استهداف مدرستين ومحيط مدرسة ثالثة... في تصعيد للقصف على ريف إدلب

يهدد تصعيد الهجمات سير العملية التعليمة في شمال غربي سوريا، ويهدد أرواح الطلاب مع اقتراب العام الدراسي الجديد، وخلال النوادي الصيفية الحالية التي يرتادها الطلاب في المدارس وخلال العملية الامتحانية التكميلية لشهادة التعليم الثانوي.

تعرض ريف إدلب لقصف مدفعي من قبل قوات النظام وروسيا اليوم السبت 26 آب، ما أدى لإصابة مدني بجروح طفيفة، وأضرار في مدرستين بشكل مباشر ومحيط مدرسة ثالثة، وشهدت الأيام الماضية ارتفاعاً لوتيرة القصف الممنهج لقوات النظام وروسيا، والذي تسبب بمقتل مدنيين اثنين، وإصابة 10 مدنيين آخرين، بالقصف الجوي والمدفعي والصاروخي على مناطق من ريفي إدلب وحلب.

حيث أصيب مدني بجروح طفيفة، جراء قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا استهدف الأحياء السكنية ومدرسة في مدينة جسر الشغور غربي إدلب، صباح اليوم السبت 26 آب، إذ استهدفت إحدى القذائف وسط باحة مدرسة (عبد الرحمن الناصر للتعليم الأساسي، وكانت تحمل اسم مدرسة زكريا أكتع وتعرضت لقصف جوي سابقاً)، وذلك قبيل وقت قصير من بدء توافد الأطفال إليها للمشاركة في نادٍ صيفي يقام فيها، كما استهدف القصف محيط مدرسة "رابعة العدوية" في المدينة نفسها، وسقطت إحدى القذائف بجوارها وبالقرب من مسجد قيد الإنشاء

كما استهدف قصف مدفعي لقوات النظام وروسيا، اليوم السبت 26 آب، الأحياء السكنية ومدرسة (محمد الفاتح) في بلدة الموزرة جنوبي إدلب، وأدى القصف لأضرار مادية في بناء المدرسة وفي منازل السكان، ونفوق إحدى الأغنام، دون وقوع إصابات بين صفوف المدنيين.

ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم أمس الجمعة 25 آب، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لهجومين من قبل قوات النظام وروسيا على المدارس، الأول في مدينة سرمين بعد سقوط قذيفة مدفعية مصدرها قوات النظام وروسيا في حرم المدرسة الريفية في المدينة يوم 13 كانون الثاني، دون وقوع إصابات في المدرسة، والثاني باستهداف مدفعية قوات النظام وروسيا، مدرسة - خارج أوقات الدوام في النادي الصيفي - بقرية الجينة في ريف حلب الغربي، بخمسة قذائف ثلاثة منها في باحة المدرسة وقذيفة في سورها، وقذيفة على بعد مئة متر من المدرسة على طريق ترابي بالقرب من منازل المدنيين، يوم 10 آب، دون وقوع إصابات.

كما استجابت فرقنا منذ بداية العام الحالي 2023 لـ 6 هجمات من قبل قوات النظام وروسيا كانت بالقرب من المدارس في كل من البارة وكنصفرة وسرمين والنيرب في ريف إدلب، ودارة عزة في ريف حلب.

كانت تلك الهجمات من بين 454 هجوماً استجابت له فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 20 آب، راح ضحية هذه الهجمات 51 شخصاً بينهم 8 أطفال و5 نساء، وأصيب على إثرها 208 شخصاً بينهم 70 طفلاً و29 إمراة.

إن تصعيد هجمات النظام وروسيا العسكرية على مناطق شمال غربي سوريا، واستهدافهم للمرافق الحيوية والمدارس، هو استمرار لسياسة قتل الحياة ونشر حالة من عدم الاستقرار وبث الرعب بين المدنيين، واجبارهم على ترك منازلهم، ويمنع استمرار الهجمات الطلاب من الالتحاق بمدارسهم، وإكمال مسيرتهم التعليمية مع اقتراب العام الدراسي الجديد في عدة مناطق من ريفي إدلب وحلب.

إنّ غياب المحاسبة واستمرار الإفلات من العقاب على الجرائم التي يرتكبها النظام وروسيا بحق السوريين، هو ما يسمح باستمرار القتل، واستمرار انتهاك للقانون الدولي الإنساني، واستهداف المدنيين الآمنين، والمرافق الحيوية والمدارس دون أي رادع، مخلفةً آثاراً لا تنتهي بسهولة، وأخطرها على الإطلاق عندما تستهدف المرافق التعليمية، لأن أجيالاً ستدمر، وسيدمر معها مستقبل، ونتائجها الكارثية ستبقى لعقود قادمة.

يشبه التعليم في سوريا أي تفصيل آخر أنهكته سنوات الحرب، وبات ندبة واضحة، ويدفع الطلاب ثمن ذلك فاتورة باهظة من مستقبلهم، بسبب الهجمات الممنهجة لنظام الأسد وحليفه الروسي والتي جعلت من المدارس والمنشآت التعليمية هدفاً لها، ليس فقط لتدمير البنية التحتية وقتل الأطفال، إنما للحكم على مستقبل سوريا بالإعدام، ويجب وضع حد لهذه الهجمات الممنهجة، وضمان الأمن والاستقرار للسوريين في الوقت القريب العاجل.