بخطوة ضرورية...الدفاع المدني السوري ينشئ محرقة للنفايات الطبية في شمال غربي سوريا

تعتبر طريقة معالجة النفايات باستخدام المحارق هي الطريقة الوحيدة لكي يتم ضبط العدوى والسيطرة على الأمراض والملوثات بشكل كبير

أنهت فرق الدفاع المدني السوري عمليات إنشاء وتركيب محرقة خاصة لحرق النفايات الطبية في منطقة شمال غربي سوريا في الأسبوع الأول من شهر آب الحالي، وتم البدء بعمليات جمع وإتلاف تلك النفايات من المشافي ومراكز الرعاية الصحية للتقليل من التلوث البيئي وخطر تلك النفايات على الصحة العامة في ظل تردي الواقع الطبي بعد تدمير النظام وروسيا لعدد كبير من المنشآت الطبية.

وتم تركيب محرقة بمواصفات ومعايير عالمية في منطقة الهباط شمالي مدينة إدلب من المقرر أن تخدم جميع المشافي والمراكز الصحية في مناطق شمالي غربي سوريا، للتخلص من النفايات الطبية وبدون حدوث أي آثار جانبية لعملية الحرق والترميد تؤدي لتلوث البيئة، وللحد من المخاطر الناتجة عن نقلها وكذلك تكوين نواتج حرق أقل وبالتالي التقليل من حجم ضررها.

طريقة الجمع والفرز

ويشمل المشروع الذي ينفذه الدفاع المدني السوري، توزيع حاويات على عدد كبير من المراكز الصحة والمستشفيات التابعة لمديريتي صحة إدلب وحلب، ولتسهيل عمليات فرز النفايات وفق النظام العالمي وتخزينها والتخلص من كل نوع من النفايات بشكل منفصل، تم توزيع نحو 500 حاوية بمقاسات وألوان متنوعة تتناسب مع عملية فرز المواد، شملت المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومراكز الدفاع المدني السوري .

وتجمّع النفايات الطبية من المراكز الصحية والمستشفيات بشكل يومي وتنقل إلى محرقة النفايات الطبية في منطقة الهباط ليتم إتلافها وفق المعايير والشروط الصحية.

آلية العمل

تعتمد عملية الإتلاف في الحراق على ثلاثة أنظمة للحرق، الأول يتم داخل حجرة الاحتراق الرئيسية بدرجة حرارة 800 _ 1000 درجة مئوية حيث يتم حرق النفايات الصلبة والنفايات المعدنية، وبعدها يتم إعادة حرق الغازات الناتجة من غرفة الاحتراق الرئيسية مع الهواء الزائد ضمن حجرة الاحتراق الثانوية تحت درجة حرارة من 850 _ 1200 درجة مئوية، وفي المرحلة الثالثة يتم ترشيح الغازات لتنقيتها من الجسيمات الضارة حيث تعتمد مبدأ الرش السائل في الغاز لإزالة المحتوى الحمضي مثل SO وتمتص جميع الجسيمات القابلة للذوبان بالماء مثل المحاليل عن طريق ملامستها للماء.

الأهمية الأكبر للمشروع

وتعتبر طريقة معالجة النفايات باستخدام المحارق هي الطريقة الوحيدة لكي يتم ضبط العدوى والسيطرة على الأمراض والملوثات بشكل كبير، كما يتم التخلص من المحارق الصغيرة والمفتوحة و ظاهرة رمي النفايات الطبية الخطرة والمعدية في مكبات البلدية أو التخلص منها بطريقة غير قانونية، وبناء على نقاط الدراسة الواسعة التي قامت بها فرقنا بها دعت الحاجة إلى تفعيل منظومة حرق النفايات الطبية وفق المعايير العالمية، كما وتوفر مساحات كبيرة بعد الضيق الجغرافي الذي يعيشه أكثر من 4 مليون إنسان في مساحة صغيرة شمال غربي سوريا، وتقلل مساحة الأراضي المستخدمة لدفن النفايات والتخلص منها دون التأثير على النظام البيئي باستخدام أحدث التقنيات المتوفرة.

الواقع الطبي في ظل تدمير المشافي من قبل النظام وروسيا

ويعاني القطاع الطبي في ظل استمرار استهدافه على مدى سنوات من قبل النظام وروسيا عبر القصف والتدمير والذي ينعكس سلباً على المدنيين، وبالتالي ضرورة توسيع المنشآت الطبية وزيادة قدرتها الاستيعابية مع ضرورة تأمين إتلاف صحي وآمن للنفايات الطبية بحيث لا تشكل خطر على النظام البيئي، والأهم هو حماية المدنيين من تلك الانبعاثات ومخاطر التلوث.

ونفذت مؤسسة الدفاع المدني السوري العديد من المشاريع والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى مساعدة المدنيين والوقوف إلى جانبهم، ومنها معمل تعبئة الأوكسجين ومعمل الكمامات وبدلات العزل وخط إنتاج القناع البلاستيكي ضد فيروس كورونا، وتصب جميع خطوط إنتاج هذه المعامل في خدمة أهلنا المدنيين والتخفيف من معاناتهم والمساعدة في رفع المستوى الصحي في جميع مناطق شمال غربي سوريا.

No related posts yet
Please check back soon!