احترقت وجنتاها في حضن أمها… مجزرة الناجية قصة موت تلاحق السوريين منذ عشر سنوات
قتلت قوات النظام في 8 نيسان 7 مدنيين، ( رجل وزوجته من كل عائلة) إضافة لـ 3 من أطفالهم، وأصيب 3 أطفال آخرون، باستهدافها بصاروخ موجه سيارة مدنية تقل عائلتين على طريق بلدة الناجية بريف إدلب الغربي
لحظات قاسية يرويها المتطوع في الخوذ البيضاء "يحيى داوود" خلال الاستجابة لمجزرة الناجية:
صوت الصاروخ وانفجاره كسر الصمت والهدوء يلي كان، وكسر معه قلوبنا، كان يوم ربيعي دافئ، واستغليناه لترميم طريق بلدة بداما القريب من الناجية، لما سمعنا الصوت توقعنا أنها مجرد قذيفة عادية، لأن نحن بمنطقة ماوقف النظام وروسيا عن قصفها من سنين، لكن بعد ثواني بلشت النداءات، الصوت كان لصاروخ موجه من قبل نظام الأسد استهدف سيارة وعم تحترق السيارة، هون رجع الهدوء مرة تانية لكن كان مخيف كتير لأن منعرف هيك استهداف حتماً فيه ضحايا، مباشرة توجهنا لمكان السيارة وأخدنا اسطوانات الإطفاء معنا لأن السيارات مستحيل توصل للمكان يلي مرصود من النظام.
كان في فريق تاني من زملائنا وصل قبلنا، المكان خطير كتير ممكن بأي لحظة يرجعوا يستهدفوه، لكن بهي اللحظات الإنسان بينسى الخطر وبيصير همه بس ينقذ الناس يلي عم تموت، حاولنا نقرب من السيارة، يالله … يالله … بلشت أبكي… أطفال ونساء وشباب بقلب السيارة وعم تحترق، مشهد بتعجز الكلمات عن وصفه، المشهد هو اختصار لعشر السنين من حياة السوريين مليء بإجرام النظام وروسيا.
قربنا من السيارة أكثر وبلشت أهوال ما ممكن يتحملها بشر، أم حاضنة طفلتها يلي عمرها سنتين، لتحاول تحميها من النار، كانت اللحظة الأخيرة لهم وبعدها بينتهي كل شي بينتهي الأمل والحياة، حتى بعد ما ماتوا رفضت تتخلى عنها و ضلت حاضنتها.
حاولت أنسى وما فكر، وصرت طفي مع زملائي بالنار يلي سببها الصاروخ بالسيارة، ولما انتهينا من العمل وإسعاف المصابين وإخماد الحريق وسحب الجثث، انزوى كل واحد فينا لمكان بعيد شوي عن العين، الكل متلي صار يبكي ويبكي، هاد القهر عم نعيشه من سنين.
بقلب السيارة كان في عائلتين، عيلة من أب وأم و3 أطفال، الأب والأم وطفل صاروا جثث هامدة وطفلين انصابوا وواحد منهم حالته خطرة، والعيلة التانية كانت من أب وأم و3 أطفال كمان، ما ضل منهم إلا طفل واحد ووضعه خطر.
أخر لحظاتهم كتير كانت قاسية، احترقوا وهنن على قيد الحياة، كيف كان الألم يلي عاشوه، مين مات منهم أول وما شاف الباقي وهنن عميحترقوا، مين مات بشظايا الصاروخ وما حس بالنار، في حدا منهم سمع وجع التاني، والطفلة يلي بحضن أمها وماتوا سوا شو حجم القهر يلي عاشته أمها ياترى بكيت قبل ما تموت، صراخ الأمهات كان من الألم ولا كان على ولادهم…. مجرد التفكير بهي اللحظات أمر ما ممكن يتحمله الإنسان.
ما عم اقدر أنسى هديك اللحظات ما تخيلت يوم شوف إنسان من لحم ودم عم يحترق، ما تخيلت عيش لشوف طفل بوجنتيه الورديتين عم يحترق….يالله معقول في بشر ممكن يعملوا هيك.
ياترى هدول الأطفال لو ما استهدفهم النظام بالصاروخ، أكيد كانوا كبروا وصاروا مهندسين وأطباء وأستاذة وعمّروا سوريا يلي عمحاول يدمرها.
بعرف أن هي المجزرة ما رح تكون الأخيرة، طالما نظام الأسد وروسيا موجودين بهاد العالم الإجرام بحق السوريين موجود، دائما بسأل حالي، ممكن يجي يوم ونفرح وما يضل في موت ملاحق السوريين، ويتحاسب القتلة والمجرمين، من حقنا كسوريين على العالم والإنسانية أن يكون في إجابات عنها.