مرافق صحية وتعليمية محمية بالقانون الدولي الإنساني..هدفٌ لهجمات نظام الأسد وحلفائه
تصعيد لقوات النظام على قرى وبلدات ريفي حلب وإدلب، بثّت الذعر والخوف لدى المدنيين في ليلة قاسية من القصف، والمرافق العامة هدفٌ مركّزٌ في هذا التصعيد تترك دماراً كبيراً في المرافق العامة.
شهدت مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي ومدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، ليلة اليوم السبت 9 تشرين الثاني، قصفاً مكثفاً من قوات النظام وحلفائها، استهدف بقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ الأحياء السكنية ومدرستين في مدينة الأتارب، ومنازل المدنيين ومركز سامز الصحي في مدينة سرمين، ما أدى لأضرار كبيرة في المباني المستهدفة ومنازل المدنيين دون ورود وجود إصابات، وتأتي الهجمات في وقت تتصاعد فيه وتيرة العنف وتستمر هجمات النظام وروسيا لتهدد حياة المدنيين وتقيّد حركتهم وتمنع استقرارهم.
ويوم الثلاثاء 5 تشرين الثاني أصيب 4 مدنيين بجروح (رجل وزوجته وامرأة أخرى وطفل)، جراء قصف مدفعي لقوات النظام وحلفائه، استهدف بلدة ابلين في ريف إدلب الجنوبي، كما أصيب شابان بجروح طفيفة، جراء استهداف قوات النظام بالأسلحة المتوسطة لورشة عمال قطاف الزيتون في الأراضي الزراعية بين قرية كنصفرة ومدينة كفرنبل في ريف إدلب الجنوبي، يوم الاثنين 4 تشرين الثاني، ما أدى لإصابة الشابين بشظايا المقذوفات النارية التي استهدفت فيها قوات النظام المنطقة، كما أصيب رجلٌ مسن بجروح في القدم واليد، جراء قصفٍ مدفعي لقوات النظام، استهدف أراضٍ زراعية على الطريق بين مدينتيّ إدلب وسرمين، وأراضٍ أخرى بين مدينة سرمين ومدينة بنش وقرية طعوم، يوم الخميس 31 تشرين الأول.
فيما شهد شهر تشرين الثاني الجاري تكثيفاً من قوات النظام بالهجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية على قرى وبلدات ريفي إدلب وحلب، حيث استهدفت قرية سان وأطرافها في ريف إدلب الشرقي، يوم السبت 2 تشرين الثاني بعدد من الطائرات المسيرة كانت إحداها على سيارة مركونة لنقل عمال قطاف الزيتون دون إصابات، واستهدفت بهجمات مماثلة بأكثر من 10 طائرات مسيرة انتحارية بلدة معارة النعسان في ريف إدلب الشمالي الشرقي يوم الأربعاء 6 تشرين الثاني وألحقت أضراراً كبيرة في ممتلكات المدنيين وآلياتهم، تلاها يوم الخميس 7 تشرين الثاني هجوم مماثل أيضاً على منزلٍ سكني في مدينة دارة عزة غربي حلب.
وتهدد هجمات قوات النظام بالطائرات المسيرة الانتحارية وبالأسلحة الأخرى حياة المزارعين وتقوض وصولهم وقدرتهم على جني المحاصيل الموسمية، ومن بينها الزيتون الذي يعتبر أحد أهم المحاصيل الزراعية ومصادر الدخل التي يعتمد عليها السكان، وإن تكثيف نظام الأسد هجماته على المزارعين هو حرب من نوع آخر تهدف لزيادة معاناة السكان وتقويض سبل عيشهم.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2024 حتى يوم 13 تشرين الأول، لأكثر من 728 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا وحلفائهم على مناطق شمال غربي سوريا، تسببت هذه الهجمات بمقتل 67 مدنياً بينهم 18 طفلاً و 8 نساء، وإصابة 277 مدنياً بينهم 114 طفلاً و 34 امرأة.
وبلغت حصيلة المدارس التي استهدفتها قوات النظام وروسيا بالقصف المدفعي والصاروخي والهجمات الجوية والتي استجابت لها فرقنا منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم، 13 مدرسةً في شمال غربي سوريا.
وعلى مدار أكثر من 13 عاماً من حرب النظام وروسيا على المدنيين في شمال غربي سوريا كانت ولاتزال حملات القصف تستهدف بشكل متعمد المراكز الصحية والمؤسسات التعليمية بغرض حرمان المدنيين من الاستفادة من خدماتهم وإضعاف القطاع الطبي عبر استهداف المشافي والمراكز الصحية في ظل أزمة إنسانية كبيرة وتراجع الدعم الإنساني المقدم للقطاع الطبي، خاصةً مع البنية الهشة التي تركتها كارثة الزلزال ومن قبلها جائحة كوفيد 19 وسنوات الحرب الطويلة التي دمرت عشرات المشافي وأخرجتها عن الخدمة.
كما إن استهداف المنشآت التعليمية من قبل نظام الأسد وروسيا أنهك القطاع التعليمي وترك شرخاً كبيراً في العملية التعليمية من خشية الاستهدافات المتعمدة للمدارس والمراكز التعليمية، وهو ما ينعكس ليس فقط بشكل آني على العملية التعليمية إنما على مستقبل الأجيال القادمة.
نهج خطير بالهجمات على شمال غربي سوريا يزيد من تهديد أرواح السكان، ويعرقل تنقلاتهم في ظل تراجع كبير في الاستجابة الإنسانية وتغافل المجتمع الدولي عن حق السوريين بالحياة والحماية من الهجمات الممنهجة التي تستهدف الأعيان المدنية.