الدفاع المدني السوري ينهي تدريبات متقدمة لمتطوعيه بهدف تطوير مهاراتهم
يسعى الدفاع المدني السوري إلى رفع كفاءة المتطوعين والاتجاه أكثر نحو التخصص في شتى المجالات التي يغطيها
أنهى الدفاع المدني السوري سلسلة تدريبات متقدمة لمتطوعيه كان قد بدأها مطلع شهر حزيران الماضي متضمنةً البحث والإنقاذ بما فيه الإنقاذ المائي، والإطفاء، بالإضافة لتدريبات خاصة بعمليات فرق (UXO) المتخصصة بإزالة الذخائر غير المنفجرة، وتأتي هذه التدريبات في إطار بناء القدرات وتعزيز مهارات الفرق وتقنياتها العملية لحماية المدنيين والاستجابة المثلى في جميع الظروف.
وانطلقت تدريبات البحث والإنقاذ في الثالث من حزيران بإجمالي 80 متطوعاً من مختلف المديريات خضعوا لمستويات متقدمة في عمليات البحث والإنقاذ كانت مقسمة على 4 دورات في كل دورة 20 متطوعاً من قادة الفرق في طواقم الدفاع المدني السوري (والذين سيقومون بدورهم بنقل الخبرات لفرقهم) واستمرت كل دورة لـ 10 أيام متتالية.
وتأتي أهمية هذه التدريبات لرفع قدرات طواقم الإنقاذ وصقل خبراتهم في عمليات البحث وتزويدهم بتدريبات مركّزة ونوعية وإخضاعهم لسيناريوهات أكثر تعقيداً وصعوبة حتى يكونوا جاهزين للعمل مهما كانت المواقف معقدةً.
كما قسمت تدريبات الإطفاء أيضاً على 4 دورات متلاحقة بمستويات متقدمة عما كان يطرح في الدورات المتوسطة، واستهدفت أيضاً قادة الفرق والمتطوعين في المراكز بإجمالي 80 متطوعاً من مختلف المراكز بالإضافة لقادة الفرق واستمرت كل دورة لـ 10 أيام.
وكانت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري تصدت للعديد من الحرائق الضخمة في الغابات الحراجية والمحاصيل الزراعية وفي محطات الوقود، فكانت الدورات المتقدمة ضرورة لرفع كفاءة قادة الفرق والمتطوعين في مجال الإطفاء والتصدي للحرائق ونقل هذه التجارب العملية لزملائهم في المراكز.
وفي إطار عمليات التعافي المبكر يعمل الدفاع المدني السوري على الحد من الأخطار التي خلفتها الحرب في سوريا خلال السنوات العشر الماضية وتشكل الذخائر غير المنفجرة أشد هذه الأخطار على حياة المدنيين، في مناطق شمال غربي سوريا، واستجابةً لحاجة المجتمع للتخلص من هذا الخطر الكبير جاءت تدريبات فرق المسح والإزالة والتي انطلقت في الأول من حزيران أي قبل يومين من باقي التدريبات وانتهت بالخامس عشر من الشهر نفسه وضمت 14 متطوعاً و4 مدربين تلقوا تدريباتٍ على المسح غير التقني لتحديد المناطق الملوثة بالذخائر غير المنفجرة والطرق الصحيحة في التعامل مع المناطق الملوثة وتحديدها بالتعاون مع سكان المنطقة المستهدفة بالعمليات.
وبالتزامن مع تدريبات البحث والإنقاذ كانت تدريبات الإنقاذ المائي تسير على قدم وساق وقسمت على ثلاث دورات، دورة للمبتدئين ودورتان متوسطتان واستهدفت 45 متطوعاً من جميع مديريات الدفاع المدني السوري وتم اختيارهم عن طريق لجنة من مدربي الغطس المختصين وإخضاعهم لفحوصات اللياقة البدنية والسباحة وفحوصات طبية تتعلق بصحتهم العامة، وتهدف التدريبات لتعريفهم على أجهزة الغوص والإنقاذ المائي وطرق استخدامها أثناء الغوص، بالإضافة لتوعيتهم بمخاطر الغطس والأمراض التي من الممكن أن تنجم عنه وكيفية التعامل مع الغرقى وإنقاذهم أو سحب الجثث الغارقة من تحت الماء.
وتأتي تدريبات الغوص والإنقاذ المائي بهدف تأهيل متطوعي الدفاع المدني السوري للتعامل مع حالات الغرق في المسطحات المائية التي كثرت في الآونة الأخيرة والتي بلغت 48 حالة غرق منذ بداية العام الحالي، وشملت الدورات تدريبات نظرية في مراكز التدريب وعملية في بحيرة ميدانكي بريف عفرين.
ويسعى الدفاع المدني السوري إلى رفع كفاءة المتطوعين والاتجاه أكثر نحو التخصص في شتى المجالات التي يغطيها، ومن هنا بدأ خطة تدريب المتطوعين في جميع الاختصاصات، حيث تخرج في 31 آب، الدفعة الأولى من طلاب دبلوم الإسعاف في جامعة حلب في المناطق المحررة، البالغ عددهم 100 من متطوعي الدفاع المدني السوري.
وتأسس الدفاع المدني السوري بداية العام 2014 معتمداً على جهود فردية من متطوعين خضعوا لتدريبات أولية ومتوسطة ساعدتهم على إنقاذ مئات الأرواح من بين الأنقاض خلال سنوات الحرب في سوريا، وتمكنت الفرق من إنقاذ أكثر من 124 ألف مدني خلال السنوات الماضية من تحت ركام قصف النظام وحليفه الروسي، ولا يقتصر عمل الفرق على الاستجابة للقصف بل تقوم بمهام الإطفاء والإنقاذ المائي وإزالة الذخائر غير المنفجرة والإسعاف والتوعية وتقديم خدمات التعافي المبكر وجميعها مهام تتطلب التدريب المستمر لتحسين الاستجابة بمهنية وسرعة في جميع الظروف.