عاصفة مطرية تضرب شمال غربي سوريا.. والاستجابة لـ 40 مخيماً تضرر فيها أكثر من 650 خيمة
مئات العوائل بلا مأوى.. وتتجدد المعاناة مع كل هطول مطري وتزداد فجوة الاحتياجات الإنسانية اللامتناهية في ظل واقع كارثي يعيشونه منذ أكثر من 12 عاماً فاقمه الزلزال المدمر
ضربت عاصفة مطرية غزيرة مناطق شمال غربي سوريا مساء يوم 18 آذار السبت وفجر اليوم الأحد، ما أدى لسيول جارفة خلفت أضراراً في 40 مخيماً للمهجرين ومراكز الإيواء المؤقتة للمنكوبين من الزلزال، تضررت فيها بشكل مباشر أكثر من 650 خيمة، كما أصيب طفل بجروح طفيفة، وانهارت محلات تجارية، إضافة لانقطاع عدد من الطرقات في المدن والبلدات، ومن المتوقع أن تستمر حالة عدم الاستقرار الجوي خلال الأيام القادمة بحسب توقعات الأرصاد الجوية، وتضاعف هذه العاصفة مأساة المدنيين وتزيد من فجوة الاحتياجات الإنسانية.
وتضررت بشكل مباشر 254 خيمة للناجين من الزلزال في 18 مخيماً للإيواء وهي بمعظمها تم إنشاؤها حديثاً وبشكل عاجل بظروف طارئة دون توفر بنية تحتية مناسبة تقي قاطنيها من عواصف الشتاء والتقلبات الجوية التي تضرب المنطقة، وكانت النسبة الأعلى من الأضرار في مخيمات المهجرين حيث استجابت فرقنا لـ 22 مخيماً تضررت فيها أكثر من 400 خيمة للمهجرين، كانت تعاني بالأساس من هشاشة الوضع الإنساني الكارثي في مخيمات التهجير وضعف الواقع الخدمي وتدني الخدمات الصحية مع انتشار مرض الكوليرا وغياب شبكات الصرف الصحي في الكثير منها وسنوات قاسيةٌ شهدتها تلك المخيمات كانت فيها العواصف الشتوية وحرّ الصيف حاضرين ولم يغب قصف النظام وروسيا عن ملاحقتها واستهداف المدنيين في ملاذهم الأخير.
وتركزت الأضرار في مخيمات ريف إدلب الغربي وأغلبها كان من المجهزة حديثاً لإيواء الناجين من الزلزال، كما انقطعت عدة طرقات في ريف إدلب جراء السيول القوية (معرة مصرين - أرمناز) (إدلب - عرب سعيد) (سهل الروج - عدوان)، وغمرت مياه الأمطار عدة منازل في حفسرجة وبشمارون غربي إدلب، وتسببت السيول بانهيار عدة محال تجارية في قرية عدوان غربي إدلب إضافة لقطع عدد من الطرقات، كما تضررت مخيمات في ريفي حلب الغربي والشمالي الشرقي.
ومع اللحظات الأولى للعاصفة المطرية استجابت فرقنا للمخيمات المتضررة وفتحت قنوات لتصريف مياه الأمطار، ورفعت سواتر تمنع وصول مياه السيول للمخيمات، كما أعادت فتح الطرقات التي أغلقتها السيول، وساعدت في تصريف المياه من عدد من المنازل داهمتها السيول، وتواصل اليوم الاحد 19 آذار الاستجابة للمخيمات المتضررة، مع استمرار رفع الجاهزية في ظل توقعات بتجدد الهطولات المطرية عصراً.
وكانت عاصفة هوائية ضربت شمال غربي سوريا في 6 آذر ما أدى لوفاة رجل وإصابة اثنين آخرين في مدينة إدلب بانهيار 4 جدران كانت متصدعة بالزلزال، وألحقت العاصفة ايضاً أضراراً في 10 مخيمات مجهزة حديثاً لإيواء منكوبين ناجين من الزلزال في ريف إدلب الغربي تضرر فيها أكثر من 96 خيمة اقتلعتها الرياح بشكل كامل، و 13 خيمة تضررت بشكل جزئي، وتضررت 10 خيام بشكل كلي في 3 مخيمات للمهجرين في ريف إدلب الغربي.
وضربت عاصفة ثلجية مناطق في شمال غربي سوريا بفعالية متوسطة في 6 شباط من هذا العام، خلّفت أضراراً في مخيمات المهجرين وانقطاع عدد كبير من الطرقات في أكثر من 30 قرية وبلدة معظمها في نواحي بلبل وراجو وشران، وتضررت 8 خيام بشكل كلي انهارت بعد غمرها بالثلوج في ريف عفرين.
معاناة كبيرة يعيشها السوريون منذ 12 عاماً في مخيمات التهجير، عمقها ضعف الاستجابة الإنسانية وزادتها مأساة الزلزال، التي ضاعفت من أعداد المتضررين والقاطنين في مخيمات إيواء تم إنشاؤها بظروف طارئة وبشكل عاجل دون توفر بنية تحتية مناسبة تساعد على تخفيف وطأة العيش في مخيمات باتت تحمل سمة القهر للسوريين وتكتب كل يوم سطراً من الألم في سفر الكارثة الإنسانية التي تلم بالسوريين عاماً بعد آخر، بسبب غياب الحل الجذري لمأساتهم المتمثل بحقهم بالعودة الآمنة لمدنهم وبلداتهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا.
عقد وعامان على مأساة السوريين من حربٍ أنهكتهم بكل تفاصيل حياتهم، من فقد وقتل وموجات تهجير لم تتوقف، لاحقتهم آلة القتل، وكوارث طبيعية آخرها الزلازل والسيول التي عمّقت من جرحهم النازف تتفاقم المأساة وتتسع فجوة الاحتياجات الإنسانية، وسط ظروف صعبة في وقت تهدد حياة قاطني المخيمات الأوبئة والأمراض وخاصة الكوليرا.