مخلفات الحرب…إرث قاتل يخطف أرواح المدنيين

الأطفال الضحية الأكبر لمخلفات الحرب… مقتل 10 أطفال وإصابة 15 طفلاً منذ بداية العام الحالي

ازدادت خلال الفترة الماضية حوادث انفجار مخلفات الحرب بشكل كبير في شمال غربي سوريا، مزهقة أرواح المدنيين وبخاصة الأطفال بسبب جهلهم بماهيتها، ومخلفة إصابات تترك أثراً جسدياً ونفسياً يرافقهم للأبد.

وقتل 4 أطفال أشقاء، اليوم الاثنين 5 أيلول، بانفجار لغم من مخلفات الحرب ضمن منزل غير مسكون، في نفس البناء الذي تقطن فيه عائلتهم، في مدينة بنش شرقي إدلب.

ويأتي الانفجار بعد أقل من يومين من حادث مشابه، إذ قتل طفل وأصيب طفل آخر، أول أمس السبت 3 أيلول، بانفجار مقذوف ناري كان داخل تجمع نفايات في حفرة أشعلا بها النار لحرق النفايات بجانب مسكنهم المؤقت في بلدة الكفير شمال إدلب.

ومنذ بداية العام الحالي وحتى أمس الأحد 4 أيلول قُتل 19 شخصاً بينهم 6 أطفال وإصابة 24 آخرين بينهم 15 طفلاً، وامرأة في 22 انفجاراً لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا وثقتها فرقنا.

ويشكل الأطفال الفئة الأكثر عرضةً لخطر مخلفات الحرب، لقلة وعيهم وأشكالها الغريبة المُلفتة لهم وانتشارها الواسع إذ أن النطاق الكامل للتلوث بمخلفات الحرب والذخائر العنقودية غير معروف ولكنه بالتأكيد واسع الانتشار مع الاستخدام المتكرر للذخائر العنقودية بسبب الحرب المستمرة منذ 11 عاماً،

وصدر في شهر آب الماضي تقرير مرصد الذخائر العنقودية التابع التحالف الدولي للقضاء على الذخائر العنقودية والحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية (ICBL-CMC)، الذي يقدم معلومات مفصلة عن مسح وإزالة الذخائر العنقودية وكذلك عن الضحايا ومساعدة الضحايا، حول العالم.

وأكد التقرير أنه في عام 2021، سجلت سوريا أكبر عدد من الضحايا من مخلفات الذخائر العنقودية المسجلة في أي بلد بالعالم، حيث بلغ عدد ضحايا الذخائر العنقودية 37 ضحية، بانخفاض عن عام 2020 عن البالغ عدد الضحايا فيه 147 من مخلفات الذخائر العنقودية، وهو أدنى عدد ضحايا بمخلفات الذخائر العنقودية تم تسجيله منذ عام 2012، وشكل الأطفال ثلثي ضحايا الذخائر العنقودية في عام 2021.

شارك الدفاع المدني السوري في هذا التقرير عبر تقديم الإحصاءات والبيانات المتعلقة بشمال غربي سوريا، حيث يقوم بعمليات الإزالة والتخلص من الذخائر بما فيها الذخائر العنقودية.

وما تزال أعداد كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام موجودة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، ناجمة عن قصف ممنهج للنظام وروسيا استمر على مدى سنوات ومايزال حتى الآن، وستبقى قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة، ومع وجود تلك الذخائر وانتشارها في جميع أنحاء سوريا، ستستمر الخسائر لفترة طويلة حتى في حال انتهاء الحرب.

و تتركز جهود الدفاع المدني السوري على التعامل مع هذا الواقع المؤلم والحفاظ على أرواح المدنيين، عبر إزالة تلك الذخائر وتوعوية المدنيين لتنبيههم من خطر هذه الذخائر، وتركز على خطر الذخائر المتفجرة وضرورة الابتعاد عن الأجسام الغريبة، وأهمية إبلاغ فرق الدفاع المدني السوري المختصة عنها فوراً.

ومنذ بداية العام الحالي وحتى منتصف شهر آب، أجرت فرق (uxo) أكثر 780 عملية مسح غير تقني في أكثر من 260 منطقة ملوثّة بالذخائر، وأزالت 524 ذخيرة متنوعة في 449 عملية إزالة، وقدمت الفرق 1080 جلسة توعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب استفاد منها 20 ألف مدني من بينهم أطفال ومزارعون.

إن الأعمال المتعلقة بالألغام وإزالة الذخائر غير المنفجرة هي استثمار في الإنسانية، فهي تساعد في رعاية المجتمعات وإعادة إحيائها، وتمكين النازحين داخليا العودة إلى منازلهم، والأطفال من الوصول لمدارسهم و أماكن لعبهم بأمان.

No related posts yet
Please check back soon!