الغرق يخطف حياة شابين في عطلة نهاية الأسبوع شمال غربي سوريا
"
رغم كل تحذيرات الدفاع المدني السوري عن خطورة المسطحات المائية شمال غربي سوريا (نهر العاصي - نهر الفرات - بحيرة ميدانكي - سواقي المياه في سهل الروج، وفي عفرين وريف حلب الشمالي)، لا يزال كابوس الغرق يخطف أرواح المدنيين ويشكّل خطراً على حياتهم
توفي شابان يوم أمس الجمعة 7 حزيران، بحادثتي غرق، الأولى لفتى يبلغ من العمر 17 عاماً، أثناء السباحة في مياه نهر الفرات في مدينة جرابلس شرقي حلب، والثانية لشاب يبلغ من العمر 27 عاماً، في مياه نهر العاصي بمدينة دركوش غربي إدلب.
بدورها فرق الإنقاذ المائي التابعة للدفاع المدني السوري سارعت لعمليات البحث فور تلقي البلاغ عن حالتي الغرق في كل من مدينتي دركوش وجرابلس، ولكن حال الغرق دون إنقاذهما على قيد الحياة
ومع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تزداد حالات الغرق في المسطحات المائية شمال غربي سوريا، مع قصد المدنيين للبحيرات والأنهار للسباحة والاستجمام، ولكن هذه المناطق خطرة جداً وتشهد في كل عام عشرات حالات الغرق.
ولتأمين سلامة المدنيين والحد من حالات الغرق وتسريع الاستجابة لها تُنشِئ فرق الإنقاذ المائي في الدفاع المدني السوري نقاطاً متقدمة في كل من بحيرة ميدانكي بريف حلب وعين الزرقا على نهر العاصي بريف إدلب، في كل صيف من كل عام، حيث تعد هاتان المنطقتان الأكثر كثافة للمدنيين الذين يقصدون المسطحات المائية في شمال غربي سوريا، مع استجابة الفرق لكل نداءات الاستغاثة التي تصلهم عن أية حالة غرق في ريفي إدلب وحلب.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية العام الحالي 2024 وحتى تاريخ 7 حزيران الحالي، لأكثر من 35 نداء استغاثة تتعلق بالمسطحات المائية شمال غربي سوريا، وأدت الحوادث التي استجابت لها فرقنا لوفاة 15 مدنياً بينهم 4 أطفال غرقاً في مياه المسطحات المائية (أنهار ، بحيرات، برك مائية، سواقي مياه)، وفيما أنقذت الفرق 5 حالات بينهم 3 أطفال كادوا أن يغرقوا.
وخلال العام الفائت 2023 استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 101 حالة غرق في المسطحات المائية شمال غربي سوريا، توفي على إثرها 44 مدنياً، وأنقذت فرقنا 115 مدنياً أغلبهم أطفال وشباب على قيد الحياة، وقدمت لهم الفرق الإسعافات اللازمة.
ورغم تقديم فرق التوعية في الدفاع المدني السوري جلسات توعوية دورية للمدنيين في ريفي إدلب وحلب وتوزيع بروشورات توعوية لهم تعرّفهم بخطر السباحة دون اتخاذ تدابير الأمن والسلامة، و ضرورة الابتعاد عن المسطحات المائية العميقة واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية لحماية أنفسهم وأطفالهم من الغرق، إلا أن حالات الغرق ما تزال ظاهرةً تخطف أرواح المدنيين وتعرض حياتهم للخطر.
وتعتبر المسطحات المائية في شمال غربي سوريا المتنفس الوحيد للأهالي من ضغوط الحرب والحياة، ولكنها تشكل خطراً يوازي المخاطر الأخرى التي يتعرضون لها بشكل يومي في حياتهم، ويجب عدم الاستهانة بمخاطر السباحة في المسطحات المائية، واتخاذ تدابير جدية تحول دون وقوع حوادث غرق جديدة.
"