موجة نزوح جديدة للمدنيين من ريف إدلب الجنوبي بعد مخاوف من هجوم عسكري محتمل للنظام وروسيا
استجابت فرقنا خلال شهر أيار الماضي لـ 50 خرقاً حيث استهدفت قوات النظام قرى جبل الزاوية بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية.
شهد ريف إدلب الجنوبي، اليوم الأربعاء 3 حزيران، موجة نزوح جديدة للمدنيين، باتجاه المخيمات الحدودية في ريف المحافظة الشمالي، ويأتي ذلك بالتزامن مع بوادر تصعيد عسكري للنظام وحليفه الروسي بعد شنهم الليلة الماضية غارات جوية للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار الأخير، ما أدى لازدياد المخاوف من استئناف الهجمات العسكرية.
ووثقت فرقنا صباح اليوم نزوح عدد من العائلات من قرى جبل الزاوية وخاصة المناطق القريبة من خطوط التماس والتي تشهد بشكل مستمر خروقات متواصلة من قبل قوات النظام، واستجابت فرقنا خلال شهر أيار الماضي لـ 50 خرقاً، حيث استهدفت قوات النظام قرى جبل الزاوية بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية.
وعاد 285 ألف نازح خلال الأشهر الثلاثة الماضية من أصل مليون نزحوا منذ شهر تشرين الثاني حتى توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 6 أذار، إلى مناطقهم التي هجرهم منها النظام وحليفه الروسي في ريفي إدلب وحلب، وذلك بعد مخاوفهم من انتشار فيروس كورنا في المخيمات التي كانوا يقيمون فيهم لصعوبة تطبيق اجراءات التباعد الاجتماعي، إضافة إلى الاكتظاظ الكبير، وغياب الخدمات .
ويلعب العامل الاقتصادي دوراً مهماً في دفع النازحين للعودة أيضاً، رغم المخاطر التي تنتظرهم، حيث يعاني النازحون من تردي أوضاعهم الاقتصادية في ظل شح المساعدات الإنسانية، وتزامنت عودتهم مع بدء الموسم الزراعي، لاسيما أن ريف إدلب يعتبر منطقة زراعية بامتياز وأغلب السكان يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة كمصدر رزق وحيد لهم.
إن شن النظام وروسيا لهجوم عسكري على الشمال السوري سيؤدي لموجة نزوح ثانية وستكون أثارها كارثية على المدنيين، كما أن النزوح سيطال مباشرة مدناً عاد إليها عدد كبير من سكانها كأريحا وجسر الشغور ومدينة إدلب، و سيضطر المدنيون للنزوح مرة أخرى إلى مخيمات الشريط الحدودي من جديد والبقاء تحت خطر الأمراض وتهديد فيروس كورونا الذي لا يزال احتمال انتشاره في المنطقة قائماً.
إن المجتمع الدولي مطالب بالضغط على النظام السوري وحليفه الروسي لتثبيت وقف إطلاق النار ومنع أي هجمات عسكرية محتملة على الشمال السوري، والعمل لعودة آمنة لجميع النازحين الذين تم تهجيرهم خلال الحملة العسكرية الأخيرة.