عاصفة قوية تضرب الشمال السوري والخوذ البيضاء تستجيب لـ 25 مخيماً متضرراً
أكثر من 120 خيمة تضررت بشكل كامل و350 خيمة بشكل جزئي جراء العاصفة المطرية
ضربت عاصفة مطرية مترافقة برياح قوية الشمال السوري، الليلة الماضية، ما أدى لاقتلاع عدد من الخيام، إضافة لغمر مياه الأمطار عدداً من المخيمات مخلفة أضرار مادية كبيرة، ما زاد من معاناة المدنيين الذين لم تجف خيامهم بعد من العاصفة المطرية الماضية.
وأصيب طفل بجروح في مخيم سرغايا قدورة قرب بلدة أرمناز شمالي إدلب، فجر اليوم الأحد 31 كانون الثاني، نتيجة انهيار الخيمة التي يعيش فيها مع عائلته و المبنية جدرانها من البلوك (الطوب) وسقفها من النايلون، إثر العاصفة الهوائية و الهطولات المطرية الغزيرة.
وبلغ عدد المخيمات التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري اليوم الأحد 31 كانون الثاني في ريفي إدلب وحلب منذ منتصف الليل (حتى ساعة كتابة هذا التقرير) 25 مخيماً، تضررت بفعل السيول والأمطار والرياح القوية، وبلغ عدد الخيام التي تضررت بشكل كلي (تهدمت أو دخلتها المياه ولا يمكن العيش فيها) أكثر من 120 خيمة، وعدد الخيام التي تضررت بشكل جزئي ( تسرب إليها الماء أو أحاط بها) أكثر من 350 خيمة، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بشكل مباشر أكثر من 400 عائلة.
ومن أكثر المخيمات تضرراً كان مخيم "النهر" بعفرين بريف حلب الشمالي، المقام قرب مجرى نهر عفرين حيث غمرته مياه النهر بشكل كامل بعد ارتفاع منسوبها جراء الأمطار الغزيرة، وعملت فرق الدفاع المدني على إجلاء المدنيين للمساجد القريبة في المنطقة.
وبشكل عام فإن جميع المخيمات في الشمال السوري تضررت بنسب متفاوتة جراء هذه العاصفة، حيث لا يمكن للخيام القماشية مقاومة الرياح القوية والأمطار الغزيرة.
وقام متطوعو الدفاع المدني السوري خلال استجابتهم للمخيمات بفتح قنوات لتصريف المياه، إضافة لتنظيف مجاري القنوات الموجودة، وسحب المياه من بعض التجمعات التي يستحيل فتح قنوات بها وتصريفها بعيداً عن الخيام، وجرف الوحل من طرقات مداخل بعض المخيمات لتسهيل حركة المدنيين، ومساعدة المدنيين للوصول إلى خيامهم وإخراج آلياتهم العالقة في الوحل، ومايزال المتطوعون يواصلون استجابتهم للمخيمات المتضررة ولنداءات المدنيين الذين يحتاجون المساعدة، كما استجابوا لعدد من المنازل غمرتها المياه وقاموا بنضح المياه منها.
واستغلت فرق الخوذ البيضاء تحسن الأحوال الجوية خلال الأسبوع الماضي لمضاعفة الجهود في مساعدة المدنيين في المخيمات لاسيما التي تعرضت للأضرار بسبب العاصفة المطرية الأخيرة، حيث عملت الفرق على رفع سواتر ترابية لمنع تدفق المياه إليها إضافة لحفر قنوات لتصريف المياه منها.
وفي منتصف شهر كانون الثاني الحالي شهد الشمال السوري، عاصفة مطرية ترافقت بهطولات ثلجية، ما أدى لانهيار عدد من الخيام، حيث توفي طفل وأصيب 3 أطفال أخرين بجروح، فيما بلغ عدد المخيمات التي استجابت لها فرق الخوذ البيضاء من 16 حتى 19 كانون الثاني 225 مخيماً في ريفي إدلب وحلب تضررت بفعل السيول والأمطار، وبلغ عدد الخيام التي تضررت بشكل كلي (تهدمت أو دخلتها المياه) أكثر من 400 خيمة، وعدد الخيام التي تضررت بشكل جزئي ( تسرب إليها الماء أو أحاط بها) أكثر من 2900 خيمة، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بشكل كبير، أكثر من 3200 عائلة.
وقام الدفاع المدني السوري منذ بداية الشهر الحالي بتكثيف عملياته في المخيمات بريفي إدلب وحلب ونفذ نحو 6 آلاف عملية خدمية منذ بداية شهر كانون الثاني الحالي، وكانت الفرق وقبل بداية موسم الأمطار كثفت عملياتها في مخيمات النازحين، من تجهيز أرضيات المخيمات وفرشها بالحصى، وفتح طرقات وإقامة قنوات تصريف في محيط عدد من المخيمات لاسيما التي تقع في الأودية أو ضمن مجاري السيول لمنع المياه من الوصول للمخيمات.
ويعيش أكثر من مليون مدني هجرهم نظام الأسد وحليفه الروسي في مخيمات على الشريط الحدودي بريفي إدلب وحلب و يتجاوز عدد تلك المخيمات 1300 مخيم، بينها أكثر من 400 مخيم عشوائي، تفتقد للبنية التحتية الأساسية من طرقات ومياه وشبكات صرف صحي، وتتكرر مأساة النازحين فيها في كل فصل شتاء بسبب الأمطار التي تغرق الخيام.