الحرائق كابوس يلاحق النازحين في مخيمات الشمال السوري

وفاة 4 مدنيين بينهم طفلان وإصابة 4 آخرين بحرائق منزلية وفي مخيمات النازحين منذ بداية العام الحالي

توفيت طفلة وأصيب 3 أطفال وامرأة، في حريقين منفصلين، يوم أمس الأحد 10 كانون الثاني، في ريف إدلب، وتتكرر الحرائق بفصل الشتاء في الشمال السوري مخلفة ضحايا، لاسيما في المخيمات القماشية المتلاصقة التي تفتقد للحد الأدنى من إجراءات السلامة، لتتحول الحرائق إلى خطر حقيقي يهدد حياة النازحين، يضاف إلى أخطار أخرى تلاحقهم من الأمراض والسيول والبرد وغيرها من المخاطر الأخرى.

وتوفيت الطفلة "ياسمين الدغيم" 6 سنوات، وهي نازحة من بلدة جرجناز بريف إدلب الجنوبي، فيما أصيبت طفلة أخرى وهي بحالة حرجة، وذلك بعد اندلاع حريق بمخيم أرض المطار قرب بلدة تل الكرامة شمالي إدلب مساء أمس الأحد، حيث نتج الحريق عن اشتعال مدفأة بأحد الخيام وامتدت النيران لتلتهم 5 خيم أخرى.

فيما أصيبت طفلتان ووالدتهما بحروق متفاوتة،أمس الأحد، نتيجة حريق نشب في منزلهم بمدينة أريحا جنوبي إدلب، بسبب المدفأة، والعائلة نازحة من مدينة سراقب شرقي إدلب.

واستجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري لـ 8 حرائق في منزلية وفي مخيمات النازحين في الشمال السوري خلال الأيام العشرة الأولى من شهر كانون الثاني الحالي، وأدت تلك الحرائق لوفاة 4 مدنيين، هم طفلان، ورجل وزوجته، إضافة لإصابة 3 أطفال وامرأة.

وفي عام 2020 أخمدت فرق الإطفاء في الخوذ البيضاء أكثر من 2600 حريق، بينها أكثر من 120 حريقاً في المخيمات، ونحو 450 حريقاً في منازل المدنيين.

وتعتبر حرائق المخيمات أشد خطورة من الحرائق المنزلية بسبب طبيعة المواد المبنية منها والتي تكون في الغالب مواد سريعة الاشتعال (القماش والبلاستيك) إضافة لوجود الوقود في الخيام ما يجعل الحرائق سريعة الاشتعال وقد يصعب اطفاؤها مباشرة بسبب تلاصق الخيام وغياب أية فواصل بينها تمنع الانتقال السريع للحريق من خيمة لأخرى.

وتعود أسباب أغلب الحرائق في المخيمات لاستخدام مواد خطرة في التدفئة كالفيول والفحم والبلاستيك والنايلون ومخلفات قماشية وأحذية نتيجة تردي أوضاع المدنيين الاقتصادية، أو الطهي داخل الخيام لغياب أماكن مخصصة للطبخ في ظل ضعف الخدمات في المخيمات واكتظاظها، والتي يبلغ عدد النازحين فيها أكثر من مليون مدني يعيشون في 1304 مخيمات، من بينها 393 مخيماً عشوائياً.

وتجد فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري صعوبة كبيرة في الوصول للحرائق في المخيمات، لاسيما في المخيمات العشوائية، والتي تفتقد لطرقات تسمح بوصول سيارات الإطفاء، ما يؤخر الوصول للحريق لاسيما إذا كان في عمق المخيم.

ويسعى الدفاع المدني السوري لتوعية المدنيين من خطر الحرائق سواء النازحين في المخيمات أو المقيمين في المنازل، وتقوم فرق التوعية بحملات خاصة بالحرائق على مدار العام تستهدف النازحين بالمخيمات والمسؤولين عن المخيمات وطلاب المدارس والكوادر التدريسية، والمزارعين، والمدنيين في التجمعات السكانية.

إن الحرائق في مخيمات النازحين باتت كابوساً حقيقياً يلاحق النازحين في فصل الشتاء، فحريق بسيط في الخيام القماشية والبلاستيكية سريعة الاشتعال، وغياب إجراءات السلامة والتصاق الخيام ببعضها، يتحول لكارثة لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

إن إنهاء معاناة النازحين في المخيمات من الحرائق و الأمراض والسيول وغيرها من المخاطر التي تهددهم لا يمكن أن يتحقق إلا بعودتهم الآمنة إلى منازلهم ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه بحقهم.