
فاجعة في اللاذقية….مقتل وجرح 34 مدنياً بانفجار في المدينة
تعتبر مخلفات الحرب من أخطر التهديدات على حياة المدنيين، حيث يمكن أن تؤدي الانفجارات الناتجة عنها إلى إصابات جسيمة ووفيات، بالإضافة إلى تدمير الممتلكات والبنية التحتية، والحد من مخاطر هذه التهديدات هو مسؤولية الجميع لحماية الأرواح والممتلكات.
قتل 16 مدنياً بينهم 5 نساء و 5 أطفال، وأصيب 18 مدنياً بينهم 6 أطفال بجروح منها بليغة، جراء انفجار في محل للخردوات تحت مبنى سكني طابقي في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية، مساء أمس يوم السبت 15 آذار، (الانفجار ناجم عن مخلفات حرب وفق المعطيات الأولية وشهادات السكان)، وتسبب الانفجار بانهيار البناء السكني بشكل كامل وأضرار في المباني والمحلات التجارية المجاورة.
وبدأت فرق البحث والإنقاذ التابعة للدفاع المدني السوري " الخوذ البيضاء" أعمالها في المكان بعد بلاغ تلقته عن الانفجار في تمام الساعة 5:10 من مساء يوم السبت 15 آذار، وواجهت الفرق صعوبات خلال العمليات بسبب الدمار الكبير في البناء السكني المؤلف من 4 طوابق، وشارك في عمليات البحث والإنقاذ وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض 4 فرق من الخوذ البيضاء مزودين بمعدات خفيفة ومتوسطة وآليات حفر لتسريع العمليات، وأنهت الفرق الأعمال في تمام الساعة 7:30 من صباح يوم الأحد 16 آذار، بعد نحو 14 ساعة من العمل المتواصل.
وتأتي هذه الفاجعة في ظل ارتفاع بأعداد انفجارات مخلفات الحرب في المناطق السورية، والتي تركها نظام الأسد كموت مؤجل للسوريين، يهدد أرواحهم ويقوض أنشطتهم التعليمية والزراعية وسبل العيش، ويمنع المدنيين من العودة لمنازلهم ومن العمل في مزارعهم في مناطق سورية واسعة.
ومنذ بداية الشهر الحالي آذار 3-2025 حتى يوم 15 آذار، استجابت ووثقت فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، مقتل 26 مدنياً بينهم 11 طفلاً و 6 نساء، وإصابة 28 مدنياً بينهم 10 أطفال بجروح منها بليغة في 10 انفجارات لمخلفات الحرب والألغام في عموم المحافظات السورية.
وفي حادثة مشابهة للحادثة التي وقعت يوم أمس السبت 15 آذار في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية، استجابت فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في يوم الخميس 20 شباط 2025 لانفجار ذخائر من مخلفات الحرب وقع في بلدة النيرب شرقي إدلب، وبلغت حصيلة ضحايا الانفجار مقتل 8 مدنيين بينهم 3 أطفال أحدهم رضيع، وامرأتان، وإصابة طفلة بجروح، ودمار كبير في منازل المدنيين.
وبشكل شبه يومي تشهد سوريا حوادث انفجار لمخلفات الحرب، وتهدد مخاطر مخلفات الحرب والألغام التي زرعها نظام الأسد البائد كموت مؤجل للسوريين أرواح المدنيين وتتسبب بإصابات بليغة بينهم و تعمق مأساة المدنيين وتحد من أنشطتهم وتنقلاتهم والعودة لمنازلهم.
ووثق الدفاع المدني السوري، منذ تاريخ 27 تشرين الثاني 2024 حتى يوم السبت 15 آذار 2025، مقتل 96 مدنياً بينهم 23 طفلاً و9 نساء، وإصابة 133 مدنياً بينهم 48 طفلاً بجروح منها بليغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية.
وتواصل فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة (UXO) في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أعمالها بتطهير المناطق الملوثة بمخلفات الحرب، حيث تشمل الأعمال إجراء عمليات مسح غير تقني وتحديد المناطق الملوثة بمخلفات الحرب وإتلاف تلك الذخائر وتقديم جلسات التوعية بتلك المخلفات.
وخلال الفترة من 26 تشرين الثاني 2024 وحتى 2 آذار 2025، نفذت فرق إزالة مخلفات الحرب التابعة للدفاع المدني السوري 1229 عملية إزالة، تم خلالها التخلص من 1813 ذخيرة غير منفجرة ثلثها من القنابل العنقودية.
بالإضافة إلى تحديد 141 حقل ألغام ونقاط لوجود الألغام وقامت الفرق بتحديد أماكن هذه الحقول مع وضع علامات تحذيرية حولها وتحذير المدنيين منها بأساليب مختلفة كون فرقنا غير مختصة بإزالة الألغام وهذا أقصى ما تستطيع فعله بالفترة الحالية.
و قدمت الفرق 549 جلسة تدريب عملي للسكان قبل عودتهم إلى المناطق التي نزحوا منها.
وتخطط المؤسسة لزيادة عدد ونوعية تدريب الفرق العاملة في إزالة مخلفات الحرب، الخطط أولية وتشمل زيادة عدد الفرق من 6 فرق إلى 11 فريقاً، والتخطيط لتجهيز وتدريب فرق قادرة على التعامل مع الألغام وإزالتها وليس فقط مع مخلفات الحرب.
تُعتبر مخلفات الحرب والألغام تهديداً مستمراً على حياة المدنيين وسلامتهم. لذا، تقع المسؤولية على عاتق الجميع، للتكاتف للعمل معاً لحماية الأرواح وتقليل الخسائر، من خلال التعاون والتوعية، والالتزام بطرق التصرف الصحيح عند مصادفة أي جسم غريب من مخلفات والألغام دون الاقتراب منها أو لمسها وتحريكها، يمكننا بناء مستقبل أكثر أماناً وخالياً من مخاطر مخلفات الحرب.