معاناة متكررة….الرياح القوية تقتلع خيام المهجرين قسراً في الشمال السوري

الكارثة التي يعيشها المهجرون قسراً في الشمال السوري لاتنتهي إلا بعودتهم لمنازلهم ومحاسبة نظام الأسد وحلفائه

ضربت عاصفة مطرية مترافقة برياح قوية تجاوزت سرعتها 80 كم/سا الشمال السوري خلال الساعات الماضية، مخلفة أضرار مادية في عدد من المخيمات والتجمعات السكنية.

واقتلعت الرياح العاصفة نحو 100 خيمة في مخيمات شمال غربي سوريا خلال الساعات 24 الماضية، أكثر من 40 خيمة في مخيم عيون عارة قرب جسر الشغور بريف إدلب الغربي.

كما اقتلعت عشرات الخيام في مخيمات سكة حيلا بسهل الروج جنوبي إدلب ، و في مخيمات سرغايا شهرناز وسرغايا قدورة قرب مدينة أرمناز، ومخيم أرض السوس في محيط حربنوش بريف إدلب الشمالي، وامتدت العاصفة لريف حلب الشمالي وأدت لأضرار بسيطة في بعض الخيام بمخيمات عشوائية قرب مدينتي اعزاز وأخترين.

ولم تقتصر أضرار الرياح القوية على المخيمات، حيث تهدمت بعض الجدران الآيلة للسقوط في أريحا وإحسم جنوبي إدلب، وأغلبها متصدعة بسبب القصف والغارات السابقة للنظام وروسيا، فيما تضرر نحو 20 محلاً تجارياً مغطاة بألواح الصاج، في ناحية راجو بريف عفرين.

وقامت فرق الدفاع المدني السوري بمساعدة النازحين بإعادة نصب بعض الخيام المتضررة، فيما كانت أغلب الخيام مهترئة ولم تتمكن الفرق من إعادة نصبها،

كما أزالت ركام الجدران المتهدمة، وأعادت تركيب الأسقف المعدنية للمحلات التجارية في ناحية راجو شمالي حلب.

ويوم أمس الأربعاء 24 آذار، اقتلعت الرياح العاصفة عددا من الخيام في مخيمات حربنوش والشيخ بحر وكفربني بريف إدلب الشمالي الغربي، كما تضرر عدد من المخيمات وغمرت مياه الأمطار خيام النازحين في مخيمات الزوف ريف جسر الشغور غربي إدلب، بعد هطول أمطار غزيرة.

وتعرض شمال غرب سوريا في شهر كانون الثاني الماضي لعاصفتين جويتين، وأدت الأمطار والسيول لأضرار بشرية ومادية، بالتوازي مع انخفاض درجات الحرارة ما فاقم معاناة النازحين لاسيما الأطفال والنساء في ظل فقدان جميع مقومات الحياة، حيث توفي طفل وأصيب 4 أطفال آخرين جراء انهيار خيامهم التي بنيت جدرانها من "البلوك" واسقفها من النايلون.

واستجابت فرق الدفاع المدني السوري في العاصفتين، لأكثر من 283 مخيماً في ريفي إدلب وحلب تضررت بفعل السيول والأمطار، وبلغ عدد الخيام التي تضررت بشكل كلي (تهدمت أو دخلتها المياه) أكثر من 600 خيمة، وعدد الخيام التي تضررت بشكل جزئي ( تسرب إليها الماء أو أحاط بها) أكثر من 3500 خيمة، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بشكل كبير، نحو 4 آلاف عائلة.

وكان الدفاع المدني السوري بدأ في 25 شباط مشروعاً خدمياً لتبحيص طرقات في 30 مخيماً بهدف تحسين إمكانية وصول المدنيين إلى المساعدات والمرافق الأساسية اللازمة لحياتهم، وذلك ضمن خطة الاستجابة الشتوية للمخيمات في شمال غربي سوريا.

ويعيش أكثر من مليون مدني هجرهم نظام الأسد وحليفه الروسي في مخيمات على الشريط الحدودي بريفي إدلب وحلب و يتجاوز عدد تلك المخيمات 1300 مخيماً، بينها أكثر من 400 مخيم عشوائي، تفتقد للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي، وتتكرر مأساة النازحين فيها في كل فصل شتاء بسبب الأمطار التي تغرق الخيام.

إن كل الجهود التي تقوم بها مؤسسات الإغاثة والعمل الإنساني غير كافية بسبب حجم الكارثة التي يعيشها المهجرون قسراً في الشمال السوري، فقطع القماش لن تحميهم برد الشتاء وحر الصيف ويبقى الحل لإنهاء مأساتهم هو بعودة كريمة دون وجود تهديد لحياتهم من نظام الأسد وحلفائه.