مخلفات الحرب والألغام الأرضية…مأساة السوريين المستمرة بعد سقوط نظام الأسد

يواجه السوريون اليوم تحدياً في مواصلة حياتهم بعد سقوط نظام الأسد سببه مخلفات الحرب والألغام التي خلّفتها سنوات طويلة من الحرب والقصف الممنهج على البنى التحتية ومنازل المدنيين، لتزهق أرواح المدنيين وتقتل الأمان وتبث الخوف وتحد من حرية التنقلات والعمل. 

يعيش السوريون اليوم في نطاق مكاني كبير ملوث بالذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب والألغام التي خلّفها نظام الأسد البائد، وتتعرض حياتهم للتهديد بشكل مستمر نتيجة هذه المخلفات والألغام، إرث ثقيل وقاتل تركه نظام الأسد البائد ليقتل المدنيين لأمد طويل.

إذا قتل 4 مدنيين وأصيب 4 مدنيين آخرين بينهم طفلان وشابة بجروح، إثر انفجار لغم أرضي في منطقة تل سلمى بريف حماة الشرقي، يوم أمس الأربعاء 29 كانون الثاني، فرقنا نقلت المصابين من مشفى مدينة سلمية إلى مشفى بمدينة حماة.

وقُتِل رجل وأصيب 10 آخرون بجروح منها بليغة، إثر 3 انفجارات متفرقة للألغام وقعت في كل من محيط قرى كباجب، والعشارة، وحوايج شامية بريف دير الزور، يوم الثلاثاء 28 كانون الثاني، وفي ذات اليوم قُتِل شقيقان مدنيان، إثر انفجار لغم أرضي، وقع في قرية أبو دفنة بريف مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، كما قُتِلت امرأة وطفلة، وأصيب 10 مدنيين هم 7 أطفال وامرأتان ورجل، وجروح الرجل خطرة وأغلبهم من عائلة واحدة، إثر انفجار وقع في منزل سكني بحي سجنة في مدينة درعا، بعد منتصف ليلة الثلاثاء 28 كانون الثاني


وتعد مخاطر مخلفات الحرب والألغام الأرضية موتاً مؤجلاً للسوريين يسرق أرواح المدنيين ويتسبب بإصابات بليغة بينهم ويعمق مأساة المدنيين ويحد من أنشطتهم وتنقلاتهم والعودة لمنازلهم.
ووثقت فرقنا من قسم إزالة مخلفات الحرب، منذ تاريخ 27 تشرين الثاني 2024 حتى يوم الأحد 26 كانون الثاني 2025، مقتل 46 مدنياً بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة 82 مدنياً بينهم 31 طفلاً بجروح منها بليغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية.

وتخلصت فرقنا من أكثر من 1060 ذخيرة غير منفجرة، وحددت الفرق 134 حقل ألغام في المحافظات السورية، منذ تاريخ 26 تشرين الثاني 2024 حتى تاريخ 18 كانون الثاني 2025، لحماية المدنيين وتأمين عودتهم لمناطقهم ومنازلهم التي هجروا منها.

 

رغم كل الجهود المبذولة ما تزال أعداد كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام موجودة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، ناجمة عن قصف ممنهج للنظام البائد وحلفائه، وتحويل منازل المدنيين والمرافق العامة في المدن والبلدات لمعسكرات وثكنات لجيشهم وميليشياتهم، هذا الخطر الكبير لمخلفات الحرب والألغام استمر على مدى سنوات ومايزال حتى الآن، وستبقى هذه مخلفات الحرب قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة، ومع وجود تلك الذخائر وانتشارها في جميع أنحاء سوريا، ستستمر الخسائر لفترة طويلة.