الحرائق تحصد أرواح الأطفال في مخيمات الشمال السوري
إنهاء معاناتهم من الحرائق و الأمراض والسيول وغيرها من المخاطر التي تهددهم لا يمكن أن يتحقق إلا بعودتهم الآمنة إلى منازلهم
تزداد الحرائق في مخيمات شمال غربي سوريا مع انخفاض درجات الحرارة واضطرار المهجرين لاستخدام مواد خطرة في التدفئة بسبب تردي أوضاعهم الإقتصادية (بلاستيك ونايلون، وفيول) في ظل غياب إجراءات السلامة، وطبيعة الخيام المبينة من القماش والبلاستيك سريع الاشتعال، لتتحول الحرائق إلى كابوس يومي، يضاف إلى أخطار أخرى تلاحقهم من الأمراض والسيول وفيروس كورونا وغيرها من المخاطر الأخرى في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وتوفيت طفلتان وأصيبت والدتهما بحروق خطيرة، أمس الاثنين 17 كانون الثاني، باحتراق خيمتهم في مخيم الأبرز بناحية المعبطلي بريف عفرين شمالي مدينة حلب، والعائلة مهجرة من بلدة تلمنس بريف إدلب الشرقي.
الحريق نتج عن اشتعال المدفأة وامتدت النار لباقي أرجاء الخيمة، حاولت حينها الأم أن تنقذ أطفالها لكن محاولتها باءت بالفشل وتعرضت لحروق جسيمة تم نقلها إلى المشفى بعد وصول فرق الدفاع المدني السوري إلى المكان، والتي بدورها عملت على تبريد وعزل مكان الحريق أيضاً.
ومنذ بداية العام الحالي حتى يوم الأحد 16 كانون الثاني استجاب الدفاع المدني السوري لأكثر من 70 حريقاً نشب في شمال غرب سوريا من بينهم 13 حريقاً في المخيمات، أدت لوفاة ثلاثة أشخاص، بينهم طفل، وإصابة أكثر من 12 آخرين من بينهم 8 أطفال.
وتعود أسباب أغلب الحرائق في المخيمات لاستخدام مواد خطرة للحصول على مصدر حراري كالبلاستيك والنايلون ومخلفات قماشية نتيجة تردي أوضاع المدنيين الاقتصادية، أو الطهي داخل الخيام لغياب أماكن مخصصة للطبخ أو بسبب ماس كهربائي ناجم عن بطارية الإنارة، في ظل ضعف الخدمات في المخيمات و اكتظاظها بشكل ملحوظ، والتي يبلغ عدد النازحين فيها أكثر من 1.5 مليون مدني يعيشون في أكثر 1400 مخيماً، من بينها نحو 400 مخيم عشوائي.
ويسعى الدفاع المدني السوري لتوعية المدنيين من خطر الحرائق سواء النازحين في المخيمات أو المقيمين في المنازل، وتقوم فرق التوعية بحملات خاصة بالحرائق على مدار العام تستهدف النازحين بالمخيمات والمسؤولين عن المخيمات وطلاب المدارس والكوادر التدريسية، والمزارعين، والمدنيين في التجمعات السكانية.
إن الحرائق في مخيمات النازحين باتت كابوساً حقيقياً يلاحق النازحين، وفي جميع أوقات العام، فحريق بسيط في الخيام القماشية والبلاستيكية سريعة الاشتعال، وغياب إجراءات السلامة والتصاق الخيام ببعضها، يتحول لكارثة لا يمكن التنبؤ بنتائجها، وإن إنهاء معاناتهم من الحرائق و الأمراض والسيول وغيرها من المخاطر التي تهددهم لا يمكن أن يتحقق إلا بعودتهم الآمنة إلى منازلهم ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه بحقهم.