في ثالث أيام رمضان…ضحايا أطفال بقصف للنظام وروسيا على ريف إدلب
تواصل قوات النظام وروسيا شن الهجمات الإرهابية القاتلة على المدنيين وملاحقتهم دون أي رادع
صعّدت قوات النظام وروسيا قصفها على مناطق شمال غربي سوريا، اليوم الاثنين 4 نيسان، بعد هدوء نسبي تشهده المنطقة منذ نحو شهر ونصف، ويأتي هذا التصعيد في إطار سياسة ممنهجة لبث الذعر في نفوس المدنيين وفرض حالة من عدم الاستقرار، والضحايا هم المدنيون نزوحاً أو موتاً.
وقتل 4 أطفال ظهر اليوم الاثنين 4 نيسان، ثالث أيام شهر رمضان المبارك في قرية معارة النعسان بريف إدلب الشمالي الشرقي جراء قصف إرهابي من قوات النظام وروسيا استهدفهم أثناء عودتهم من المدرسة.
وتعرضت اليوم أيضاً قريتا سفوهن وفليفل بريف إدلب الجنوبي لغارات جوية روسية ألحقت أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين دون وقوع ضحايا من القصف.
وارتكبت قوات النظام وروسيا مجزرة في بلدة معارة النعسان في 12 شباط الماضي باستهدف عائلة تجلس أمام منزلها بقذيفة هاون ما أدى لمقتل 6 من أفراد العائلة (طفلان وامرأتان ورجلان) وأصيب طفلان بجروح متوسطة.
وتعتبر بلدة معارة النعسان من المناطق الخطرة كونها قريبة جداً من خطوط التماس مع قوات النظام وروسيا، وتعرضت البلدة لهجمات مكثفة من قبل قوات النظام وروسيا مطلع عام 2020 قبيل البدء بوقف إطلاق النار في 6 آذار من العام نفسه، وأدت تلك الهجمات لنزوح جميع سكانها عنها ودمار كبير في المنازل والبنية التحتية، وعاد أغلب سكان البلدة بعد رحلة نزوح إلى المخيمات التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة.
وتتعمد قوات النظام وروسيا التصعيد في قصفها على المدن والبلدات في مطلع شهر رمضان من كل عام، حيث قتلت طفلاً يبلغ من العمر 12 عاماً في أول أيام شهر رمضان من العام الفائت بقصفٍ مدفعي استهدف منزل عائلته في مدينة الأتارب.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري خلال الربع الأول من العام الحالي لـ 130 هجوماً جوياً ومدفعياً من قبل قوات النظام وروسيا تركزت على منازل المدنيين والمباني العامة والمنشآت الحيوية والخدمية التي استهدفها القصف والتي تعد مصدر رزقٍ لآلاف العوائل في شمال غربي سوريا، قتل على إثر تلك الهجمات 47 شخصاً بينهم نساء وأطفال فيما أنقذت فرقنا أكثر من 100 شخص من المصابين في تلك الهجمات.
لم تكتفِ روسيا ونظام الأسد من دماء السوريين بعد، فهي تمارس القتل بشتى أنواعه منذ 11 عاماً مع بداية الحرب في سوريا وتضيف المزيد من جرائمها إلى سجلها الحافل بالقتل، ونستذكر اليوم الذكرى المؤلمة في خان شيخون حيث ارتكبت قوات النظام مجزرة بحق المدنيين باستخدامها غاز السارين السام وقتل على إثر ذلك الهجوم أكثر من 90 شخصاً خنقاً بغاز السارين ماتوا بلا دماء.
هذه الجرائم التي ترتكبها قوات النظام وروسيا تأتي في سياق التصعيد الذي يعيشه السوريون منذ أكثر من 11 عاماً، وفي إطار الضغط المستمر على المدنيين لتحقيق مكاسب سياسية وأخرى على الأرض، لتكون رسائلهم مكتوبة بدماء الأبرياء وتمر عبر أشلاء الأطفال والنساء، وهذا ما يثبت للعالم أن روسيا ونظام الأسد لايمكن أن يكونا يوماً بضفة السلام، فهم لا يتقنون إلا القتل والتدمير والتهجير.