في إطار جهود التعافي…تنفيذ أنشطة خدمية حيوية لإعادة تدوير الأنقاض وتأهيل البنية التحتية في ريفي حلب وإدلب

بعد مرور أكثر من عامين على كارثة الزلزال المدمر 6 شباط 2023، ما زالت آثار الدمار الذي خلفه الزلزال ظاهرة في المناطق التي تعرضت للضرر الشديد، وفاقم الزلزال معاناة السكان بعد سنوات من الحرب وتدمير البنية التحتية وهشاشتها وتراجع عمليات تأهيلها وصيانتها.

وانطلاقاً من أهمية تعافي المجتمعات وإعادة تأهيل البنية التحتية وبدعم من الاتحاد الأوروبي عملت فرق برنامج تعزيز المرونة المجتمعية في الخوذ البيضاء، على إعادة تقييم لهذه المجتمعات المتضررة وبالتنسيق مع المجالس المحلية من أجل تحديد أولويات التدخل للأنشطة الخدمية التي تساهم في تعافي هذه المجتمعات. 

 

 

 

الأنشطة الخدمية التي تنفذ بدعم من الاتحاد الأوروبي:

النشاط الخدمي الأول: إدارة الأنقاض وإعادة استخدامها: 

تمثل الأنقاض المتراكمة، سواء كانت مباني مهددة بالانهيار تشكل خطراً مباشراً على حياة المدنيين، أو أكوام ركام مهجورة تتحول إلى بؤر لتكاثر الحشرات الضارة ومصدر لأمراض تهدد الصحة العامة، تحدياً كبيراً أمام تعافي المدن والبلدات المتضررة.

رغم الأهمية البالغة لترحيل الأنقاض في دعم جهود التعافي، إلا أن القيام بذلك دون إدارة فعّالة أو معالجة مناسبة قد يؤدي إلى آثار سلبية، أبرزها التعدي على الأراضي الزراعية وتراجع المساحات المنتجة، مما يشكّل تهديداً للأمن الغذائي.

وانطلاقاً من التزامنا بحماية المجتمعات، عملت الفرق الهندسية في الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" على تطوير حلول فعالة لتحويل هذا التحدي إلى فرصة و منفعة للمجتمع، عبر إعادة تدوير الأنقاض واستخدامها ضمن مشاريع إعادة تأهيل الطرق، من خلال وضعها كطبقة ما قبل الأساس، مما يسهم في تحسين البنية التحتية وتعزيز إمكانية الوصول إلى المرافق الحيوية كالمراكز الصحية والمدارس، وبالتالي دعم استقرار المجتمعات المتأثرة.

يستهدف هذا النشاط كل من المناطق التالية:  

  • ـ عفرين في محافظة حلب.
  • إدلب المدينة - أريحا - جسر الشغور في محافظة إدلب.

 

ووفق التقديرات فإن كمية الأنقاض المتوقع إعادة تدويرها تبلغ أكثر من 10 آلاف متر مكعب من الأنقاض الناتجة عن هدم المباني الآيلة للسقوط والتي تسبب خطر على حياة المدنيين في المجتمعات المستهدفة، ويتم العمل على النشاط من بداية شهر نيسان وسيستمر إلى تموز 2025. 

بالنسبة للأنشطة المنجزة في شهر نيسان 2025 على مستوى المناطق على النحو التالي: 

  • جسر الشغور: تم هدم و ترحيل أكثر من 2000 متر مكعب من الأنقاض. 
  • أريحا: تم هدم و ترحيل أكثر من 1800 متر مكعب من الأنقاض. 

ويوجد في الخوذ البيضاء وحدة متخصصة لإدارة الأنقاض تضم كافة الآليات و المعدات و الخبرات الفنية المتراكمة من أجل تقديم الخدمات بالجودة المطلوبة بالتنسيق مع المجتمعات المحلية. 

 

موقع لإعادة تدوير الأنقاض في جسر الشغور – محافظة إدلب 

 

إعادة تدوير الأنقاض في بلدة تل الكرامة – محافظة إدلب 

 

 

إعادة إستخدام الأنقاض لتأهيل الطرقات كطبقة ما قبل الأساس – بلدة تل الكرامة – محافظة إدلب

 

 

 

النشاط الخدمي الثاني: إعادة تأهيل البنية التحتية (تأهيل الطرقات و تأهيل شبكات مياه الشرب والصرف الصحي): 

إن إزالة الأنقاض و إعادة تدويرها غير كافية لتحسين الخدمات في المجتمعات التي تعرضت للزلزال، وإنما بحاجة إلى جهد و عمل تكاملي لتحسين و تعزيز الصحة العامة و الخدمات في هذه المجتمعات، و تعد خدمات تأهيل الطرقات و تأهيل شبكات المياه و الصرف الصحي والإصحاح من أهم احتياجات السكان نتيجة تضرر البنى التحتية وعدم صيانتها، وإن الحصول على المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي المناسبة، أمر ضروري للحفاظ على مقومات الصحة العامة والتخفيف من انتشار الأمراض، حيث تشكل الأمراض المنقولة بالمياه تهديداً خطيراً، ويساهم تنفيذ شبكات المياه والصرف الصحي بتقليل مخاطر تفشي الأمراض بشكل كبير، وبالتالي الحفاظ على صحة السكان، مع الوصول إلى المياه النظيفة للشرب والطهي والنظافة الشخصية، وينعكس ذلك بالحد من انتشار الأمراض مثل الكوليرا واللشمانيا وغيرها من الأمراض.
إن هذه الأنشطة تعتبر من أهم التدخلات السريعة  للحفاظ على الصحة العامة، وحماية البيئة، وتحسين نوعية الحياة، ودعم التنمية الاقتصادية، وتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وحماية المياه الجوفية من التلوث الناجم عن تسرب مياه الصرف الصحي، دعم المجتمعات المحلية عبر تأهيل البنى التحتية الأساسية.

 

يستهدف هذا النشاط كل من المناطق التالية:  

  • محافظة حلب:  الأتارب، إعزاز، عفرين، اخترين، صوران.
  • محافظة إدلب: أريحا، حارم، إدلب المدينة، جسر الشغور. 

 

 ومن المخطط أن يتم تأهيل أكثر من 3 كم من شبكات مياه الصرف الصحي و تأهيل حوالي 500 متر طول لشبكات مياه الشرب مع كافة الملحقات والإكسسوارات المطلوبة في المناطق التي يشكلها تنفيذ النشاط (فترة تنفيذ الأنشطة من نيسان إلى تموز 2025).

كما من المخطط تأهيل أكثر 12000 متر مربع تركيب بلاط الأنترلوك ضمن الأحياء والطرقات الرئيسية في المناطق التي تنفذ فيها الأنشطة، وبالنسبة لهذه الأعمال الخدمية سيكون هنالك تعاون و تشارك بين الخوذ البيضاء و المجتمعات المحلية بحيث يتم العمل معاً لتسريع عملية التعافي و تقديم الخدمات المطلوبة ضمن الوقت و الجودة المطلوبة. 

 

تأهيل شبكات الصرف الصحي في ريف إدلب

 

 

تركيب الأنترلوك في مركز مدينة إدلب

 

 

وتكثف فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) جهودها في التعافي، وتنفذ الآن مشروعاً لإزالة الأنقاض في أحياء  (الشعار – قاضي عسكر – كرم حومد) بمدينة حلب، بالتنسيق مع مجلس مدينة حلب ومديرية الخدمات ويهدف المشروع لإزالة وترحيل الأنقاض من المناطق المتضررة في الأحياء الثلاثة وفقاً للحقوق الملكية للأراضي والعقارات و وفقاً لمعايير السلامة المهنية أثناء العمل.

وتجهز الخوذ البيضاء للبدء في المرحلة الثانية ضمن 16 حي في مدينة حلب لإزالة الأنقاض و القيام بعمليات الهدم للأبنية وفقاً لتقارير لجنة السلامة العامة ومن المتوقع أن تبدأ منتصف أيار .

 

في أعقاب الزلزال، بدأت مؤسسة الدفاع المدني السوري سلسلة من مشاريع البنية التحتية، ولم تكن هذه المشاريع تهدف إلى إعادة بناء مرافق أساسية وإعادة تأهيل طرقات وشبكات مياه وصرف صحي فحسب، بل كانت تهدف أيضاً إلى تأمين الاستقرار للسكان وكان هذا الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى التخطيط طويل الأجل، ورغم أن المؤسسة كانت تعمل خلال السنوات السابقة على مشاريع خدمية لدعم الصمود المجتمعي والتعافي المبكر للمجتمعات، لكن الاختلاف بعد الزلزال كان كماً ونوعاً بهذه المشاريع والأعمال.

 

وبالتوازي مع تنفيذ المشاريع والأنشطة الخدمية، تستمر المنظمة في تقديم الأعمال والخدمات اليومية للسكان و خلال الربع الأول من العام الحالي 2025 قدمت فرق الدفاع المدني السوري 3955 عملاً خدمياً في المناطق السورية، تضمنت 620 مجتمعاً و 55 مخيماً، وكان من هذه الأعمال 1647 عملاً لفتح الطرقات المغلقة بالركام وإزالة الأنقاض منها في المدن والبلدات السورية، كما قدمت الفرق خدمات المياه والإصحاح وخدمات لوجستية مساعدة للتعافي وإعادة الحياة للمناطق المتضررة.

 

تؤكد منظمة الخوذ البيضاء التزامها بالمساهمة الفعّالة في إحداث التغيير الإيجابي الآني والمستدام في المجتمعات التي هي بحاجة للمساعدة بشكل عادل وشفاف يضمن صون كرامة المستفيدين أفراداً أو جماعات، مع مراعاة الأعراف والتقاليد والقوانين المحلية، ودون التسبب بأي أذى نتيجة أنشطتنا، سواء على المدى القريب، أو المتوسط، أو البعيد.