
بيان حول استقالة "رائد الصالح" من منصب رئيس الخوذ البيضاء ومديرها العام وتسلمه منصب وزير " الطوارئ والكوارث والبيئة" في الحكومة السورية
بعد سنواتٍ من قيادة "رائد الصالح" لمنظمة الخوذ البيضاء، ومسيرته الحافلة في العمل الإنساني، ومع قبوله بشغل منصب وزير لوزارة "الطوارئ والكوارث والبيئة" المستحدثة في حكومة وطنية جديدة وتعددية، هدفها خدمة جميع السوريين وتلبية تطلعاتهم، قدّم "الصالح" استقالته من منصبه كرئيس لـ "الخوذ البيضاء" ومن جميع المناصب التي يشغلها في مجالس إدارة الكيانات التابعة للمنظمة.
ووفقاً للنظام الداخلي للمنظمة، سيتولى منير مصطفى، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الشؤون الإنسانية، قيادة الخوذ البيضاء مؤقتاً إلى حين انتخاب رئيس جديد من قبل الهيئة العامة للمنظمة في مؤتمرها السنوي القادم، وقاد "مصطفى" برامجنا الإنسانية لعقد من الزمن وكان من أوائل رجال الإطفاء الذين انحازوا لمبادئهم، و انشق عن "نظام الأسد" وأسس أول مركز للدفاع المدني في محافظة حلب.
لقد تمكنت الخوذ البيضاء تحت قيادة "رائد الصالح"، وبفضل تضحيات الشهداء وتفاني المتطوعين والمتطوعات والتزامهم بمبادئ وقيم المنظمة والعمل الإنساني، من تحقيق إنجازات عظيمة، وإنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح، ودعم صمود المجتمعات المتضررة من الحرب والكوارث وإيصال أصوات السوريين إلى العالم، وبناء حالة فريدة من العمل الإنساني المؤسساتي الاحترافي الوطني التي يفخر فيها كل السوريين.
"الصالح" الذي يشبه كل سوري وكل متطوع في المنظمة، كانت مساهمته كبيرة جداً كإنسان وطني، وقاد المنظمة في أصعب الظروف في تاريخ سوريا الحديث وسط الحرب والكوارث، وكان مدافعاً صلباً عن العدالة وعن حقوق السوريين، وحمل همومهم وآمالهم بثبات، متحدثاً باسمهم في المحافل الدولية، وموحداً جهودنا جميعاً نحو هدفنا الأسمى في إنقاذ الأرواح وبناء وطن يحفظ كرامة السوريين وحقوقهم.
إننا ونحن نشهد انتقاله إلى دور جديد في خدمة الشعب السوري، نشعر بالفخر بما حققناه معاً تحت قيادته، ونتمنى له كل النجاح في هذه المهمة الوطنية الكبرى، كما نجدد العهد لكل السوريين بأننا سنظل في الخوذ البيضاء أوفياء لمبادئنا الإنسانية، ثابتين على قيمنا، ملتزمين دائماً بالمصلحة الفضلى لسوريا وأهلها، ومساهمين في بناء دولة مؤسسات قوية ومزدهرة.
يمر السوريون بمرحلة مفصلية تتطلب حكومة ذات كفاءة تقنية وقدرة على مواجهة تحديات المرحلة، ونرى في الخوذ البيضاء أن انضمام "رائد الصالح" إلى هذه الحكومة الجديدة يعزز الأمل في بناء سوريا حرة ومستقرة وهو دليل على قوة الإنجازات التي حققتها منظمتنا وحياديتها و احترافيتها في الاستجابة والعمل الإنساني، كما أنه إنجاز مهم للمجتمع المدني السوري.
لقد وقعنا قبل عشر سنوات ميثاقنا التأسيسي "ميثاق المبادئ"، والذي أكدنا من خلاله التزامنا عند توقف الحرب بالشروع في مهمة إعادة بناء سوريا كأمة مستقرة ومزدهرة ومحبة للسلام والتي يمكن فيها تحقيق تطلعات الشعب السوري الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وانطلاقاً من هذا الالتزام ننوي نقل جزء من مهام منظمة الخوذ البيضاء المتعلقة بالدفاع المدني إلى وزارة "الطوارئ والكوارث والبيئة" في الحكومة السورية، بما يسهم في تعزيز بناء مؤسسات وطنية فعالة لخدمة السوريين، وقد تم تشكيل لجنة خاصة لوضع آلية تنفيذية واضحة وشفافة لهذا الانتقال خلال فترة انتقالية مدروسة.
نؤكد للشعب السوري، ولأصدقائنا، ولكل من يؤمن برسالتنا الإنسانية، أن الخوذ البيضاء مستمرة في عملها كما كانت خلال العشر سنوات الماضية باستقلالية وحيادية تامة، ملتزمة بمهمتها النبيلة في مساندة السوريين ودعم تعافي المجتمعات، والدفاع عن العدالة في سوريا.