ثلاثة قتلى وجريحان بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في بادية دير الزور

مخاطر الألغام التي زرعها نظام الأسد البائد كموت مؤجل للسوريين، تهدد أرواحهم وتقوّض الأنشطة الزراعية وسبل العيش 

 

قتل ثلاثة مدنيين وأصيب اثنان آخران بانفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، أمس الأربعاء 22 كانون الثاني، بسيارة في بادية دير الزور الجنوبية بالقرب من قرية كباجب، واقع صعب يعيشه السوريون بسبب مخلفات الحرب التي تنتشر في كل الأراضي السورية وباتت أكبر خطر يهدد الأرواح وتقوض عودة السكان المهجرين واستثمار الأراضي الزراعية، وتحتاج هذه المخلفات لجهود كبيرة ولسنوات طويلة حتى يتم التخلص منها.

وثقت واستجابت فرق الدفاع المدني السوري " الخوذ البيضاء" من تاريخ 27 تشرين الثاني 2024 حتى يوم الأربعاء 22 كانون الثاني 2025، مقتل 43 مدنياً بينهم 8 أطفال وامرأة، وإصابة 72 مدنياً بينهم 29 طفلاً بجروح منها بليغة، في انفجار لمخلفات الحرب والألغام في المناطق السورية

 

منذ 26 تشرين الثاني وحتى 18 كانون الثاني، نفذت فرق لإزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري 659 عملية تطهير تم خلالها التخلص من 1060 ذخيرة غير منفجرة، بالإضافة إلى تحديد 134 حقل ألغام ونقاط لوجود الألغام (بما في ذلك الألغام المضادة للدبابات وأخرى للأفراد) في إدلب وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية، وبالتوازي مع هذه الأعمال، قدمت الفرق 330 جلسة تدريب عملي للسكان قبل عودتهم إلى المناطق التي هُجروا منها.

 

جهود مكثفة للدفاع المدني السوري للحد من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب التي تركها نظام الأسد السابق وحلفاؤه كموت مؤجل للسوريين، وخلال عمل فرق إزالة مخلفات الحرب بالفترة السابقة ومن تاريخ 27 تشرين الثاني حتى يوم الجمعة 18 كانون الثاني حددت الفرق 134 حقل ألغام ونقطة يوجد فيها ألغام في محافظات حلب، إدلب، حماه، اللاذقية، ودير الزور، وقامت الفرق بتحديد أماكن هذه الحقول مع وضع علامات تحذيرية حولها وتحذير المدنيين منها بأساليب مختلفة كون فرقنا غير مختصة بإزالة الألغام وهذا أقصى ما تستطيع فعله بالفترة الحالية.

 

أما بخصوص الذخائر غير المنفجرة القسم الآخر من مخلفات الحرب فتمكنت فرقنا منذ 26 تشرين الثاني حتى 18 كانون الثاني من إتلاف 1060 ذخيرة مختلفة أغلبها من القنابل العنقودية وبالتوازي مع هذه الأعمال، قدمت الفرق 330 جلسة تدريب عملي للسكان قبل عودتهم إلى المناطق التي هُجروا منها.

 

إن الخطر الأكبر الناتج عن انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة يتعلق بالخسائر البشرية وتهديدها المباشر لحياة السكان وفي كثير من الأحيان تؤدي الإصابة بانفجار الألغام والذخائر غير المنفجرة إلى فقدان الأطراف وترك عاهات دائمة.

كما يعيق انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة عودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم، ويقوض أي مشاريع تعمل على تنمية المجتمعات وإعادة الإعمار بالمناطق المتضررة، ويعمق فجوة الاحتياجات الإنسانية، ويخلق انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة حالة من القلق والخوف لدى المجتمعات المحلية ما يدفعهم للتنقل لمناطق أكثر أمناً ويؤدي إلى حالات نزوح داخلية تشكل ضغطاً كبيراً على المناطق الأخرى التي تم النزوح لها.

ومن الآثار السلبية لانتشار الألغام هو تأثيرها على الجانب الاقتصادي للمجتمعات المتضررة وخاصة أن أغلب حقول الالغام موجودة بمناطق تعتمد على الزراعة كمردود اقتصادي رئيسي ما يؤدي إلى تعطيل القدرة على استثمار هذه الأراضي.