريا وانخفاض وارتفاع درجات الحرارة المفاجئ، تزداد عدد حالات التهاب القصبات والأمراض التنفسية وخاصة عند الأطفال والمسنين الأكثر عرضةً للأمراض، لا سيما في المخيمات ذات الكثافة السكانية العالية، التي بنيت في بيئة هشة تزيد من انتشار الأمراض والأوبئة ومن ضمنها الأمراض التنفسية.
4- الإحالة للمشافي:
يواجه المدنيون الذين يحتاجون لرعاية طبية متخصصة صعوبة في الوصول للمشافي والمراكز الطبية، تعمل متطوعات الدفاع المدني السوري على نقل المرضى للمشافي والمراكز الطبية بالتنسيق مع غرف العمليات ومع المشافي والمراكز الطبية.
5- نقل مرضى القصور الكلوي:
المدنيون المصابون بالفشل الكلوي يحتاجون لعمليات الغسيل بشكل متكرر وبحاجة لتوفير الدعم لهم للوصول لمراكز الغسيل وتلقي الخدمة، تعمل مراكز صحة النساء والأسرة على نقل مرضى القصور الكلوي من وإلى المراكز الطبية.
6- رفع وعي المجتمع عن طريق تقديم الجلسات التوعوية:
تقدم المتطوعات جلسات توعية ضمن عدة مواضيع تواكب الظروف الاجتماعية والمخاطر المحيطة بالمدنيين وحاجات المجتمع بالإضافة للتوعية حول خطر مخلفات الحرب والتحذير المبكر للهجمات، بهدف رفع نسبة الوعي لدى المدنيين وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة للوصول لمجتمع متعافٍ من الحرب وآثارها.
احصاءات الخدمات:
بلغت إحصائية الخدمات المقدمة من قبل مراكز صحة النساء والأسرة خلال عمل النوبات منذ بداية تفعليها في مركزين منذ شهر ونصف،822 حالة طبية تم نقلها للمشافي والمراكز الطبية، من بينهم 470 امرأة، 264 طفلاً، إضافة لتقديم الإسعافات الأولية والضماد لعشرات الحالات.
وخلال النصف الأول من العام الحالي 2023، تابعت مراكز النساء والأسرة تقديم خدماتها الصحية الأولية في مجالات عديدة شملت الصحة المجتمعية العامة، ورعاية الأمومة والطفولة، حيث بلغ عدد المستفيدين من المعاينات والاستشارات الصحية التي قدمتها تلك المراكز خلال النصف الأول من العام أكثر من 64 ألف مريضاً، من بينهم 43 ألف امرأة و 15 ألف طفلاً.
وشكلت الصحة الإنجابية الخدمة الصحية الأعلى تقديماً حيث تم تقديمها إلى أكثر من 20 ألف امرأة، كما تلقى أكثر من 16 ألف مستفيد الإسعافات الأولية، من بينهم أكثر من 7 آلاف امراة، وأكثر من 7 آلاف طفل، واستفاد أكثر من 12 ألف مريض، من بينهم أكثر من 5 آلاف امرأة و5,922 طفلاً من متابعة العلاج، وشمل مسح الأمراض المزمنة 12,417 مريضاً، من بينهم 9,774 امرأة و137 طفلاً.
وقدّمت 88% من المعاينات الصحية المنفذة ضمن مراكز النساء والأسرة، في حين تم تقديم 12% منها خارج مراكز النساء والأسرة، ضمن المخيمات في إطار الزيارات الدورية التي تقوم بها المتطوعات للوقوف على الحالات التي لا تتمكن من الوصول إلى المراكز، وضمن أماكن إقامة مرضى يشملون كبار السن وممن يعانون صعوبات في التنقل ناجمة عن وضعهم الصحي من ضمنهم مرضى غسيل الكلى.
وتشكل مراكز صحة النساء والأسرة ركيزة أساسية من ركائز المؤسسة التي تعمل لتقديم الخدمات لكافة المجتمعات والفئات المتضررة ومكمل لباقي الجوانب التي تقوم بها المؤسسة في سبيل تعافي المجتمع ودعم صموده
No related posts yet
Please check back soon!