بعد عمل استمر لنحو 20 ساعة وخسائر بشرية ومادية... إخماد الحرائق في ترحين والحمران شرقي حلب

هذه الجريمة المضاعفة المرتكبة باستخدام ذخائر عنقودية محرمة دولياً ليست إلا جزءاً من الإرهاب اليومي الذي يمارسه نظام الأسد وروسيا بحق الشعب السوري منذ عشر سنوات

أخمدت فرق الدفاع المدني السوري، بعد عمل استمر لنحو 20 ساعة حرائق ضخمة اندلعت مساء أمس الجمعة 5 آذار، في سوق المحروقات بقرية الحمران وفي مصافي التكرير البدائية للمحروقات في قرية ترحين بريف حلب الشرقي إثر قصف لقوات النظام رووسيا بسبعة صواريخ أرض ـ أرض تحمل قنابل عنقودية، ما خلف 4 قتلى مدنيين، بينهم متطوع بالدفاع المدني السوري، استشهد أثناء الاستجابة للحريق وإخماد النيران الناتجة عن القصف، كما أدى لإصابة 42 مدنياً، وأضراراً مادية كبيرة جداً بممتلكات المدنيين وآليات نقل المحروقات.

وتعرض سوق المحروقات في قرية الحمران بريف جرابلس الجنوبي مساء أمس الجمعة لقصف بصواريخ بـ 3 صواريخ بالستية نوع توشكا تحمل قنابل عنقودية من قبل قوات النظام وروسيا، ما أدى لمقتل 3 مدنيين وجرح 38 آخرين، واندلاع حرائق ضخمة في صهاريج نقل المحروقات وفي سوق المحروقات في المنطقة.

وبعد أقل من ساعة من القصف الصاروخي على سوق المحروقات في قرية الحمران، استهدفت قوات النظام وروسيا حراقات النفط (مصافي بدائية لتكرير الوقود) في قرية ترحين بريف حلب الشرقي بـ 4 صواريخ متنوعة بين توشكا وصواريخ أرض أرض من نوع (9m27k uragan) تحمل قنابل عنقودية، ما أدى لجرح 4 مدنيين، كما أدى الاستهداف لاندلاع حرائق ضخمة جداً بسبب طبيعة المنطقة التي تضم عدداً كبيراً من خزانات الوقود والصهاريج ومصافي التكرير البدائية.

استنفرت فرق الدفاع المدني السوري من كافة مناطق الشمال السوري للاستجابة لهذه الحرائق، وأثناء عمل متطوعو الخوذ البيضاء في إخماد الحرائق، استشهد المتطوع "أحمد الواكي"، إثر انفجار خزان للمحروقات كان يعمل بالقرب منه في منطقة ترحين بريف حلب الشرقي.

واصلت الفرق عملها لأكثر من 20 ساعة حتى تمكنت من إخماد الحرائق وتبريدها، بسبب ضخامة الحرائق وسرعة انتقالها بين الصهاريج والحراقات المليئة بالمواد النفطية سريعة الاشتعال، وشارك أكثر من 100 متطوعٍ في إخمادها و50 آلية متنوعة بين سيارات إطفاء وجرافات وسيارات ملحقة للإطفاء، وأدى القصف والحرائق لأضرار مادية كبيرة، حيث احترق أكثر من 200 صهريجاً لنقل المحروقات، وتضرر عدد كبير من المصافي البدائية لتكرير المحروقات، إضافة لاحتراق إحدى آليات الدفاع المدني السوري وتضرر أخرى.

وحرصاً على سلامة المدنيين تقوم فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة (UXO) في الدفاع المدني السوري بمسح المنطقة التي استهدفها نظام الأسد وروسيا بالقنابل العنقودية، بهدف تحديد الأماكن الملوثة بالذخائر غير المنفجرة، ومن ثم التخلص النهائي منها في حال وجودها.

وفي 9 شباط الماضي استهدفت قوات النظام وروسيا، بصاروخ أرض ـ أرض نوع توشكا يحمل قنابل عنقودية، حراقات النفط، في قرية ترحين بريف حلب الشرقي، ما أدى لمقتل مدنيين اثنين وجرح أربعة آخرين، كما أدى الاستهداف لاندلاع حرائق ضخمة، كما تعرض سوق المحروقات في منطقة الدابس جنوبي جرابلس بريف حلب الشرقي، في 23 تشرين الأول عام 2020، لقصف صاروخي مجهول المصدر، ما أدى لمقتل مدني وإصابة 6 آخرين.

وتعتمد عشرات العائلات المهجرة قسراً في ريف حلب الشرقي على العمل في نقل وتكرير المحروقات، لتأمين قوت يومها ويضاعف الاستهداف المتكرر المتعمد للمنطقة من قبل قوات النظام وروسيا من معاناتها، كما يؤدي لانقطاع المحروقات عن الأفران والمشافي وارتفاع أسعارها بفصل الشتاء في ظل أزمة إنسانية تعصف بالمدنيين في الشمال السوري، لوجود أكثر من مليوني مهجر قسرياً واستمرار قصف النظام وروسيا رغم خضوع المنطقة لاتفاق لوقف إطلاق النار منذ عام.

إن هذه الجريمة المضاعفة المرتكبة باستخدام ذخائر عنقودية محرمة دولياً هي جزء من الإرهاب اليومي و العقاب الجماعي الذي يمارسه نظام الأسد وروسيا بحق الشعب السوري والذي يهدف لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين و المستجيبين الأوائل من العمال الإنسانيين، واستمراراً لسياسة التجويع والحصار التي بدأت منذ عام 2011 باستهداف المدنيين بأرزاقهم، وجميع سبل عيشهم، ولا بد من تحركٍ جادٍ للمجتمع الدولي لإيقاف هذه الجرائم بحق السوريين وإنقاذهم من إرهاب نظام الأسد وروسيا، ومحاسبتهم على ما ارتكبوه من جرائم.

No related posts yet
Please check back soon!