نناشد الأمهات والآباء وقادة المجتمع الوقوف إلى جانبنا وتوعية أطفالهم وأفراد عائلاتهم ومجتمعاتهم حول المخاطر المرتبطة بالسباحة ويمكننا معاً منع المزيد من المآسي وضمان سلامة مجتمعاتنا وزيادة الوعي، ومنع الخسائر في الأرواح في المستقبل

نص التعزية:

بقلوب مثقلة بالحزن يتقدم الدفاع المدني السوري بأحرّ التعازي للعائلة التي فقدت خمسة من أحبّائها بفاجعة الغرق في مياه نهر العاصي، غربي إدلب، اليوم الاثنين 31 تموز، ونعتذر إليهم لأن المياه كانت أسرع لأنفاسهم منّا، ونسأل الله لهم الرحمة، ولذويهم وللسوريين الصبر والسلوان.

تعتبر المنطقة التي غرقت فيها العائلة (نهر العاصي قرب حمامات الشيخ عيسى) من أكثر المناطق خطورة في نهر العاصي (ونهر العاصي خطر في كامل مجراه) لوجود دوامات مائية فيها والتفاوت في أعماقها إضافة لعشبة النيل التي تطفو على سطح الماء وتشكل خطراً كبيراً أثناء السباحة، كما أن محاولات إنقاذ أفراد العائلة لبعضهم البعض أدت لغرقهم جميعاً.

ورغم اتخاذنا في الدفاع المدني السوري جميع الإجراءات للحدّ من حالات الغرق سواءً عبر الاستجابة المباشرة، أو عبر نشر نقاط إنقاذ دائمة على ضفاف الأنهار والبحيرات التي تشهد إقبالاً من السكان، بهدف تسريع عمليات الإنقاذ والحد من حالات الغرق، مازلنا نشهد حوادث غرق مأساوية واستجابت فرقنا منذ بداية العام الحالي لعشرات نداءات الاستغاثة، وتمكنا من إنقاذ 37 مدنياً كادوا أن يغرقوا، ولكن انتشلنا جثامين 26 شخصاً بينهم 16 طفلاً، توفوا غرقاً في الأنهار والبحيرات شمال غربي سوريا.

وفي ضوء حوادث الغرق المأساوية، إننا كمؤسسة تحمل على عاتقها الاستجابة لحالات الغرق وحماية الأرواح، نحثّ الجميع على توخي الحذر الشديد والامتناع عن السباحة في هذه الأنهار والبحيرات (أنهار العاصي والفرات وعفرين، وبحيرة ميدانكي وسواقي المياه في عفرين والسدود السطحية) وحتى بالنسبة للسبّاحين ذوي الخبرة، لخطرها الشديد وعدم صلاحيتها للسباحة.

ونناشد الأمهات والآباء وقادة المجتمع على الوقوف إلى جانبنا وتوعية أطفالهم وأفراد عائلاتهم ومجتمعاتهم حول المخاطر المرتبطة بالسباحة في هذه المسطحات المائية والالتزام بإرشادات السلامة وتعليمات الدفاع المدني السوري وعدم السباحة في هذه الأنهار والبحيرات، يمكننا معاً منع المزيد من المآسي وضمان سلامة مجتمعاتنا وزيادة الوعي، ومنع الخسائر في الأرواح في المستقبل.