6 شهداء بينهم 3 أطفال و متطوع في الدفاع المدني السوري... ضحايا مجزرة قرية سرجة
التصعيد العسكري على شمال غربي سوريا ينذر بكارثة إنسانية جديدة ويثبت أن نظام الأسد وروسيا مستمرون في حربهم على السوريين
تستمر قوات النظام وروسيا بتصعيد قصفها على قرى ريف إدلب الجنوبي، حيث ارتكبت صباح اليوم السبت 17 تموز مجزرة جديدة بحق المدنيين في قرية سرجة بريف إدلب الجنوبي راح ضحيتها 6 قتلى بينهم المتطوع في الدفاع المدني السوري همام العاصي و3 أطفال أشقاء وجدتهم وأصيب 6 مدنيين بينهم طفلة ومتطوعان في الدفاع المدني السوري.
واستهدفت قوات النظام وروسيا صباح اليوم قرية سرجة جنوبي إدلب بقذائف مدفعية موجهة بالليزر ما أدى لمقتل 3 أطفال وجدتهم وهم داخل منزلهم وأصيب 3 مدنيين وعندما هرع متطوعو الدفاع المدني السوري لمحاولة إنقاذ المدنيين من تحت ركام منزلهم استهدفتهم المدفعية بقصف مزدوج ما أدى لإصابة ثلاثة متطوعين، واستشهد لاحقاً المتطوع همام العاصي متأثراً بإصابته.
وارتفعت وتيرة هجمات النظام وحليفه الروسي على شمال غربي سوريا منذ بداية شهر حزيران الماضي وتركزت بشكل كبير على جبل الزاوية وسهل الغاب، ووثق الدفاع المدني السوري أكثر من 220 هجوماً منذ بداية حملة التصعيد العسكرية في 5 حزيران حتى اليوم، تسببت بمقتل أكثر من 56 شخصاً، من بينهم 16 طفلاً و8 نساء، بالإضافة إلى متطوعين في الدفاع المدني السوري، فيما أصيب نحو 115 شخصاً، من بينهم 30 طفلاً و13 متطوعا من متطوعي الخوذ البيضاء .
وتصرّ روسيا وقوات النظام وبشكل مستمر على الاستهداف المتعمد لفرق الدفاع المدني السوري من خلال استهداف مراكز الدفاع المدني السوري والاستهداف المزدوج والمتكرر للفرق أثناء استجابتها وعملها على انتشال العالقين، بهدف قتل الشهود على إجرامها وطمس الحقائق، حيث استهدفت قوات النظام وروسيا فرق الدفاع المدني السوري 6 مرات منذ بداية شهر حزيران بينها استهدافان للمراكز وأربعة استهدافات للفرق أثناء إنقاذ المدنيين، وخلفت تلك الهجمات شهيدين و13 مصاباً من المتطوعين.
وتتعمد قوات النظام وروسيا في القصف استخدام القذائف المدفعية الموجهة بالليزر (كراسنوبول) لتحقق إصابات دقيقة لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين والمستجيبين الأوائل من فرق الدفاع المدني السوري والعاملين في الاستجابة الطارئة، وبهدف تدمير المنشآت الخدمية ومقومات الحياة.
وتواجه فرق الإسعاف والإنقاذ في الدفاع المدني السوري صعوبة كبيرة في الاستجابة لحالات القصف في الآونة الأخيرة، إذ تتعمد قوات النظام الاستهداف المزدوج للأماكن التي تقصفها بهدف منع فرق الإسعاف والإنقاذ من الوصول إلى المكان ما يزيد الوضع سوءاً.
لم تلتزم روسيا وقوات النظام باتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه في الخامس من آذار 2020 حيث وثّقت واستجابت فرق الدفاع المدني السوري خلال النصف الأول من عام 2021 أكثر من 702 هجمة استهدفت منازل المدنيين والمنشآت الحيوية في شمال غربي سوريا، من قبل قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهما، تسببت تلك الهجمات بمقتل أكثر من 110 أشخاص، من بينهم 23 طفلاً و19 امرأة، ومتطوعان من الدفاع المدني السوري، وتمكنت فرق الدفاع المدني السوري من إنقاذ وإسعاف 296 شخصاً أصيبوا جراء تلك، من بينهم 52 طفلاً تحت سن الـ 14، و13 متطوعاً بالدفاع المدني السوري.
ولم تكتفِ روسيا بقتل السوريين بل وفي تحدٍ صارخ للمبادئ الإنسانية، أكد وزير الدفاع الروسي أن بلاده قد جربت أكثر من 320 نوعاً من أسلحتها في سوريا، ما يعد دليلاً واضحاً على تورطها بالحرب على الشعب السوري واستخدامها للأسلحة المحرمة دولياً.
إن التصعيد العسكري على شمال غربي سوريا ينذر بكارثة إنسانية جديدة ويثبت أن نظام الأسد وروسيا مستمرون في حربهم على السوريين وخرق جميع التفاهمات التي وقعوا عليها، وإن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية مطالبون بالوقوف بحزم إلى جانب المدنيين والعمال الإنسانيين في شمال غربي سوريا وتحمّل مسؤولياتهم ووقف هجمات نظام الأسد على أكثر من 4 ملايين مدني، واتخاذ موقف فعلي رادع يضع حداً لتلك الهجمات، والعمل بشكل فوري لمحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم.