الأمطار الغزيرة مستمرة لليوم الثاني…الدفاع المدني السوري يستجيب لـ 132 مخيماً متضرراً خلال 48 ساعة الماضية

إن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على النظام وروسيا، وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين والنازحين

لليوم الثاني يستمر هطل الأمطار الغزيرة على مناطق شمال غربي سوريا، لتتفاقم معاناة المهجرين في المخيمات الذين باتوا على أبواب كارثة إنسانية، ليكون هذا العام هو الأسوأ مع ضعف المساعدات الإنسانية وعدم كفايتها للحد الأدنى من احتياجاتهم وانعدام أدنى مقومات الحياة، من نقص وسائل التدفئة وغياب قنوات الصرف الصحي، وانتشار فيروس كورونا.

واستجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ ليلة الأمس حتى مساء اليوم الاثنين 20 كانون الأول لـ 55 مخيماً في ريفي إدلب وحلب تضررت بفعل السيول والأمطار الغزيرة، وبلغ عدد الخيام التي تضررت بشكل كلي (تهدمت أو دخلتها المياه بالكامل) أكثر من 115 خيمة، وعدد الخيام التي تضررت بشكل جزئي ( تسرب إليها الماء) أكثر من 400 خيمة، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بأكثر من 500 عائلة.

وتضاف هذه الأضرار إلى الأضرار التي استجابت لها الفرق يوم أمس الأحد، إذا استجابت فرق الدفاع المدني السوري، لـ 77 مخيماً في ريفي إدلب وحلب تضررت بفعل السيول والأمطار، وبلغ عدد الخيام التي تضررت بشكل كلي (تهدمت أو دخلتها المياه بالكامل) أكثر من 100 خيمة، وعدد الخيام التي تضررت بشكل جزئي ( تسرب إليها الماء) أكثر من 550 خيمة، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بشكل كبير بأكثر من 620 عائلة، وتفاقمت الأضرار بهذه المخيمات جراء استمرار هطول الأمطار.

ليرتفع عدد المخيمات التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري خلال 48 ساعة لـ 132 مخيماً فيها أكثر من 215 خيمة تضررت بشكل كلي ونحو 1000 خيمة بشكل جزئي ، يقطن فيها أكثر من 1100 عائلة، وتشمل الإحصاءات المخيمات التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري وليس جميع المخيمات المتضررة، إذ أثّرت الأمطار على جميع المخيمات البالغ عددها أكثر من 1400 مخيم بشكل أو بآخر مع اختلاف حجم وطبيعة الضرر التي لحق بها.

وقام متطوعو الدفاع المدني السوري خلال استجابتهم للمخيمات بفتح قنوات لتصريف المياه، إضافة لتنظيف مجاري القنوات الموجودة، وسحب المياه من بعض التجمعات وجرف الوحل من طرقات مداخل بعض المخيمات لتسهيل حركة المدنيين، ومساعدة المدنيين للوصول إلى خيامهم وإخراج آلياتهم العالقة في الوحل، وما يزال المتطوعون يواصلون استجابتهم للمخيمات المتضررة ولنداءات المدنيين الذين يحتاجون المساعدة.

وتتكرر في كل شتاء مأساة المدنيين في مخيمات شمال غربي سوريا، بسبب طبيعة المنطقة التي تقام فيها المخيمات وغياب وسائل الوقاية لها من السيول كالسواتر الترابية أو قنوات تصريف وخاصة في المخيمات المبنية في الأودية، حيث تتعرض لأضرار كبيرة.

إن كل الجهود التي تقوم بها مؤسسات الإغاثة والعمل الإنساني غير كافية بسبب حجم الكارثة التي يعيشها المهجرون قسراً في الشمال السوري، وإن المأساة التي يعيشها النازحون لا يمكن حلها عبر تقديم الخدمات للمخيمات ولا بناء مخيمات إسمنتية فمعاناتهم أعمق من مجرد السكن، كما أن توطين النازحين في المخيمات ليس بحل، فهو انتقاص من حق المدنيين في العيش الآمن في منازلهم وإنما الحل الجذري والوحيد يكون في توفير الأمان للمدنيين للعودة إلى مساكنهم التي هجرهم منها نظام الأسد وحليفه الروسي.