مأساة تتكرر…الاستجابة لـ 16 مخيماً في ريفي حلب وإدلب بعد الأمطار الغزيرة

المجتمع الدولي مطالب بإيجاد حل جذري للمأساة السورية وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين إلى منازلهم، والبدء بحل سياسي وفق القرار 2254.

خلّفت العاصفة المطرية والهوائية التي ضربت مناطق شمال غربي سوريا خلال الساعات الماضية، أضراراً ملموسةً في مخيمات شمال غربي سوريا ما ضاعف المعاناة بسبب البنية الهشة لأرضيات الخيام وضعف مقاومة الخيام بطبيعتها القماشية وخاصة في المخيمات العشوائية، وتردي الأوضاع المعيشية وفقدان المهجرين لمقومات الحياة الأساسية.

واستجابت فرقنا منذ منتصف ليلة الأحد 25 كانون الأول وحتى صباح اليوم الثلاثاء 27 كانون الأول لأكثر من 16 مخيماً في شمال غربي سوريا تضرر بعضها بسبب الأمطار الغزيرة، كان منها 12 مخيماً في ريف حلب الشمالي، و4 مخيمات في ريف إدلب تضررت على إثرها نحو 35 خيمة بشكل جزئي بتسرب المياه إلى داخلها.

وتضررت 3 عوائل في مخيم الرسالة في قرية شمارين بريف حلب الشمالي نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى 6 خيام ضمن المخيم، وقامت فرقنا بتصريف مياه الأمطار من محيط عدد من المخيمات في ريف حلب الشمالي وتفقدت فرقنا مخيمات أخرى في المنطقة دون أن تسجل وقوع إصابات أو أضرار

وتضررت 3 خيام بشكل جزئي في مخيمات متفرقة في ريف عفرين نتيجة الهطولات المطرية، إذ انهارت جدران خيمتين، في مخيم الأمل في قرية كفر صفرة، واقتلعت الرياح الشديدة خيمة مدرسة مخيم الأمل في بالبلدة نفسها، واقتلعت الرياح شجرة وسقطت على خيمة في مخيم الزيادية بمحيط عفرين دون أضرار بشرية، استجابت فرقنا وتأكدت من عدم وقوع مصابين وقدمت المساعدة اللازمة.

وشهدت قرية بلليكو في ناحية راجو بريف عفرين هطولاً ثلجياً خفيفاً للمرة الأولى خلال هذا الشتاء، ورفعت فرقنا من جاهزيتها للاستجابة على الفور للاستجابة لأي طارئ.

وفي ريف حلب الشرقي اقتصرت الأضرار في المخيمات على 4 خيام تأثرت بالعاصفة الهوائية في مخيم عشوائي بمنطقة الشويحة ساعدت فرقنا بتثبيتها بشكل جيد، وتفقدت مخيمات أخرى في المنطقة تسربت إليها مياه الأمطار بنسب قليلة، كما عملت فرقنا على سحب مياه الأمطار من داخل منزل في مدينة الباب بالإضافة لإزالة أحجار آيلة للسقوط من جدار منزل في المدينة، زادت العاصفة الهوائية من مخاطر سقوطها على المدنيين.

وفي ريف إدلب استجابت فرقنا لـ 4 مخيمات تضررت فيها 21 خيمة بشكل جزئي حيث تسربت مياه الأمطار إلى داخلها، وعملت فرقنا على ردم الحفر التي تتجمع فيها مياه الأمطار قرب المخيمات وفتح ممرات لتصريف المياه وإنشاء سواتر ترابية لمنع مياه الأمطار من الوصول إلى داخل الخيام، بالإضافة لتفقد عدد من الخيام دون تسجيل أضرار فيها.

وانهارت 3 جدران جراء الأمطار في منازل متصدعة وأبنية قديمة، اثنان منها في مدينة بنش شرقي إدلب، وجدار بناء قديم في قرية مصيبين جنوبي إدلب، استجابت فرقنا وعملت على ترحيل الركام الناتج عن الانهيار وتأمين تلك الأماكن.

واستجابت فرقنا لفتح طريق أغلقته مياه الأمطار المتجمعة، في بلدة معراتا بجبل الزاوية بالإضافة لتصريف المياه المتجمعة في مدرسة عبدو سلامة في قرية سرمين في ريف إدلب الشرقي.

وتسببت الأمطار والأوحال الناتجة عنها باستعصاء عشرات السيارات في الوحل في ريفي حلب وإدلب، استجابت فرقنا وسحبت السيارات العالقة وقدمت لها المساعدة اللازمة

وأصدر الدفاع المدني السوري خلال هذا العام دراسة لاحتياجات المخيمات أجريت في 929 مخيماً ضمن 30 ناحية في 9 مناطق في محافظتي إدلب وحلب، منها 648 مخيماً في محافظة إدلب و281 مخيماً في محافظة حلب، وتضم العينة المدروسة 682 مخيماً نظامياً و247 مخيماً عشوائياً في شمال غرب سوريا، في إطار زمني امتد من شهر آب حتى شهر تشرين الثاني من العام الحالي 2022.

تتفاقم مأساة التهجير وتتسع فجوة الاحتياجات الإنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا مع اقتراب دخول الأزمة الإنسانية عامها الثاني عشر واستمرار قوات النظام وروسيا بتهديد مقومات الأمن الغذائي ومصادر عيش السوريين وملاحقتهم في ملاذهم الأخير بمخيمات التهجير، وتحويلهما ملف المساعدات الإنسانية لورقة مساومة على حياة السوريين وسط ظروف صعبة في وقت تهدد حياة قاطني المخيمات الأوبئة والأمراض وخاصة الكوليرا الذي لازال يتفشى بشكل متسارع.

No related posts yet
Please check back soon!