
للحد من آثار الحرائق على المحاصيل الزراعية والغابات… الدفاع المدني السوري بالتعاون وزارة الطوارئ والكوارث يضع خطة استجابة طارئة مع بدء موسم الحصاد
يزداد خطر الحرائق الزراعية والحراجية مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موسم الحصاد، ويشكل هاجساً على المزارعين، في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الزراعي من خسائر في أغلب المناطق السورية، نتيجة تداعيات 14 عاماً مضت من الحرب، وموجة جفاف غير مسبوقة تعيشها البلاد أدت إلى تقلص المساحات المزروعة، ما ينعكس بصورة سلبية على الأمن الغذائي.
خطة الاستجابة لحرائق الصيف الموسمية 2025
واستجابة لهذا الواقع وضعت منظمة الدفاع المدني السوري بالتنسيق مع وزارة الطوارئ والكوارث السورية خطة شاملة ضمن الإمكانات المتاحة للاستجابة السريعة والمنظمة لهذه الحرائق بالتعاون مع أفواج الإطفاء ومراكز حماية الغابات، بهدف تقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات، والحد من الآثار البيئية والاقتصادية المترتبة على هذه الحوادث المتكررة خلال الموسم وحماية الأمن الغذائي بحماية المحاصيل الزراعية.
وتغطي الخطة كافة المناطق السورية التي يمكن لفرق الدفاع المدني السوري العمل فيها، بما يتناسب مع توزع هذه المراكز والمساحات المزروعة في كل منطقة، حيث أجرت الفرق دراسة شاملة بنيت على عمليات مسح جغرافي لتحديد المراكز الأكثر قرباً وتغطيتها للمساحات المزروعة، وبناءً على تجارب السنوات السابقة وجمع البيانات اللازمة، تمت دراسة وتقييم احتياج هذه المراكز من معدات ومواد وكوادر وتعزيزها بما يلزم، وتحديد المراكز المؤازرة لكل مركز رئيسي، والطرق الآمنة والسريعة لسلكها أثناء التوجه للمؤازرة، وتعزيز قنوات الاتصال ورفع الجاهزية للاستجابة المباشرة.
محاور خطة الاستجابة للحرائق الصيف الموسمية 2025:
أولاً: التنسيق المؤسسي مع الجهات المعنية على مستوى مديريات الدفاع المدني السوري:
ضمن المحور الأول من الخطة، تم تفعيل قنوات تنسيق فعالة مع كل من:
- مديريات الزراعة: لتحديد المناطق عالية الخطورة ومواقع المحاصيل التي تحتاج إلى مراقبة دائمة.
- مديريات المياه: لضمان الوصول السريع إلى مناهل المياه اللازمة أثناء عمليات الإطفاء، وتجهيزها مسبقاً بما يلزم من تجهيزات داعمة.
- مراكز حماية الغابات: للتنسيق في إنشاء نقاط الاستجابة وتبادل المعلومات حول الأحراش المعرضة لخطر الاشتعال.
تتم متابعة هذا التنسيق من خلال تشكيل غرف تنسيق فرعية في عدة مناطق جغرافية تعمل على مدار الساعة، بالإضافة إلى وضع خطة مسارات واضحة لفرق الإطفاء للوصول السريع لمصادر المياه.
ثانياً: تخطيط وتفعيل نقاط الاستجابة المتقدمة
لضمان الجاهزية العالية وسرعة الاستجابة، تم التخطيط لتفعيل 36 نقطة استجابة متقدمة موزعة وفق تقييم المخاطر الجغرافية وكثافة الغطاء النباتي، وهي:
- النقاط الجوالة 10: مزودة بصهاريج مياه، معدات إطفاء خفيفة، وأفراد مدربين، مخصصة للتدخل السريع في مناطق متفرقة.
- النقاط الثابتة 26: مزودة بتجهيزات كاملة من آليات وخراطيم مياه وخزانات، وتعمل كنقاط دعم لوجستي للمناطق المحيطة، حيث تم تفعيل 12 نقطة و 14 نقطة مازالت في إطار التجهيز.
يتم تشغيل هذه النقاط بالتعاون مع مديريات الزراعة والمياه ومراكز حماية الغابات، وتضم كوادر من الدفاع المدني مدربة على الإطفاء ومجهزة للتعامل مع مختلف أنواع الحرائق، خاصة حرائق القمح والشعير، والأشجار المثمرة، والأحراش الجبلية.
ثالثاً: محور التوعية المجتمعية والوقاية
تدرك فرق الدفاع المدني أن جانب الوقاية لا يقل أهمية عن الاستجابة، لذا تم تكثيف الجهود في التوعية المجتمعية من خلال:
- إنتاج ونشر بروشورات توعوية توضح السلوكيات الخطرة في فصل الصيف وكيفية الإبلاغ عن الحرائق.
- إطلاق حملات توعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون المحلي لرفع الوعي حول طرق الوقاية والإجراءات الاستباقية.
إن هذه الخطة الشاملة تمثل استجابة استباقية لمخاطر فصل الصيف، وتعكس التزام الدفاع المدني السوري بحماية المجتمعات المحلية والموارد الطبيعية، كما تؤكد على أهمية التكامل والتعاون بين مختلف الجهات الرسمية والمجتمع المحلي للحد من آثار الحرائق التي تزداد وتيرتها عاماً بعد عام بسبب التغيرات المناخية وسلوكيات بشرية غير آمنة.
وفي ظل ضعف الإمكانات المادية واللوجستية في هذه المرحلة، تبقى هذه الخطوات الموضوعة تمثل الحد الأدنى من الاستعداد الذي يمكن أن يسهم في تخفيف أخطار الحرائق والحد من خسائرها على السكان والبيئة، مع التأكيد على أن تطوير هذه الجهود وتعزيز قدرات الاستجابة يتطلب دعماً إضافياً وتوسيعاً للشراكات.
ويبقى الوعي المجتمعي، والتنسيق متعدد القطاعات، والاستعداد الميداني المبكر، أدوات أساسية لمواجهة موسم صيف يُتوقع أن يكون أكثر صعوبة، خاصة في ظل وجود مؤشرات على احتمال افتعال بعض الحرائق في مناطق متفرقة، ما يضع على عاتق الجميع مسؤولية مضاعفة في الرصد والتدخل المبكر والحماية الشاملة.
منذ بداية العام الحالي 2025 حتى يوم 11 أيّار، أخمدت وبرّدت فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري 3371 حريقاً في المناطق السورية، كان منها 1031 حريقاً في منازل ومبانٍ سكنية، 259 حريقاً في الحقول الزراعية، و 697 حريقاً في الأعشاب والأشجار على جوانب الطرقات الرئيسية والفرعية، و 148 حريقاً في الغابات، و 167 حريقاً في الحدائق، و 45 حريقاً في المخيمات، وحرائق أخرى في أسواق ومحطات وقود، ومستشفيات ومدارس وأبنية
عامة، ومعامل ومخابز.
تسببت هذه الحرائق بوفاة 38 مدنياً بينهم 13 طفلاً و 8 نساء، وإصابة 206 مدنياً بحروق وحالات اختناق، بينهم 46 طفلاً و 57 امرأة.