الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) يطلق مشروعاً لإزالة الأنقاض من 16 حياً في مدينة حلب

تسببت الحرب المدمّرة التي شنها نظام الأسد بدعم مباشر من روسيا والميليشيات العابرة للحدود، في دمار هائل طال معظم المدن والبلدات السورية، على مدى أكثر من 13 عاماً، ومع تبنّي سياسة "الأرض المحروقة" والقصف الممنهج، تمّ محو مناطق كاملة من الخارطة، وتحويلها إلى ركام، ولم يكن التدمير عشوائياً، بل شكّل جزءاً من استراتيجية عسكرية ممنهجة وخسر السوريون خلال هذه السنوات بيوتهم وممتلكاتهم، وجزءاً كبيراً من هويتهم الثقافية والاقتصادية.

 

وتُعدّ حلب المدينة الصناعية الأهم في سوريا والأكثر تضرراً، وبحسب تقرير التقييم المشترك للأضرار في سوريا (2022) الصادر عن البنك الدولي بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، فإن نحو 60% من المدينة مدمرة، وريفها حوالي 50% في قطاعات الكهرباء والصحة والنقل والإسكان.

 

ومنذ عام 2012 وحتى أواخر 2016، كانت الأحياء الشرقية في حلب هدفاً لغارات جوية متواصلة، وقصف مدفعي وصاروخي، وهجمات بالبراميل المتفجرة، لا سيما بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في 2015، وكانت هذه الأحياء الأكثر تضرراً، إذ أن أكثر من 85% من البنية التحتية في هذه الأحياء قد دُمّرت أو تضررت، ما أدى إلى انقطاع دائم في المياه والكهرباء والخدمات الطبية، وتفاقم مأساة السكان.



الصورة: حي الشعار - الأحياء الشرقية لمدينة حلب 

 

 

 

 

خريطة من إعداد فرق الخوذ البيضاء توضح الأحياء المدمرة في مدينة حلب ونسب الدمار فيها.

 

 

خريطة توضح تفاصيل مواقع العمل ضمن بعض الأحياء التي سيتم العمل على ترحيل الأنقاض منها

 

مشروع إزالة الأنقاض في حلب

مقدمة عن المشروع:

أطلق برنامج تعزيز المرونة المجتمعية في الدفاع المدني السوري مشروعاً لإزالة الأنقاض في حلب بتمويل من "صندوق مساعدات سوريا" (AFS)، ويعتبر هذا المشروع خطوة مهمة في مسار تعافي المدينة ويأتي في إطار جهود الدفاع المدني السوري للمساهمة بعودة السكان ودفع عجلة التعافي وتمكين الوصول الإنساني، ويكمل مشاريع أخرى نفذتها المنظمة في المدينة.

 

 

الصورة: زيارة ميدانية لفريق صندوق مساعدات سوريا للإطلاع خلال فترة التخطيط و التنسيق للمشروع 

 

 

الهدف من المشروع

  • إزالة وترحيل الأنقاض أكثر من 75 ألف متر مكعب ضمن  16 حي مع أخذ كافة الالتزامات الفنية والقانونية بعين الاعتبار فيما يتعلق بالحقوق الملكية للأراضي والعقارات بالإضافة لمعايير السلامة المهنية أثناء العمل.
  • إعادة تدوير الأنقاض. 

 

 

المدة الزمنية للمشروع

المدة الزمنية الكلية للمشروع هي تسعة أشهر في جميع المراحل، بدأت من شهر آذار إلى تشرين الثاني 2025 .

 

 

مراحل المشروع: 

  • المرحلة الأولى (مرحلة التخطيط و التنسيق): 
    • عملت الفرق الهندسية في الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" بالتعاون مع مجلس مدينة حلب في تحديد المواقع التي سيتم ترحيل الأنقاض ضمن الأحياء السكنية الموافقة عليها (السكري – صلاح الدين –بستان القصر- الأنصاري- هنانو – كرم الجبل –كرم ميسر – ظهرة عواد – كرم القاطرجي – الحلوانية- كرم حومد –بستان الباشا –البياضة -الشعار – جورة عواد – قاضي عسكر)، بالإضافة إلى التنسيق لمواقع التخلص الآمن للأنقاض الغير قابلة لإعادة التدوير ( الركام الممزوج و المختلط مع النفايات العضوية التي لا تصلح لإعادة التدوير فإنه يتم التخلص منها بطريقة سليمة) في المقالب المعتمدة لدى محافظة حلب (العويجة - خان طومان)، وفيما يتعلق بالأنقاض القابلة لإعادة التدوير سيقوم الفريق الفني لدى الخوذ البيضاء في ترحيلها إلى معمل الراموسة لإعادة تدوير الأنقاض للاستفادة منها وتحويلها إلى بلاط و بلوك و رديف للرصيف (حيث قامت فرقنا بتقييم وضع المعمل وسيتم العمل على تزويده بمادة الوقود 30 ألف ليتر بالإضافة إلى شراء قطع التبديل للمعدات و الآليات المتوفرة لضمان استمرارية عمل هذه الآليات و المعدات خلال فترة المشروع) علاوة على ذلك، شملت مرحلة التخطيط قيام فرق الخوذ البيضاء بمسح الأحياء السكنية والأماكن التي تعرضت لقصف وإزالة مخلفات الحرب. 

 

  • المرحلة الثانية (مرحلة التنفيذ و المتابعة): 
    • تضمنت هذه المرحلة التعاقد مع موردين خارجيين للمساهمة في عمليات ترحيل الأنقاض ضمن الأحياء الموافق عليها، بغرض تسريع إزالة الأنقاض وإعادة فتح الطرقات الذي يساهم في العودة الآمنة للمهجرين. 

 

 

 

آلية العمل:

نقل و ترحيل الأنقاض: 

تم التخطيط على إدراج 16 حي ضمن 3 قطاعات عمل وذلك من أجل ضمان سرعة العمل و التقليل من العوائق اللوجستية أثناء العمل

قطاع A: تتضمن الأحياء،  بستان القصر – الأنصاري - السكري - صلاح الدين 

قطاع B: تتضمن الأحياء، كرم الجبل - كرم الميسر - ضهرة عواد - كرم القاطرجي - الحلوانية - كرم حومد - البياضة - الشعار - جورة عواد - قاضي عسكر 

قطاع C: تتضمن الأحياء، هنانو - بستان الباشا 

 

الخريطة توضح توزع قطاعات العمل وفقاً للأحياء السكنية بالإضافة إلى مواقع التخلص من الأنقاض 

 

 

 

 

 

 

 

الأثر المخطط له من المشروع:

 

الخطوة الأولى للتعافي: إن استعادة البنية التحتية تبدأ بإزالة الأنقاض هي الخطوة الأولى في إعادة بناء البنية الأساسية للمدينة، بما في ذلك الطرق والمرافق (الكهرباء والمياه والصرف الصحي) وشبكات النقل، وبدون إزالة الأنقاض، يكاد يكون من المستحيل البدء في إعادة بناء المنازل والمستشفيات والمدارس وغيرها من المباني العامة الحيوية. 

 

الفوائد الصحية: إن إزالة الأجزاء الآيلة للسقوط ومخاطرها تحمي السكان المحليين جراء أي احتمالية لوجود تصدعات أو تشققات في الهياكل غير المستقرة التي يمكن أن تسبب الضرر والأذى للسكان المحليين أثناء العواصف المطرية و الهوائية و من ناحية أخرى إن إزالة الأنقاض تقلل من خطر الإصابات الصحية الناتجة عن وجود الغبار الذي يسبب تلوث الهواء و بالإضافة إلى فرص تكاثر القوارض و الحشرات ضمن أكوام الأنقاض المهدمة التي تكون بيئة مناسبة لها. كما أن مسح قطاعات العمل من قبل فرق إزالة مخلفات الحرب تحمي المدنيين من مخاطر الإصابة أو الموت بسبب هذه المخلفات.

 

الفوائد الاقتصادية: إن إزالة الأنقاض وهدم المنشآت الآيلة للسقوط وإعادة تدوير الأنقاض لإنتاج مواد تساهم في إعادة الأعمار، وهو أمر ضروري للتعافي الاقتصادي، كما أنها تخلق فرص العمل وتحفز الاقتصادات المحلية من خلال توفير بديل مستدام و اقتصادي لمواد البناء وبالتالي تساهم في خفض تكاليف الإنتاج لمواد البناء. 

 

الفوائد البيئية: إن إعادة تدوير الأنقاض وتحويلها إلى مواد بناء يقلل من الحاجة في الاعتمادية على الموارد الطبيعية، ويقلل من نقل كميات كبيرة من الأنقاض بدون التخلص الصحيح والآمن لها.

 

إعادة بناء المجتمع: يساعد إزالة الأنقاض في استعادة الشعور بالطبيعة والمجتمع، كما يسمح للسكان النازحين بالعودة وإعادة بناء حياتهم. 

 

الرفاهية النفسية: إن رؤية التقدم في عملية التنظيف وإعادة البناء يمكن أن يعزز من الروح المعنوية والصحة العقلية للسكان المتضررين، وبالنسبة للسكان المحليين، فإن وجود الأنقاض هو تذكير يومي بالصدمة والدمار. ويمكن أن يكون لإزالة الأنقاض تأثير نفسي إيجابي، مما يشير إلى بدء إعادة الإعمار والشعور بالأمل في المستقبل، كما يمكن أن يساعد في تخفيف مشاعر النزوح والخسارة.

 

الموارد المخصصة للمشروع

ضمن هذا المشروع و في المشاريع المماثلة ضمن باقي المحافظات، تعمل الفرق الهندسية و العملياتية في الخوذ البيضاء، بالتنسيق بشكل يومي أثناء مشاريع إدارة الأنقاض للحفاظ على سلامة و أرواح المدنيين عبر فرق إزالة مخلفات الحرب التي تدعم الفرق الهندسية و التقنية قبل التعامل مع الأنقاض، حيث تقوم هذه الفرق بعمل مسح تقني للمواقع التي تعرضت للقصف والاشتباكات حيث تعتبرها أراضٍ ملوثة و بحاجة إلى التحقق من مخلفات الحرب المتبقية من أجل التخلص منها وفقاً لإجراءات العمل القياسية الخاصة بها، ومن ناحية أخرى، يتم التحقق من جاهزية كافة الآليات الثقيلة التي تعمل في المشروع بشكل دوري من خلال فرق الصيانة المختصة لضمان استمرارية العمل دون انقطاع وهذا يساعد في الانتهاء من أنشطة المشروع كما هو مخطط له. بالإضافة فإن هذا المشروع سوف يشارك فيه مقاولين خارجيين لتسريع عمليات نقل و ترحيل الأنقاض ضمن 16 حي من الأحياء الشرقية لمدينة حلب حيث سوف يساهم فرقنا في الإشراف الفني أثناء عمليات الترحيل لضمان تحقيق متطلبات السلامة المهنية في مواقع العمل للحد من حوادث العمل. 

 

 

الجهات التي يتم التنسيق معها

 

يتم التنسيق مع محافظة حلب و المجلس المحلي لمدينة حلب، ومن خلال التنسيق و التواصل المستمر مع رؤساء قطاعات الأحياء التابعة لمجلس المدينة يساهم في تحديد أولويات تنفيذ الأنشطة و الحصول على كافة الموافقات القانونية لإزالة الأنقاض و آلية التعامل مع الأبنية الآيلة للسقوط التي تشكل خطر على حياة المدنيين العائدين إلى المدينة.