تعرف على جهود الدفاع المدني السوري في الاستجابة لفيروس كورونا

الدفاع المدني السوري بدأ بالاستجابة للفيروس منذ 18 أذار الماضي وقبل تسجيل أي إصابة

تفرض الظروف التي يمرُّ بها الشمال السوري والنقص في الخدمات الطبية بسبب التدمير الممنهج الذي تعرضت له المرافق الطبية على مدى سنوات من حرب النظام وروسيا، البدء بخطوات جادة لتوفير جزء من المستهلكات الطبية لاسيما في ظل جائحة كورونا، وهذا ما فعله الدفاع المدني السوري بإنشاء معمل لانتاج الكمامات، ومعمل لإنتاج الأوكسجين باعتبارهما من أكثر المستهلكات سواء للكوادر الطبية أو للمرضى، بالإضافة إلى الجهود الأخرى من التعقيم والتوعية ونقل المصابين ودفن الوفيات، لتكون هذه خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء وتطوير القطاع الطبي بالتوازي مع الجهود التي تبذلها باقي المؤسسات والمنظمات العاملة في الشمال السوري.

معمل الكمامات

بعد وصول وباء كورونا للشمال السوري وتسجيل أول إصابة في 9 تموز الماضي، ازدادت أهمية الكمامة بشكل كبير وخاصة بالنسبة لمتطوعي الخوذ البيضاء والكوادر الطبية الذين يحتكون بشكل كبير مع المصابين فهي الخطُّ الأول للدفاع عنهم أمام فيروس كورونا، و أنشأ الدفاع المدني السوري خطاً لإنتاج الكمامات بقياسين (لتناسب الأعمار، والذكور والإناث) وفق معايير منظمة الصحة العالمية وهي مؤلفة من ثلاث طبقات، وينتج المعمل يومياً بين 25 ـ 30 ألف كمامة بمعدل شهري يقترب من 700 ألف كمامة، ويعمل 32 متطوعاً لمدة 24 ساعة موزعين على 4 زمر، للاستمرار بتأمين أكبر عدد من الكمامات التي تحتاجها الكوادر الطبية.

ويبلغ عدد الكمامات الموزعة منذ بداية الإنتاج نحو 2 مليون كمامة، ويستهدف التوزيع المراكز الصحية والمشافي التابعة لمديريات الصحة في الشمال السوري ويقدر عدد المستفيدين من الكوادر الطبية 7 آلاف شهرياً، إضافة لمتطوعي الخوذ البيضاء والذين يقدر عدد المستفيدين منهم 2600 متطوع شهرياً.

معمل الأوكسجين

يعتبر الأوكسجين من أهم المستهلكات الطبية للمصابين بفيروس كورونا، ومادة مهمة في عمل المشافي والنقاط الطبية وقد يعني توفر اسطوانة إنقاذ روح شخصاً حياته في خطر، وخاصة الحالات الحرجة، وبدأ الدفاع المدني السوري بالتخطيط مبكراً لإنشاء معمل الأوكسجين وحتى قبل تسجيل أي إصابة في الشمال السوري، بعد أن تبين أن الحاجة للأوكسجين تكون كبيرة جداً وهي المادة الأهم، حيث عجزت بعض الدول عن توفيرها بالوقت المناسب للمصابين ما رفع عدد الوفيات،وتم تجهيز المعمل والبدء بالانتاج بتاريخ 5 أيار 2020.

وكانت القدرة الإنتاجية للمعمل ترتبط بالحاجة اليومية ولكن بعد تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا في الشمال السوري بـ 9 تموز، تم رفعها إلى 500 لتر يومياً، حيث بلغت الكمية المنتجة في شهر تشرين الثاني الماضي، 9 آلاف لتر، معبأة باسطوانات مختلفة الأحجام بين كبيرة سعة 50 لتر وصغيرة سعة 10 لتر، وتتجاوز الكمية التي تم إنتاجها منذ تأسيس المحطة 17 ألف لتر.

وتم توزيع اسطوانات الأوكسجين على مشافي الحجر الصحي ( 7150 لتر) ومراكز الدفاع المدني السوري بما فيها منظومة الإسعاف (5500 لتر)، وللحالات الخاصة من المدنيين الذين يتم حجرهم في المنازل (4350 لتر).

الاستجابة الاحترازية

مع بدء انتشار فيروس كورونا في العالم ودول الجوار بدأت فرق الدفاع المدني السوري بالعمل ضمن الإمكانات المتاحة لمواجهة الجائحة وحماية المدنيين، وأطلقت في 18 آذار حملة لتطهير وتعقيم احترازية للمرافق العامة والمخيمات مع حملات توعية سواء بالجولات المباشرة أو عبر الملصقات الجدارية ا، وتم تنفيذ أكثر من 77 ألف عملية تطهير وتعقيم للمنشآت الحيوية والمخيمات في الشمال السوري، حيث تعمل فرق متخصصة على تطهير المرافق العامة والمخيمات، وتكرر تطهيرها لاسيما التي تشهد كثافة عالية للمدنيين كالمشافي والمدارس والمساجد.

وبالتوازي مع عمليات التطهير بدأت فرق الدفاع المدني السوري بتنفيذ حملات توعوية وتقديم إرشادات وقائية للمدنيين، بهدف الوقاية من فيروس كورونا ومنع انتشاره، ونفذت الفرق 17614 جلسة توعوية، استهدفت بالدرجة الأولى مخيمات النازحين، المنشآت التعليمية، والمرافق الحيوية الأخرى التي تشهد حركة للمدنيين فيها، كما نفذت الفرق مئات العمليات الأخرى من وضع ملصقات توعوية في الأسواق والأماكن العامة.

نقل المصابين ودفن الوفيات

يعمل الدفاع المدني السوري وفق خطة الطوارئ التي تم العمل عليها بوقت سابق مع مديريات الصحة والمنظمات الطبية بهدف السيطرة على الوباء ومنع انتشاره، وتقوم فرق مختصة من الدفاع المدني السوري بنقل الوفيات من مراكز الحجر الصحي والمشافي الخاصة بفيروس كورونا ليتم دفنها وفق إجراءات ومعايير السلامة لمنع انتقال العدوى، ودفنت فرقنا منذ تسجيل أول حالة وفاة في 18 آب حتى 14 كانون الأول 355 حالة، ولا يشترط أن يكون سبب الوفاة للحالات التي تم دفنها هو فيروس كورونا، لكن باعتبار أن نقلها تم من المشافي والمراكز الخاصة بالفيروس تتخذ جميع إجراءات الوقاية.

وتعمل فرق مختصة من الدفاع المدني السوري والتي يبلغ عددها 32 فريقاً بالإضافة لفريق مختص في جميع مراكز الدفاع المدني السوري الموزعة بالشمال السوري، على نقل المصابين بالفيروس أو من يشتبه بإصابتهم من المشافي ومراكز الحجر الصحي، وبلغ عدد الحالات التي تم نقلها منذ تسجيل أول إصابة في 9 تموز حتى 14 كانون الأول 1253 إصابة.

ومايزال الشمال السوري يسجل بشكل يومي المئات من الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد_19)، في ظل استنزاف القطاع الطبي وعدم قدرته على استقبال جميع الحالات الخطرة، وضعف التزام المدنيين باجراءات الوقائية، فيما يفاقم ضعف الخدمات وعدم القدرة على تطبيق التباعد الاجتماعي بالمخيمات من زيادة انتشار العدوى بالفيروس، ويبلغ إجمالي عدد الإصابات بالفيروس حتى الثلاثاء 15 كانون الأول 18949 حالة شفي منها أكثر من 9 آلاف، ووصل عدد الوفيات 260 حالة، وذلك وفق إحصاءات شبكة الإنذار المبكر.