لتعزيز المشاركة المجتمعية في الاستجابة للكوارث…الدفاع المدني السوري يطلق مبادرات للتدريب في شمال غربي سوريا

المشاركة المجتمعية إحدى العوامل الرئيسية التي تساهم في نجاح المجتمعات في تخطي الكوارث والأزمات وآثارها السلبية المدمرة على المستوى الصحي والاقتصادي والنفسي والاجتماعي

أطلق الدفاع المدني السوري مبادرة حيوية لتعزيز المشاركة المجتمعية في الاستجابة للكوارث من خلال تقديم دورات تدريبية تهدف إلى بناء قدرات الاستجابة للكوارث بين السكان في شمال غربي سوريا.

لقد تركت الحرب الطويلة التي يشنها نظام الأسد وروسيا على السوريين، تداعيات خطيرة على المجتمعات و ولّدت نقاط ضعف كبيرة، ما جعل السكان عرضة لمجموعة واسعة من الكوارث المتعلقة بهذه التداعيات، إضافة لمخاطر الكوارث الطبيعية والتي كان آخرها زلزال 6 شباط وهو أكبر كارثة طبيعية تشهدها سوريا منذ عقود، واستجابة لهذه التحديات، يصبح من الأهمية بمكان تمكين المجتمع المحلي بالمعرفة والمهارات اللازمة للمشاركة بنشاط في جهود الاستجابة للكوارث.

وكان للمشاركة المجتمعية من قبل السكان خلال كارثة الزلزال المدمر في 6 شباط، دور كبير في سرعة الاستجابة وتخطي الكثير من العقبات، وسيكون لبناء قدرات السكان المحليين دور كبير في تعزيز قدرات الاستجابة والمساهمة بشكل فعال في إنقاذ الأرواح.

المدة الزمنية:

تمتد كل دورة تدريبية لمدة ثلاثة أيام، في كل يوم من 7 ساعات ينقسم المحتوى إلى جلسات نظرية وعملية، تغطي مجموعة من المواضيع الأساسية لإدارة الكوارث، وتشمل جغرافياً جميع مناطق شمال غربي سوريا، وتجري التدريبات حالياً بشكل مستمر، ومن المتوقع أن يصل عدد المتدربين لـ 2500 متدرب ومتدربة.

معايير الاختيار للمشاركين:

لضمان فعالية البرنامج التدريبي وإعداد المشاركين جيداً للاستجابة للكوارث، تم وضع معايير اختيار معينة وتشمل:

  • الإقامة: يجب أن يكون المرشحون من سكان المنطقة التي يجري فيها التدريب، مما يضمن استثمار المتدربين في المجتمع المحلي.
  • الخلفية التعليمية: على الرغم من أن ذلك ليس إلزاميًا، إلا أنه يفضل الحصول على الشهادة الإعدادية.
  • الالتزام: يجب على المرشحين إظهار التزامهم بجداول التدريب لتعظيم فعالية البرنامج.
  • الفئة العمرية: يجب أن يقع المشاركون ضمن الفئة العمرية من 20 إلى 40 عامًا، حيث أن هذه الفئة العمرية عادةً ما تكون أكثر قدرة جسدياً على الاستجابة للكوارث.
  • اللياقة البدنية: من المتوقع أن يكون المرشحون في حالة بدنية جيدة إلى حد معقول للمشاركة في الجوانب العملية للتدريب.

محاور التدريبات:

  • إدارة الكوارث: يتعرف المشاركون على المبادئ الأساسية لإدارة الكوارث، وفهم المراحل المختلفة للاستجابة للكوارث، من الاستعداد إلى التعافي.
  • تحليل المخاطر: تزود هذه الجلسة الحضور بالمهارات اللازمة لتقييم وتحليل المخاطر ونقاط الضعف المحتملة الخاصة بمنطقتهم، مما يساعد في الاستعداد بشكل أفضل.
  • إجراءات الإخلاء: تؤكد الدورة على أهمية الإخلاء الآمن والفعال في مكان العمل في حالة وقوع كارثة غالبًا ما يكون الإخلاء السريع والفعال هو الفرق بين الحياة والموت في حالات الكوارث
  • مبادئ البحث والإنقاذ: يتم تدريب المشاركين على استخدام معدات البحث والإنقاذ، بما في ذلك تقنيات تحديد مكان ضحايا الكوارث ومساعدتهم.
  • مبادئ الإسعافات الأولية: يتم تدريس المبادئ الأساسية للإسعافات الأولية، ما يضع الأساس للمساعدة الطبية الفورية.
  • تقنيات الإسعافات الأولية: تركز الجلسات على تطبيق مهارات الإسعافات الأولية، ما يضمن قدرة المشاركين على الاستجابة بفعالية للإصابات في سيناريوهات الكوارث.
  • الوعي بالذخائر غير المنفجرة والهجمات بالأسلحة الكيميائية: نظراً للتحديات المحددة التي تواجه شمال غربي سوريا، فإن فهم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة والهجمات بالأسلحة الكيميائية أمر حيوي لسلامة المشاركين.
  • السلامة من الحرائق: يتم تثقيف المشاركين حول الوقاية من الحرائق، وتصنيف الحرائق، والتعامل السليم مع أسطوانات إخماد الحريق، سواء من الناحية النظرية أو من خلال التدريبات العملية.

أهمية المشاركة المجتمعية في الاستجابة للكوارث

  • الاستجابة الفورية: في سيناريوهات الكوارث، غالبًا ما يكون السكان المحليون هم أول المستجيبين، إن تزويدهم بالمعرفة والمهارات يمكن أن يؤدي إلى جهود استجابة أسرع وأكثر فعالية.
  • المساهمة بإنقاذ الأرواح: المجتمعات المستعدة جيدًا لمواجهة الكوارث يكون عدد الضحايا التي تسببها الكوارث وتداعيتها أقل يمكنهم تقليل عدد الضحايا وتقليل الأضرار والتعافي بسرعة أكبر.
  • بناء القدرات المستدامة: تدريب السكان المحليين يعزز الشعور بالمسؤولية لجهود الاستجابة للكوارث، ما يخلق قدرة مستدامة لإدارة الكوارث على المدى الطويل.

تعد المشاركة المجتمعية إحدى العوامل الرئيسية التي تساهم في نجاح المجتمعات في تخطي الكوارث والأزمات، وتسهم في الحفاظ على استمرارية الحياة عن طريق تخطيط وإدارة وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى التعامل مع الكوارث والأزمات وآثارها السلبية المدمرة على المستوى الصحي والاقتصادي والنفسي والاجتماعي، وتأتي المشاركة المجتمعية الفعالة نتيجة لتكاتف المجتمع والعمل لهدف واحد وهو احتواء الأزمة وتخطيها والنجاة منها وتجاوز آثارها المدمرة المادية والمعنوية.