
بيان من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حول استشهاد ثلاثة متطوعين من فرق إزالة مخلفات الحرب في ريف حماة
بيان من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حول استشهاد ثلاثة متطوعين من فرق إزالة مخلفات الحرب في ريف حماة
استُشهد ثلاثة متطوعين من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وهم: الشهيد مأمون العمر، والشهيد جلال طكو، والشهيد شعبان شوشان، من فرق إزالة مخلفات الحرب، والذين ارتقوا اليوم الخميس، 22 أيار 2025، أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني في حماية أرواح المدنيين.
إذ تلقى فريق إزالة مخلفات الحرب التابع للدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، في مركز صوران بريف مدينة حماة، اليوم الخميس 22 أيار عند الساعة 10:10 صباحاً، بلاغاً ورد من مركز الشرطة في المدينة بوجود جسم غريب على سكة القطار التي تمر بمحاذاة قرية كراح في ريف حماة الشرقي، توجه الفريق المؤلف من 4 أفراد للموقع بسيارة مخصصة لفرق إزالة مخلفات الحرب وعليها شارة منظمة الدفاع المدني السوري، وعند وصولهم ترجّل ثلاثة متطوعين من السيارة وهم يرتدون لباس الحماية الخاص وعليه شارة المنظمة، لتفقد الموقع، وبقي متطوع في السيارة واقترب المتطوعون الثلاثة لمعاينة الجسم الموجود على سكة القطار دون لمسه، ومع شعورهم بوجود إشارات تدل على تفخيخ عن بعد للجسم، صرخ أحد المتطوعين بأن العبوة لاسلكية وهي معدّة للتفجير عن بعد (بحسب شهادة المتطوع الرابع الذي نجا وكان بالسيارة)، و حاولوا الانسحاب لتفادي الخطر لكن العبوة انفجرت بنفس اللحظة التي كانوا يحاولون فيها الانسحاب من الموقع، ونظراً لتوقيت وطريقة التفجير، فإن ذلك يثير لدينا مخاوف جدية من احتمال استهداف الفريق عمداً من قِبل أفراد يراقبون الموقع.
وبناءً على هذه المعطيات الأولية تعتبر (الخوذ البيضاء) أن هذا الهجوم انتهاكاً صارخاً للمبادئ الإنسانية والقانون الدولي الذي يضمن حماية العاملين الانسانيين ويجرّم استهدافهم.
هذا الهجوم استهدف عمال إنسانيين محايدين كرّسوا حياتهم لحماية المدنيين من أخطار الحرب، كما يشكّل هذا الهجوم محاولة واضحة لتقويض العمل الإنساني ومنع الفرق من الاستجابة للبلاغات المتعلقة بمخلفات الحرب.
لقد خسرنا حتى اليوم أرواح 321 متطوعاً من فرقنا في الدفاع المدني السوري، معظمهم استُشهدوا أثناء أداء واجبهم الإنساني في إنقاذ المدنيين، بهجمات مزدوجة وممنهجة من قبل نظام الأسد وحلفائه، لكن ذلك لن يثنينا عن متابعة مهامنا الإنسانية، ونؤكد في (الخوذ البيضاء) التزامنا الثابت بمبادئ الحياد والاستقلال، ومواصلتنا العمل الإنساني في خدمة المدنيين، والعمل بلا كلل لإزالة أخطار الحرب ومخلفاتها القاتلة وضمان سلامة مجتمعاتنا.
وفي هذه اللحظات التي نوسّد فيها شهداءنا التراب، فإننا ننسق ونتعاون مع وزارة الداخلية السورية التي تقوم بالتحقيقات لكشف مرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة، وإننا نشدد على ضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني في سوريا، ومحاسبة الجناة وجميع من ارتكب الجرائم بحق السوريين، ونؤكد على ضرورة منع الإفلات من العقاب لكافة الجرائم والبدء بمسارات العدالة الانتقالية كسبيل لضمان استمرار العمل الإنساني وتحقيق السلام والعدالة وبناء سوريا حرة آمنة وكريمة لكل السوريين.
المجد والخلود لشهداء سوريا… والرحمة لأرواحهم الطاهرة.